البشرية تعاني الآن من فقدان الإنسانية تعاني من الأنانية و حب الذات و الإخلاص لها و الابتعاد عن الآخر تعاني من فقدان كرم النفس و حب الآخر بسبب العالم الذي يسير إلى حياة تسيرها التكنولوجيا في جميع مواطنها و تقضي شيئا فشيئا على علاقة البشر ببعضه و على علاقته بنفسه و بالطبيعة المحيطة به فمصير البشرية في خطر و لا بد له من قوة هائلة تنتشله إلى الأعلى قوة مجردة و أيضا تخاطب عقله و قلبه و أسمى ما فيه.
– لماذا لا يكون الأدب هو الجواب الشافي لهذه التساؤلات المصيرية التي تؤرق مجتمعات هذا العصر
– نعرف أن الأدب يقرب المجتمعات المختلفة ثقافيا و فكريا و حضاريا و يقضي على الحواجز المولودة من ذلك الاختلاف و العالقة في الأذهان و الخيال و التي تبعد هذه المجتمعات من بعضها كما لو كان جسرا تعبره الشعوب لتجتمع فكريا و لتتواصل و ليتعرف بعضها على البعض.
– الأدب يفقهنا في العالم ويخلق لنا عنه رؤية جديدة شاملة شيمتها الانفتاح والتسامح.
– الأدب … نستطيع أن نتصوره كيد ممدودة إلى الآخر لتسير به من ظلام الجهل ووحشته إلى نور المعرفة وضيائها فترقى العقول وتعلو الهمم.
– كما يقال إن الموسيقى تضفي النعومة إلى الإنسان فالأدب أيضا يجعل من الإنسان إنسانا أفضل
– الأدب يفتح لنا الباب عن حدائق نقية نرى فيها أنفسنا والآخرين كأزهار عطرة وزاهية الألوان تلفها السعادة والأمان فيعيش الكاتب والقارئ معا حلما جميلا يجتاح بهما أفق الأمل والاطمئنان … فمن لم يعرف لذة القراءة لن يستشعر نفسه كفراشة ترفرف في فضاء من الصفاء والامتنان.
– قراءاتنا واستطلاعاتنا وبحوثنا ودراساتنا تمكننا من معرفة أنفسنا جيدا ومن معرفة الآخرين فنتقدم اجتماعيا وثقافيا ونحب بعضنا و نحترم بعضنا و نتقبله بالرغم من اختلافه عنا ونكون هكذا قد حاولنا تحقيق سعادة البشرية يدا بيد.
– الكتابة تبليغ وتأثير فالقارئ يتأثر كثيرا بما يقرأه فيغير آراء كانت ثابتة عنده وربما فاسدة وخلال قراءاته يجد أحيانا حلولا لمشاكل كان يعيشها و لم يكن يتصور أن يجد لها حلا يوما و بهذه البساطة.
– عندما تتعارف الثقافات المختلفة وتتواصل يصبح عندنا حلم مشترك ويصبح من إمكاننا أن نحققه وهذا الحلم هو الانتماء إلى جنسية واحدة وهي مواطنون العالم.
– قراءاتنا هي مربيتنا الأساسية فالإنسان كالكتاب المفتوح كل قراءة تملأ صفحة بيضاء فيستفيد العقل من مضمون تلك الصفحات وتتغذى الروح …هذه أيضا هي التربية … أغرسوا أزهار الأدب زهرة زهرة في قلوب أبنائكم قبل أن يغرس الشارع فيها شوك الجهل والتعصب والإجرام…. فهلموا إلى صفحات فلذات أكبادكم إملأوها علما وحلما.
