عندما كتبت تدوينة عن اخي وصديقي الراحل الدكتور محمد احمد ولد سيد احمد على خلفية فيديو وصلني عبر الوات ساب: https://m.facebook.com/story.php?story_fbid=5728373483840661&id=100000041985449&sfnsn=mo
سألني البعض عن لبروفيسور أحمدو ولد محمد محمود الشيخ الذي يظهر في الفيديو يتكلم عن المرحوم …
فقلت لهم انه أحد العبقريات المنسية في هذا الوطن فهو باحث متمكن في علوم الفيزياء وفلسفتها وكان من ضمن الفريق الذي قدم كتابي دين الفطرة: استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة انسانية:
http://elalem.info/article10401.html
حيث كتب يقول:
لا زالت البشرية منذ جدلية المادة والفكر عند ماركس وهيجل تبحث عن سبيل يرشدها إلى حقيقة كاملة توحد بين ثنائية الفكر والمادة دون جدوى… وقد تعددت وتشعبت اثر ذلك الفلسفات الى مادية ومثالية حسب فهم كل منها لأسبقية «المادة» على «الفكر» أو العكس.
ضمن هذه الجدلية يبرز الإنسان بثنائية «المادة والروح» وتتوزع ميوله وأفكاره وعقله حول ثنائية الأضداد هذه. وقد توزع الاهتمام بهذه الثنائية كذلك بين العلم والدين كل حسب دوافعه، فاهتمت العلوم بالجانب المادي مقابل اهتمام الأديان بالجانب الروحي عند الإنسان..
ولم يحدث تداخلا بين الجانبين إلا في حالات نادرة… ورغم ان اهتمام العلوم بالبنية المادية للإنسان كان شاملا ومفرطا في بعض الأحيان إلا أن اهتمامها بالوجه الآخر لهذه البنية لم يكن على المستوى المطلوب. وما صيحة «ألكسيس كاريل» في كتابه «الإنسان ذلك المجهول» و«كريس موريسون» في كتابه «الإنسان لايقوم وحده» الا تجسيدا لهذا الاهمال المتعمد وتحذيرا لما قد يترتب عليه من ضياع للحقيقة الكاملة والمتكاملة للإنسان…
لقد تجسدت ثنائية الأضداد بشكل واضح ومثير في علوم الفيزياء من خلال النظرية الكهرو مغناطسية التى تقدم لنا الضوء على شكل ثنائية الموجةـ الجسيم لتبقى بذلك حقيقته الكاملة غامضة… كما أن الكهرباء والمغناطيس يعتبران اليوم وجهان لكُنه واحد لا ندري بالتحديد ماحقيقته !! !
وتدعونا نظرية الكم للتأمل في التداخل الحاصل بين المجرب ونتائج تجاربه.
وما البحث اليوم عن نظرية شاملة توحد كل قوانين الفيزياء إلا مطلبا شرعيا فرضته كل هذه التحديات.
وستعطى هذه النظرية ـ التي وصلت اليوم الى مراحل متقدمة ـ مفتاحا سحريا لتفسير كل الغموض الذي يلف النظريات الجزئية في الفيزياء لنكون بذلك قد قطعنا شوطا كبيرا نحو الحقيقة الفيزيائية الكاملة للكون، لنرى إذ ذاك وحدة الوجود تتجلى في وحدة قوانينه…
لقد وفق المؤلف المرابط ولد محمد لخديم في هذا الكتاب في إبراز أساسيات بحث حول نظرية توحد مفاهيم المادة والفكر واللغةـ باعتبارهما تجليات لحقيقة واحدة…
ورغم الصعوبات المنهجية وتداخل العلوم والفلسفات في صياغة هذه النظرية الشاملة إلا أن المؤلف استطاع بمهارة أن يخرج لنا ـ ببراهينه المتعددة ـ حقيقة واحدة وثابتة لكنه الأشياء التي يتكون منها الكون والحياة…
وقد ارتكز الباحث في تأصيله لهذه النظرية على مفهوم «الفطرة» باعتبارها الكنه الواحد الأوحد لكل الموجودات سواء كانت مادة أو فكر أو لغة فكل منها صورة للآخر… هنا يظهر جانب جديد من جوانب وحدة الوجود…
ولعل كاتبنا يحاول الوصول من خلال نظريته الشاملة هذه الى ما تحاول الفيزياء الحديثة الوصول إليه…
ويبقى القرآن الكريم في النهاية مصحفا (كتابا) عظيما مفتوحا للجميع يحتاج لفهمه واستيعابه عقولا عظيمة لتخريجه ـ للناس بلغة علميةـ إنسانية بسيطة متاحة للجميع.
اما عن حياته وتكوينه شاهد الفديو ضمن سلسلة تحت عنوان : اسبوع الفيزياء؛