في مقاله الموسوم ب: “تهنئة مستحقة لشركة “اسنيم” على إنجازاتها:
يقول الدكتور محمدو أحظانا رئيس منتدى الفائزين بجائزة شنقيط في الوقت الذي يجب فيه معالجة أسباب فشل المؤسسات الوطنية عديمة الفائدة، يتوجب علينا الاحتفاء بالمؤسسات المتميزة لدعمها وتشجيعها.
شركة “اسنيم” تعتبر مثالًا ناجحًا لشركة وطنية سيادية نجحت في تحقيق أرقام قياسية في إنتاج الحديد، بما يصل إلى 14 مليون طن سنويًا، مع طموح لبلوغ 40 مليون طن خلال خمس سنوات. دورها الاجتماعي في خدمة مناطق التعدين ومساهمتها في ميزانية الدولة ومكافحة البطالة).
زيادة على مقال الدكتور أحظانا فان الشركة تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز دورها كرافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في موريتانيا. إلى جانب إنتاج الحديد الخام، دخلت الشركة مجالات الصناعة التحويلية عبر مشاريع مثل إنتاج مكورات خام أكسيد الحديد بالشراكة مع “حديد الإمارات”، وتطوير الهيدروجين الأخضر بالتعاون مع شركات دولية، مما يتيح لها مواجهة تقلبات الأسعار العالمية.
صرّح الاداري المدير العام محمد فال اتليميدي بأن الشركة أعدت برنامجاً استراتيجياً طموحاً يهدف إلى:
1. زيادة الإنتاج وتنويع المنتجات.
2. رفع القيمة المضافة للمعادن.
3. تطوير الموارد البشرية والخدمات الاجتماعية.
4. دعم التنمية المستدامة ومواكبة التغيرات العالمية في قطاع المعادن والطاقة.
بدأت الشركة بتطبيق استراتيجيتها من خلال “تقويم وضعية المناجم”، حيث عالجت مشكلات بنيوية سابقة عبر الاستثمار في الآليات والمصادر البشرية، وتحسين صيانة المعدات الاستراتيجية مثل الشاحنات والجرافات.
الإنجازات والمشاريع:
مساهمة اقتصادية: 17% من إيرادات ميزانية الدولة، 15% من الناتج الوطني الخام، و53% من حجم الصادرات سنة 2023م.
مشاريع تطويرية:
مشروع “افديرك” لتعزيز الإنتاج.
مشاريع مشتركة مثل “العوج” في مرحلة البحث عن التمويل، و”أطوماي” في الدراسات الهندسية، إضافة إلى مشروع “تازادييت”.
استكشاف معادن المستقبل: حملات تنقيب عن النحاس، الذهب، ومعادن أخرى في مناطق مثل: ٱمساكة واجعيربنية.
التركيز على الطاقة النظيفة، مع خطط مستقبلية لاستغلال الغاز الطبيعي وتطوير مشاريع الهدروجين الأخضر.
الرؤية المستقبلية:
تهدف الشركة إلى تعزيز الصناعات التحويلية وزيادة القيمة المضافة للموارد، مع التركيز على الاستدامة والتنويع، لضمان قدرتها على التكيف مع التحولات العالمية.
تميز الشركة ليس فقط في إنتاج الحديد بل أيضاً في مساهماتها التنموية والاجتماعية، عن طريق ذراعها الانساني (خيرية اسنيم) التي تمس مشاريعها ساكنة تيرس زمور وبئر أم كرين وداخلت أنواذيبوا )(والرواق)(القرى المحاذية) للسكة الحديدية؛ فقد نفذت مشاريع تعليمية وصحية واجتماعية واسعة النطاق في المناطق التي تعمل فيها، وقدمت إسهامات بارزة في تعزيز التنمية المستدامة من خلال بناء المدارس والمستشفيات والمساجد والمحاظر، وحفر الآبار وتوفير المياه، بالإضافة إلى تمويل مشاريع لذوي الدخل المحدود، ودعم التعليم بمختلف مستوياته، ومنح طلاب التعليم العالي من أبناء المتقاعدين
دور الخيرية يعكس بُعدًا إنسانيًا لعمل الشركة، حيث تساهم بشكل مباشر في تحسين الظروف المعيشية للمجتمعات المحلية.
المشاريع الاجتماعية التي تديرها الخيرية تُعد نموذجًا يُحتذى به في ربط التنمية الاقتصادية بالتنمية المجتمعية.
نجاح “اسنيم” يقدم نموذجًا ملهمًا لبقية المؤسسات الوطنية، ويؤكد أن القيادة الرشيدة والاستراتيجيات المستدامة قادرة على تحويل أي مؤسسة إلى رافعة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
هذا النجاح يُعد مصدر فخر لجميع الموريتانيين، ودليلًا على إمكانية تحقيق التميز حتى في ظل التحديات.
المرابط ولد محمد لخديم نائب الرئيس.
نص المقال:
مقال رأي؛
تهنئة مستحة لشركة “أسنيم” على ما أنجز والتوفيق في المستقبل؛
كلما كانت هناك مؤسسة موريتانية فاشلة وعديمة الفائدة فإن علينا باعتبارنا كتاب رأي أن نعالج أمرها وننظر ونشخص أسباب فشلها وعدم فائدتها، وعلى الدولة أن تتعاطى مع كل رأي مؤصل وجيه بخصوص هذا النوع من المؤسسات التي تثقل كاهل الإنفاق العام دون طائل؛
وكلما استطاعت مؤسسة وطنية أن تحقق تميزا فيجب علينا -بالمقابل- أن نذكرها ونحتفي بها، لثلاثة أسباب وجيهة حسب نظري:
الأول: أن نؤازرها في ما حققته، حتى نشجعها على تحقيق المزيد. كما ينقطع عنا تكرار الأغاني النشاز، لبيع المؤسسات، خاصة باانسبة للشركات التابعة لسنيم، ومشاريعها الواعدة، بين الفينة والأخرى. إن اسنيم شركة سيادية، ترمز لمراجعة الاتفاقيات مع المستعمر، وتأميمها المكلف كان استقلالا ثانيا بطعم اقتصادي. وقد أدت أداء جيدا في فترات حرجة بالنسبة للبلد، كما أن لها بعدا اجتماعيا نفعيا واسعا في الشمال، وعلى مستوى الدولة، فهي ليست شركة إنتاج قاحل لاتسعى إلا إلى الربح الأقرع، دون النفاذ لخدمة طبقة واسعة من المجتمع والنفاذ إليها. ولعل هذه الشركة هي شركة التعدين الموريتانية الوحيدة التي تنفذ خدماتها الاجتماتية بشكل فعال إلى ساكنة مدن التعدين، وتدرج ذلك في تقاليدها، كما أنها تحتفظ بنوع من المهنية الإدارية الصارمة التي تسمح غالبا بتحسين أدائها المزدوج من خلال مساهمتها، من جهة في تغطية جزء من ميزانية الدولة، ومن جهة أخرى في مكافحة البطالة و الفقر، عبر استفادة مناطق ومدن التعدين والاستخراج والتصدير من عائدات الشركة بشكل مباشر أو غير مباشر.
الثاني: أن يطمئن رأينا العام إلى أن الفشل ليس قدرا مكتوبا على جبين مؤسساتنا الإنتاجية، فيمكن بنجاح إحدى مؤسساتنا أن ننجح في تسيير بقية مؤسساتنا حتى تنجح كليا أو جزئيا في تحقيق أهدافها الإنتاجية والتنموية، مما يخلق مناخا تنافسيا يشجع المؤسسات عموما على محاكاة النجاح المتحقق غيرة لذاتها. لا أن تتنافس في التقاعس والفشل، وعدم الجدوائية.
والثالث: التصاعد في الإنتاج بشكل قياسي لدى شركة اسنيم -سم مما يجعل موريتانيا تنافس على المرتبة العليا في إنتاج الحديد عربيا.
إن الأرقام القياسية اقتصاديا مهمة لتحقيق موارد أكبر وطنيا، وثقة أكبر في السوق الدولية تولد استتقطابا اقتصاديا مفيدا.
لقد اطلعت على بعض النشرات الاقتصادية الدولية والعربية المهتمة بالحديد خلال سنة 2024 خاصة، فكانت بياناتها مشجعة جدا عن شركة اسنيم-سم و مطمئنة، في تحقيقها الرقم القياسي للسنة الثانية في إنتاج الحديد، بما يصل إلى 14 مليون طن سنويا. وكذلك طموح الشركة المشروع والوارد بالمؤشرات في بحر ال 5 سنوات القادمة إلى إنتاج قياسي جديد يبلغ 40 مليون طن من الحديد، وهو رقم دولي وليس عربيا ولا أفريقيا فقط.
إن ما تحقق بعد، يستدعي منا نحن كتاب الرأي المهتمين بتحسن الأداء الاقتصادي الإنتاجي أن نحتفي بما حققته شركة اسنيم -سم، سواء على مستوى الإنتاج أو على مستوى النفاذ لخدمة مناطق التعدين أهليا اجتماعيا، أوعلى المستوى الوطني عماليا ومساهمة في رفع الدخل القومي عموما، والمساهمة في ميزانية الدولة خصوصا.
تهنئة مني لشركة اسنيم-سم عمالا وأطرا وإدارة في مطلع العام الجدي، على ما حققته وأرجو لها أن تحقق ماتطمح إليه على المستوى المتوسط والبعيد.، وبالتوفيق والسداد لها ولبقية مؤسساتنا الإنتاجية المتعثرة وغير المتعثرة.
الدكتور/ محمد ولد أحظانا
رئيس منتدى الفائزين بجائزة شنقيط.
الرئيس السابق لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين.