مع القرآن لفهم الحباة الحلقة(14). تساؤلات؟! واعجاز يتجاوز حدود الإدراك البشري!!/المرابط ولد محمد لخديم

كيف عجز العلم الحديث عن فهم سر الروح رغم إيمانه بها؟!!.
      الحديث عن الروح يقع عند نقطة التقاء الغيب بالعلم، حيث يتوقف العقل البشري عاجزًا أمام سرٍّ لا تخضع حقيقته للتجربة المادية. فالإسلام يقرر حقيقة الروح كأمرٍ إلهيٍ خارجٍ عن نطاق العلم البشري، بينما يحاول العلم الحديث تفسير الظواهر المرتبطة بها عبر دراسة الدماغ والنشاط العصبي.

      كتب فرانسيس كريك (Francis Crick) الفيزيائي الذي كان له الفضل في اكتشاف الحمض النووي الريبوزي ADN (الذي يعتبر أهم اكتشاف في القرن العشرين) بأن دراسة الدماغ كفيل باكتشاف مصدر اعتقاد الإنسان بوجود الروح.
ثم بعد ذلك كتب عالم الحشرات والبيئة الأمريكي أدوارد أسبورن Edouard Osborne Wilson قائلا: إن الجهد في       دراسة الروح يجب أن ينصب على دراسة الموروثات التي     تجعل الإنسان مؤمنا بفكرة الروح ويقول نفس المصدر أن هناك إجماع على أن المنطقة الجانبية من الدماغ والمسمى الفص الصدقي Temporal lebe من المحتمل جدا أن يكون مسئولا عن تنظيم الجانب الروحي في حياة الإنسان وقد تم التوصل إلى هذا الاستنتاج عن طريق الأشخاص الذين يعانون من صرع المنطقة الصدغية من الدماغ حيث ولأسباب غير معروفة يزداد النشاط الكهربائي لهذه المنطقة بمعزل عن بقية الدماغ وهذا يؤدي إلى ظهور أعراض وعلامات من أهمها أفكار دينية وروحية معقدة وأفكار ميتافيزيقية والتعلق بفكرة دينية معينة إلى حد الهوس.
    هذه الملاحظة البدائية شجعت العلماء إلى إجراء تجارب تتركز على قياس نشاط هذا القسم من الدماغ في أشخاص متدينين غير مصابين بالصرع ومقارنته بأشخاص ملحدين وتم التوصل في جامعة كاليفورنيا عام 1997 إلى ملاحظة أن النشاط الكهربائي الدماغي في الفص الصدقي هو أعلى في المتدين مقارنة بالملحد (56).
     فقد ثبت علميا أن العين البشرية لا ترى إلا في حدود معينة في ألوان الطيف فالضوء الأحمر الذي نراه بالعين له ذبذبة 400.000 مليون ذبذبة بالثانية أما الضوء (تحت الأحمر Infra red) فهو أقل من ذلك فلا تراه العين، والضوء البنفسجي له تردد 700.000 مليون في الثانية فإذا زاد في فوق البنفسجي فلا نراه وقد قدروا الأرواح بأنها ذبذبة أعلى من فوق البنفسجية واقل من الذبذبة (X ray).
    (وبدون الحياة تكون المادة جامدة، ومتى تركتها الحياة عادت مجرد مادة، ولكن تبقى لها القدرة على مواصلة حياة مخلوقات أخرى وبذا تخلد الحياة في الكائنات الحية وأما ما هي الحياة ؟ فذلك ما لم يدره إنسان بعد، فليس للحياة وزن ولا حجم (57).
      وإنسان الأمس واليوم يموت وتخرج روحه ولا يراها بشر ولا يشعر بها، ولا تدركها أجهزته أو تشعر بها آلته، وكل المحاولات التي بذلت في هذا السبيل قد باءت بالفشل التام، مثل محاولات وزن الموتى لحظة موتهم لمعرفة إن كانت الروح لها وزن فيقل وزن الجسم بخروجها مثلا كأن يضعوا إنسانا يحتضر على جهاز به ميزان لتقدير وزن الروح بعد خروجها من الجسم ويضعون على رأسه جهاز (eeg) قياس ذبذبات المخ الكهربائية أثناء الوفاة وعلى قلبه جهاز لرسم القلب (eeg) كذلك وضعوا كاميرات خاصة تعمل بالأشعة تحت الحمراء لتصوير الروح أثناء خروجها (Finfared photography) حيث وجد أنها لا تظهر بالضوء العادي (58) ومثل محاولات تسجيل أو رصد أي موجات أو ذبذبات كهربائية أو مغناطيسية أو كهرومغناطيسية أو صوتية، ومحاولات تسجيل أطياف مرئية أو غير مرئية، كلها فشلت في تسجيل شيء أو التنبؤ بشيء.
      وفي فشل العلم المادي والفلسفات والكتب الأخرى كما سنرى في معرفة حقيقة الروح فإننا نقرأ في قوله عز وجل “الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها”(59).
      يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه للصحابة حين ناموا ففاتتهم صلاة الصبح حيث قال لهم .
(إن الله قبض أرواحكم حيث شاء وردها حيث شاء) (60).         مما يدل على أن الروح تفارق الجسد حين المنام بطريقة لا يعلمها إلا الله، وبذلك يفقد الجسد الصفات التي تضفيها عليه الروح حال يقظته وهي الإدراك والفعل والتمييز والاختيار بين المتناقضات والسمع والبصر والإحساس بالزمن، وكلها إمكانيات تعود إليه بعودة روحه إلى جسده عند استيقاظه.
الروح في الفكر البشري قديمه وحديثه:
     وإذا كان العلم الحديث لا يدرك هذه الروح لان عقله محدود الإمكانيات ولا يستطيع أن يدرك ما كان خارجا عن حدود تلك الإمكانات (61) ولأنه بحث في ما لا يخضع للتجربة ويخرج عن الحواس فقد انقسم الناس في نظرتهم إلى الروح.
    لأن مصطلح (الروح) ذو طابع ديني وفلسفي يختلف تعريف ماهيته في الأديان والفلسفات المختلفة، ولكن هناك إجماع على أن الروح عبارة عن ذات قائمة بنفسها، ذات طبيعة معنوية غير ملموسة.
     ويعتبرها البعض مادة أثرية أصيلة من الخصائص الفريدة للكائنات الحية. واستنادا إلى بعض الديانات والفلسفات فإن الروح مخلوقة من جنس لا نظير له في عالم الموجودات وهو أساس الإدراك والوعي والشعور.
     وتختلف الروح عن النفس حسب الاعتقادات الدينية فالبعض يرى النفس هي الروح والجسد مجتمعين ويرى البعض الآخر أن النفس قد تكون أو لا تكون خالدة ولكن الروح خالدة حتى بعد موت الجسد.
     هناك جدل في الديانات والفلسفات المختلفة حول الروح بدءا من تعريفها ومرورا بمنشئها, ووظيفتها, إلى دورها, أثناء وبعد الموت, حيث أن هناك اعتقاد شائع أن للروح استقلالية تامة عن الجسد وليس لها ظهور جسدي أو حسي، ولا يمكن مشاهدة رحيلها. ويعتقد البعض أن مفارقة الروح للجسد هي تعريف الموت, ويذهب البعض الآخر إلى الاعتقاد أن الروح تقبض وتنتهي حياة الجسد، وفي حالة النوم تقبض الروح ويظل الجسد حيا. ولتقريب معنى الروح يجدر بنا للإلمام        بهذا المفهوم في الفكر البشري قديمه وحديثه: …يتواصل

شاهد أيضاً

مع القرآن لفهم الحياة الحلقة(11)/المرابط ولد محمد لخديم

التحدي الأول: 1_ الموت:   مازال انسان العصر يواجه نفس التحدى الذى كان يواجهه الإنسان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *