رأي حول مصير الشام، وأبناء عمومته العرب!! بقلم: الدكتور.محمدوأحظانا رئيس منتدى الحاصلين على جائزة شنقيط

موقع آفاق فكرية  يعتبر من المنصات  التي تهتم بنشر المقالات الفكرية والبحوث العلمية المتميزة.
   يهدف الموقع إلى توفير مساحة للنقاش العلمي والفكري، حيث يعرض مقالات تتناول مواضيع متنوعة في مجالات العلوم الاجتماعية، الفلسفة، السياسة، والعلوم الإنسانية.
  مما يعزز من أهمية الحوار العلمي والتبادل المعرفي بين الكتاب والقراء.

     مقال الدكتور محمدو أحظانا يتناول تطورات الأزمة السورية وتأثيرها على التوازنات الإقليمية والدولية، متنبئًا بسقوط دمشق بعد أربعة أيام من سقوط حمص.
      يبرز المقال كيف أصبح الصراع السوري جزءًا من صراع أوسع نطاقًا، حيث تتقاطع الطموحات التركية لاستعادة النفوذ العثماني مع مساعي إسرائيل لتعزيز مكانتها الإقليمية.
   على الصعيد الإقليمي، يوضح المقال ضعف التنسيق العربي في مواجهة الأزمات الكبرى، مقابل التحركات الاستراتيجية لتركيا وإسرائيل.
    أما دوليًا، فيركز المقال على دور روسيا وإيران في دعم النظام السوري، مشيرًا إلى التداخل بين الأزمة السورية والصراع الروسي الأوكراني، مما يجعل سوريا نقطة محورية لإعادة تشكيل التحالفات الدولية المستقبلية.

المرابط ولد محمد لخديم

نص المقال:

بدون مقدمات؛
     التهتك الذي تحدثنا عنه في المنطقة، بعد اتفاق وقف النار في لبنان، بدأ من سوريا ولا نعرف إلى اين سيتمدد تحديدا؟ لكنه سيتمدد في كل الأحوال، إما على شكل شروخ زلزالية، وإما على شكل شرارات متطايرة.
     ولا أحد بمنأى عن الهزات الارتدادية للزلزال السوري وصهارته الملتهبة في كل الاتجاهات.
    فيما يبدو من معطيات عن بعد تخلى الجيش السوري عن النظام، وتخلت عنه داعمته الكبرى روسيا، وترددت إيران والعراق عن التدخل لصالحه في وقت حاسم لايمكن تداركه فيما يظهر حتى الآن.
     ما يجري تحت الأرض سيطفو قريبا على سطحها.
وفي كل الأحوال فإن أردوغان أصبح اللاعب الأساس في سوريا وسيتعزز ذلك إن تم له ما أعلن عنه، أو أراده بشكل موارب، من استعادة تركيا للسيطرة على الشام، وإحياء ذاكرة الخلافة العثمانية. وهو أمر غير مريح في النهاية للاعب آخر مترشح لنصيبه، ولن يقبل الحرمان من الوجبة الطازجة وهو إسر..ائيل والغرب.
      وإلى الآن يبقى لاعبان إقليميان أساسيان هما اللذان سيتصارعان فعليا على تقسيم كعكة الشام الشهية مباشرة، مالم تحدث مفاجآت لا تظهر حاليا في الأفق، وهما تركيا وإسرا..ئيل ومن وراءها.
    فلا الثانية مستعدة لحدود مباشرة مع تركيا، ولاتركيا مستعدة للتخلي عن مكاسبها على الأرض؟
هل يذهب الارتياب والحيطة بنتن.. ياهو إلى الزحف استباقيا على جنوب سوريا عندما يتأكد من حكم تركيا عبر الفصائل لدمشق، وهو أمر أصبح محتملا؟ أم يكتفي بمراقبة الوضع، رغم شهيته المفتوحة، مكتفيا بتصفية الحسابات مع الخصوم المحليين؟
    لا أتصور الاحتمال الأخير إلا في حالة واحدة، وهي حالة قبول الرئيس الأمريكي للنيابة عن حليفه في أخذ الحصة.
في كل الأحوال، يخطئ من يعتقد أن من سيحكم سوريا -إن استمر تهتك قوة النظام- هو هذه الفصائل التي تقاتل النظام حاليا.
    إن لقمة حكم الشام أكبر من فم كل الفصائل. إنما سيكون الحكم لأولياء نعمتها الأخفياء والعلنيين. وسيبوح ذلك التقسيم بالقوى الكامنة والظاهرة وراء قوة الفصائل القاهرة.
حكم سوريا، إذن، سيكون عابرا لحدودها بصورة معلنة عندما ينهار نظامها.
    و ساذج ثم ساذج من يتوقع أن يكون الحكم بأيدي من يقاتل على الواجهة الآن من الفصائل، حسب ما توحي به أحاديث آردوغان ولاعبين كبار ذكرنا أحدهما وهو إسر..ائيل، و نذكر خلفها الجهات الداعمة لها غربيا.
    أما القواعد الروسية والإيرانية في سوريا فلها حكاية أخرى تتعلق بالتفاهمات غير المعلنة حول مصير الملف النووي الإيراني بالنسبة لإيران، وأزمة أوكرانيا، بالنسبة لروسيا. ومن يسمع تصريح بيسكوف الناطق باسم الكرملن بعقل واع، يفهم أن الصفقة حول سوريا وأوكرانيا عقدت فعلا من طرف الكبار..
أما الأثر عربيا: رسميا وشعبيا، فهو زلزالي، ويترتب عليه مزيد التهتك والاستباحة.
    وأما بخصوص دول الجوار، فستكون اللعبة أوسع من الجميع.
وأتذكر هنا ما قلته في تدوينة أخرى سابقة عن قابلية التهتك والانهيار في المنطقة، كما كان على عهد المغول والصليبيين. ولا أدل على ذلك من أن أطراف تقرير مصير سوريا اليوم يتقرر بين روسيا، وتركيا، وإيران، فعليا.
    أما العرب فقد استقالوا -خوفا ورهبة، طمعا في النجاة المفقودة- من مهمة إدارة تقرير مصيرهم، التي أوكلوها لمن هو “أفضل منهم”، في استخذاء يذكر بطابور الفرسان العرب المائة، الذين ينتظرون دورهم أمام الفارس المغولي الذي يقطع رؤوسهم واحدا واحدا.. كما قال ابن النديم.
كما يذكر الواقع العربي الحالي بقول الشاعر:
ويقضى الأمر حين تغيب تيم// ولايستأذنون وهم شهود.
  لكن أكثر من تغييب تيم، أن يغيب العرب عما يخص مصيرهم.
ثمة سؤال واحد مصيري لايزال معلقا لوقت غير بعيد، وهو: هل ستسقط دمشق؟
    والإجابة على هذا السؤال ميدانية بامتياز، ويترتب على السقوط من عدمه ماسيترتب من أهوال وفظائع لاحقة لسابقاتها في كل الاتجاهات..
  إن لعاقبة الأحكام الأحادية نهاية مريعة، وللمؤامرات الخارجية على العرب واعتبارهم مادون بشر، لأسبابا لم يأت منا بعد من يثبت للمتكالبين علينا عكسها.
لاتحول بيننا الأحداث الدامية في الشام وبين أن نتمنى لسوريا كلها الخير والرفاه والسلم الأهلي، والعزة.

شاهد أيضاً

الضائع من مكتبات مخطوطات مدينة شنقيط/ اسلم اسبتي.

    يُعد مقال الأستاذ أسلم بن السبتي الموسوم ب: الضائع من مكتبات مخطوطات مدينة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *