في كل عام أكتب عن المقاومة وأحداثها، وخاصة مقاومة آدرار، نظرًا لندرة الكتابات التي توثقها وتقرّب وقائعها للقارئ الذي لا يطالع كثيرًا. لكنّني اليوم صادفت محتوى مختلفًا؛ فيلمًا روائيًا عن المقاومة، مُنتجًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي، بعنوان “موريتانيا نحو الاستقلال – الجزء الأول”، من إنتاج وإخراج المبدع: محمد مريد.
ويمكن اعتباره أول تجربة ملحمية من نوعها في موريتانيا، تعتمد على وسائط الصوت والصورة التي أصبحت جزءًا من حياة الإنسان المعاصر.
أرى أن هذه التجربة ستقرب أحداث المقاومة إلى الناشئة، وتُحيي في نفوسهم ماضيًا مجيدًا لا يقبل الهوان، صنعه رجال دافعوا عن أرضهم بما تيسّر لهم، وبذلوا دماءهم في سبيل الوطن.
كما أشكر الدولة الموريتانية على اهتمامها المتزايد بالمقاومة، قديمها وحديثها؛ أولئك الذين استشهدوا قبل قيام الدولة، والذين ضحّوا دفاعًا عنها بعد قيامها.
فقد أُنشئت لأول مرة وزارة خاصة بالمقاومة، وامتلأت القنوات التلفزيونية والإذاعية بذكرهم، وتدفقت وسائل التواصل الاجتماعي بالمحتوى الذي يوثق تفاصيل بطولاتهم الخالدة، في اهتمام غير مسبوق مقارنة بالسنوات الماضية.
فالتاريخ الماضي لا يُروى للتفاخر، بل ليُفهم به الحاضر، ويُستشرف عبره المستقبل.
شاهد أيضاً
من رمال الصحراء إلى بناء الجمهورية: سيرة قائد في ذكرى الاستقلال/المرابط ولد محمد لخديم
في أجواء الاحتفال بذكرى الاستقلال الوطني65، يفرض الواجب والإنصاف أن نستحضر سيرة الأب …
آفاق فكرية بحث، معرفة، تبادل ثقافي