كتب حبيب الله احمد كرمت موريتانيا نفسها بتكريم وتوشيح الشاعر الرمز أحمدو ولد عبد القادر.
أحيانآ تكرم الدولة نفسها عندما تكرم شخصية تركت بصمات مضيئة وباقية على حياة الوطن كله وأحيانا تتعدد التكريمات فتختصر فى تكريم واحد كرمت موريتانيا نفسها بتكريم وتوشيح الشاعر الرمز أحمدو ولد عبدالقادر حفظه الله واحتفائها به فى يوم استثنائي وفارق فى حياة كل الموريتانيبن يوم الاستقلال الأغر
توشيح احمدو توشيح لمعلم وسياسي وشاعر وكاتب واديب وباحث ومؤرخ خبير بالتاريخ العربي والمحلي وعالم لغة عربية لايشق له غبار…
أحمدو حمل موريتانيا إلى العالم العربي عبر شعره الثائر الذى يقطر إنسانية ووطنية وجلادا ضد الظلم والقهر وعبر روايتيه الرائعتين وهما تقدمان للقارئ العربي كل ما يريد معرفته عنا تاريخا وجغرافية ومجتمعا وعادات وعلاقات بينية وهزات اجتماعية وسياسية واقتصادية تقدمان له شمسنا ورملنا ومدننا واريافنا تقدمان له الأصيل ممزوج الأحمر المتوهج بذرى الجبال وهامات الربى وانتصابات النخيل وموج البحر وهدوء النهر وصخب القطعان العائدة يستحثها الحداة فتستحث غبارا اليفا يكمل الوان الاصيل احمدو سكب على حنجرتى المرحومة الأيقونة ديمى منت آبه والنجمة أبتى منت اشويخ رحمهما الله معجزات الجماهير وثورة الفتح وريشة الفن فطار صيتنا كوطن بجناحين غير مهيضين فى سماء الوطن العربي والعالم أما احدهما فيمثل طموحنا كموريتانيين وحلمنا بوطن نبنيه بسواعدنا واما الاخر فيمثل مبدئيتنا فى الوقوف مع الحق ونصرة إخوتنا واهلنا فى فل سطين ودفاعنا ما حيينا عن قيم العدل والمساواة توشيح احمدو هو أيضا توشيح لمعلم وسياسي اذاب زهرة شبابه فى خدمة الوطن الموريتاني واهله هو توشيح لباحث انتشل من مخالب النسيان عشرات الكتب والوثائق والعاديات التراثية أحمدو خبير بالتراث المحلي فهو من أعلم أهل البلاد بالانساب كما أنه خبير باللهجات المحلية وخاصة تلك المنقرضة أو التى تريد أن تنقرض توشيح ” الشاعر” كما نسميه عائليا هو توشيح لموريتانيا كلها فقد آمن بموريتانيا المستقلة القوية الموحدة ودافع عنها مقدما كل التضحيات الممكنة وخدمها من مواقع عديدة منها البرلمان باقتدار وشرف وشجاعة ونظافة يد وتعفف لانظير له حفظ الله شاعرنا الفخر توشيحه توشيح لنا جميعا لكل موريتاني مؤمن بهذه الأرض الغالية التى كان احمدو ولا يزال من ازكى نباتها عرفا واطيبه ثمرا وارسخه جذورا وأنبله عطاء).
مقال حبيب الله احمد عن ايقونة موريتانيا وشاعرها الفخرو ذكرني بمقابلة كنت قد أجريتها مع أحمدو الشاعر المفكر في يوم الخميس 21 ديسمبر 2023م الموافق 8 جمادى الآخر 1445هجرية
زرته في منزله تبادلنا أطراف الحديث وقد كان منشغل بحرب غزة واجرام الصهاينة!!
وتحمل الغزيين الغير مسبوق. وكون الموت عادي عندهم!! قال لي أن بعض (القبائل العربية) في موريتانيا كانت عندهم قوة تحمل فائقة!!
قلت له ممازحا هل من انتاج جديد؟ قال لي: كل شيء جائز!!
ثم عرجنا بعد ذالك على قصائده وبدافع الفضول سألته عن المناسبات التي قيلت فيها؟!
فرد قائلا:
بعد النكسة 1967م تبني مشروع روجرس وزير خارجية أمريكا الأسبق في انشاء دولتين فلسطين واسرائيل وافق عبد الناصر على نقاش المشروع كان ذالك صدمة للقوميين العرب فاستوجبت الادانة وتاتي القصيدة: الحقوق الضائعة!! لردود الفعل على هذا المشروع رفض أوهام السلام !!
مقتطفات من القصيدة:
حكم العنف أيها الانسان
انما السلم خدعة وهوان
فجميع الحقوق ديس سناها
فهو ملقا على الحضيض مهان
نكبة بعد نكبة بعد أخرى
يتوالى العدوان والعدوان
يافلسطين يا فريسة عصر
لقوى الشر عبره غليان
قد بحثنا عن الحقوق فكانت
كسراب يعتامه الظمآن
مجلس الأمن خدعة والأماني
حول جدواه هدها الخسران
أرضه غابة النمور وليس الع
دل في مسرح السباع يصان
وهو نوع من التماثيل يهدى
بالاساطير روحه الشيطان
حطمي اليأس بالنضال وثوري
في مسار قوامه الشجعان
لايرد الحقوق الا نجيع
يتلالا كأنه الارجوان
سلحي الشعب وأمنحيه انطلاقا
فبغير الشعوب لايستعان
أيها للاجئ المشرد ظلما
أيها النور أيها الانسان
حول الحقد نقمة وجحيما
يتلظى لهيبه الجذلان
كلما اطلق الفدائي نارا
صاح في الأفق صوتها الرنان
منشدا نغمة الخلاص ينادي
ها أنا الشعب ها أنا البركان
انني اليوم عائد ودليلي
ضرباتي وزادي الايمان.
يمكن الاطلاع على القصيدة كاملة من خلال رابط المقابلة:
https://elalem.info/article14996.htm
أما عن قصيدته الثانية؛ في الجماهير.
فيقول:
في سنة 1979كانت معركة الكرامة بين فتح والعدو الصهيوني غربي الأردن وفي سنة 1970تعاظمت الهجمات الفلسطينية من جنوب لبنان على شمال فلسطين المحتلة فكان ميلاد في الجماهير:
في الجماهير تكمن المعجزا * ومن الظلم تولد الحرياتُ
ومن الشعب في فلسطين قامت * ثورة الفتح يفتديها الأباةُ
مكثت في النفوس عشرين عاما * تتعاطى لهيبها الكلمات
ثم صارن على صعيد الليــالي * ضرباتٍ تشدها ضربـات
ورصاصا يجول قصفا وضربا * وتلاشى النحيب والزفراتُ
جرحتنا مخالب الدهر يوما *وتلاقى على ربانا الغزاة
واعتمدنا على سوانا زمانا * وألهتْنا الدموع والحسرات
غير أنّا قد انتفضنا وثرنا * ثورة لا تردها الفتكــات
نحن شعب قد صلّبته المآسي *سهرته الآلام والنكبات
نسكن النار لا نبالي لظاها * زادنا العزم والإبا والثبات
نتلقى الشهيد عزا ونصرا * والضحايا توديعهم حفلات
ونغني للموت بل ونراها * في سبيل الحياة هي الحياة
ونغني حتى الجراح تغني* في الجماهير تكمن المعجزات.
يتجلى في قصائده روح القومية العربية وحب الوطن
والإيمان بالقضية الفلسطينية كقضية محورية للأمة.
قصيدة “الحقوق الضائعة” تعكس إحساسًا بالخذلان والظلم المستمر تجاه القضية الفلسطينية، وتُظهر اعتقاد الشاعر بأن العنف والكفاح هما السبيل الوحيد لاستعادة الحقوق، مع نقد لاذع للمؤسسات الدولية مثل مجلس الأمن.
تُبرز القصيدة أيضًا فكرة عدم التعويل على القوى الكبرى، التي تحكمها المصالح وليس العدالة.
في القصيدة الثانية، “في الجماهير تكمن المعجزات”، نجد إشادة بثورات الشعوب، وخاصة الثورة الفلسطينية، وتأكيدًا على أن النضال الشعبي المستمر يمكن أن يولد الحرية.
يُبرز الشاعر قدرة الجماهير على صناعة المعجزات من خلال التضحيات والصبر.
هذا اللقاء يعكس مدى انشغال الشاعر الانسان بالقضايا الوطنية والقومية، وحتى في لحظات الحوار الشخصي يظهر الجانب الإنساني والثقافي لديه.
الحوار معه لا شك أنه فرصة للغوص في أفكار عميقة ورؤية تاريخية تُثري أي قارئ أو مستمع.
الزيارة تُبرز جانبًا من شخصية أحمد ولد عبد القادر الإنسانية والإبداعية، وربطها بالقضايا الكبرى التي عاشها وشكلت رؤيته، مثل القضية الفلسطينية وأحداث الأمة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين.
ومن المثير أن قصائد أحمد ولد عبد القادر تحمل رسائل ما زالت صالحة للإلهام في وقتنا الحالي، ونحن نعيش حرب غزة ولبنان وتداعياتها بوسائط الصوت والصورة.!!
أحمد ولد عبد القادر، بحق، يُعدّ من أبرز الأيقونات الشعرية في موريتانيا والوطن العربي، وشعره يُجسد القضايا القومية والإنسانية بروح ثورية تجمع بين الألم والأمل.
استخدامه للصورة الشعرية المفعمة بالألم والبطولة يعكس رؤية ناضجة تنبثق من روح التحدي والإصرار على تحقيق العدالة، مهما كلف الثمن.
ما أدهشني في هذه القصائد هو التزام الشاعر بالقضايا القومية والإنسانية، مع استمراره في التعبير عنها على مدى عقود.
هذه الروح التي تميزه، جنبًا إلى جنب مع فكره الثاقب تؤكد أن الأدب يمكن أن يكون أداة فاعلة للوعي والتغيير.
شعر لايقونة أحمدو المفكر الشاعر لا يعكس فقط الجانب الإبداعي لهذا الشاعر الفذ، بل يُبرز أيضًا التزامه العميق بالقضايا القومية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التي كانت وما زالت قضية الأمة.
يركز الشاعر على أهمية دور الجماهير والشعب في تحقيق التحرر.
كما يحتفي بالشهداء ويحول الجراح إلى مصدر للقوة، في رسالة تعكس ثقافة المقاومة.
أبرز الملامح:
تأريخ للثورة الفلسطينية: من دير ياسين إلى جنوب لبنان، القصيدة وثيقة شعرية تسجل اللحظات الكبرى في مسيرة النضال الفلسطيني.
يعبر الشاعر عن رؤية فلسفية تجعل الموت في سبيل القضية أسمى أشكال الحياة.
كما يرى أن الجماهير هي المعجزة القادرة على تغيير الواقع، متجاوزًا الشعور باليأس.
خواطر حول اللقاء:
رغم مرور عقود طويلة، يبدو أن الشاعر أحمد ولد عبد القادر لا يزال يحمل في قلبه نبض الثورة وروح القومية. انشغاله بالقضية الفلسطينية يعكس تجذر هذه القضية في وجدانه ووجدان جيله، وهي شهادة حية على استمرارية الفكر الثوري العربي في مواجهة الاحتلال.
لست ناقدا ولاشاعرا حتى أعطى شاعرنا الكبير حقه ولكنها خواطر في عجالة أردت منها أن أوظف هذه الزيارة من رجل ثائر سبق زمانه بثاقب فكره متعه الله بالصحة والعافية.
نسأل الله أن يمد في عمره ليستمر رمزًا وملهمًا للأجيال القادمة، فوجوده يمثل قيمة فكرية وثقافية عظيمة لموريتانيا وللأمة العربية.
الملخص:
النص يبرز الدور البارز للشاعر أحمدو ولد عبد القادر في تجسيد قضايا الأمة العربية والإسلامية عبر شعره الملتزم، حيث تعكس قصائده مثل “الحقوق الضائعة” و”في الجماهير تكمن المعجزات” رؤية ناضجة تسلط الضوء على قيم النضال والعدالة ومفهوم التحرر الجماعي.
النص يشيد بالشاعر كمثقف ومفكر يوثق الأحداث الكبرى بأسلوب نقدي وجمالي، ويكشف عن شخصيته الإنسانية والفكرية التي تمزج بين الإبداع والالتزام بالقضايا القومية والإنسانية. يعتبر توشيحه تكريمًا لمسيرته الأدبية وتجسيدًا لقيم الوطنية والنضال.
رسائل شعره الملهمة تظل خالدة، داعية إلى الإيمان بالإنسانية والمقاومة كسبيل لتحقيق العدالة والسلام في مواجهة الأزمات الراهنة.