كتبت مقالا في الاسبوع الماضي بعنوان: عندما يتكلم رئيس الجمهورية في المحظور عرفيا!!
http://elalem.info/article10641.html
وهي بادرة مهمة وغير مسبوقة على طريق الاصلاح في مجتمع محافظ كانت المرأة تتجنب تسمية الرجل فيه باسمه متخذة مايسمى بشعر النساء أو (التبراع) للبوح بما يجول في خاطرها…عن الحب..والزواج !!
ولأهمية هذا الاجراء من رأس الدولة والردود التي وردت الي آليت على نفسي ان اتابع هذا الموضوع بسبر أغواره والبحث في جميع جوانبه!! بعيدا عن الدراسات اسسيولوجية الجاهزة التي تحمل خصوصيات مجتمعات أخرى بعيدة عن مجتمعنا وتقاليده وعاداته الفريدة من نوعها! وهنا أعرض للسان الحال ولسان المقال!!
فزيادة على ما تقدم في المقال السابق وجدت أن جميع مشاكل المجتمع لها علاقة بالبذخ والاسراف؟!
غلاء المهور المجحفة جعلت عشرات الرجال يهاجرون للخارج للتوفير المال ولو بعد عشرات السنين لكس يكونوا مقبولين عند النساء…
الفساد استفحل والمجتمع ضاع وترهل!!
والسبب هو عدم معالجة الأسرة الإعلامية والدولة والعلماء و الوجهاء لهذا الداء العضال المنتشر في المجتمع…
وليس أدل على هذا من لجوء النساء الموريتانيات إلى مواقع التواصل الاجتماعي كملاذ للبحث عن عريس من خارج جبة التقاليد.
لم تعد الطرق المتوارثة في الزواج، كالقبيلة مثلا معيارا في عالم تطغى المادة فيه على غيرها من القيم…
حيث أصبحت العبارات المتداولة بين المجتمع: 3v؛
V8/virement/villa.
سيارة من نوع ف8 وفيلا و رصيد في البنك هي المعيار.!!
ومايعقد الامور أكثر أن الشبكة العنكبوتية تركت تأثيرا كبيرا في المجتمع، لاسيما الحرية التي تمنحها وإمكانية تكوين علاقات واسعة للبنت، دون أن يكون للأهل رقابة عليها وهنا تكمن الخطورة حيث أن عالم الانترنت لا حدود له ولا أخلاق..!!
مظاهر البذخ والإسراف هي واحدة من أمراض مجتمعنا الخطيرة وقد وصل الأمر بالبعض إلى ممارسة كل أشكال التزييف والخداع حتى يحسب عند الناس من (الأثرياء) تخيل ان يستدين أحدهم بملايين الاوقية وعندما تنتهي المناسبة يرجع المال لأصحابه لأن بعض العائلات لاتأخذ من المال المقدم للعرس الا50الف أوقية قديمة.وترد الباقي!!
ولعل أغرب ماسمعت في هذا المجال: ان تاجرا في مدينة موريتانية يعطي سبعة ملايين اوقية قديمة لمن يريد ان يتزوج على سبيل الاعارة على ان يرجعها عند انتهاء مراسيم الزواج!!
ليوهم الناس أنه من الاثرياء بحثا عن تقدير مجتمع لا يقيم وزنا إلا لحب الظهور.!! في مايعرف محليا بالتفاييش او(لحمار)!!
وقدأخذ في وقتنا الراهن شكلا سلبيا بحيث إذا اجتمعت جماعة من الناس من طبقة اجتماعية معينة، في السعي لتحقيق غاية، واستطاع أحدهم أن ينالها، فإن الأفراد الآخرين سيستسهلون الصعب حتى يفعلوا مثله…
وعبارات (وخْيراتْ، ووْرخَستْ) أ التي اخذت بعدا جديدا في العرف الموريتاني ولعل كلمة (وخْيراتْ) لما تبعثه في شخصية الموريتاني هي الدافع الأساسي الذي حمل المجتمع على عدم التنكر لهذه العادات، وقد يصل الأمر إلى حد تضرر الشخص ماديا وأدبيا بسبب التكاليف الباهظة ومع ذلك تأبى عليه تلك الروابط أن يبدر منه أدنى تبرم، لأن ذلك يعتبر ضعفا في المروءة وروح الشرف (أمْحيلي).
ولكن هناك من النساء من يردن الكفاف والزواج بما تيسر وقد شحنوا كلامهم من خلال العبارات التالية:
(المرأة الصالحة للرجل الصالح: ففي الحديث (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) (الترمذي)…
معللين كلامهن بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بالدين فقط..(فأضاف الخلق وهذه درجة عالية إذا تحصلت المرأة على رجل ذو أخلاق ومتدين فلا تخاف بإذن الله لأنه يتق الله فيها وفي أولادها سواء كانت الثانية أو الثالثة أو الرابعة; لا تتزوجي الرجل من أجل جماله أو ماله أو ضحكته ولكن قدمي الأخلاق والدين تسعدي)..
وهذا الكلام يشعرك بما تتعرضن له من ظلم الأهل وعائلاتهن ومجتمعهن ليكونوا من نصيب أبناء عمومتهن فقط حتى وان كان المتقدم للزواج مجتمعة فيه جميع صفات الرجل المثالي للزوج الصالح…
إن فكرة ضرورة الظهور بمظهر الند أو المثل جعل كثير من الناس يعيشون فوق طاقتهم.متمسكين بعادات وتقاليد أوجدها العرف أصلا أكثر من تمسكهم بتعاليم دينهم، مع أنها تتنافي مع الحياة الحضارية والدين ونحن إلى جانب هذا غير مقتنعين بها، لكن الخوف من النقد، والخروج من المألوف، وما تواضع عليه المجتمع، هو الذي يجعلنا نرضخ لها..
وهناك طابور ثالث متحكم لا هو أنثى ولا ذكر.. يشحذ همم هؤلاء نحو مزيدا من الضياع إلى عالم المجون…
وقد تولد عن هذا كله صورا إدراكية وقيما ونماذج سلوك جديدة أبطالها: الشخصيات السينمائية، ونجوم الموضة، ومقولاتها: المغامرة، والحرية الفردية، وغاياتها: الحياة والسعادة، والمتعة…الخ
اسهل حل لمعضلة الزواج:
1)-ضرورة الزواج الجماعي
2)تخصيص صندوق لدعم وتشجيع الشباب على قرار الكثير من الدول العربية والإسلامية..
واذا كان هذا الطرح يعتبر حلا جزئيا لهذا المشكل الذي أرق المجتمعات العربية عامة ومجتمعنا خاصة وغض مضاجعها فإنني آمل من الكتاب والعلماء والوجهاء وكل مسموع الكلمة بأن يدلوا بآرائهم بعد ان اصبح الموضوع من اولويات رئيس الجمهورية.