الزمن: تيار متدفق بين الوهم والحقيقة(2025 إشارة جديدة على طريق سريع)!! الدكتور محمدو أحظانا.

  في مقاله الزمن: تيار متدفق بين الوهم والحقيقة(2025 إشارة جديدة على طريق سريع)!! يناقش الدكتور أحظانا مفهوم الزمن بوصفه تيارًا متدفقًا لا يتوقف، منتقدًا تقسيمه إلى وحدات كالأيام والسنوات باعتبارها مجرد اصطلاحات بشرية تهدف إلى ترويض الزمن نفسيًا.
    يرى الكاتب أن الاحتفاء بالسنة الجديدة لا يعبر عن تغير حقيقي في الزمن، بل هو احتفال بلعبة نفسية لتخفيف الشعور بالفناء.
   ومع ذلك، يدعو الكاتب إلى استثمار هذه العلامات الزمنية كفرص للتأمل والإبداع وزرع الخير، مؤكدًا أن الزمن في ذاته محايد، لكن الإنسان قادر على منحه معنى من خلال الإنجازات التي تترك أثرًا.
    الدكتور أحظانا، من خلال كتاباته الفكرية والثقافية، لا يتخلى عن خلفيته الفلسفية التي تتيح له رؤية أعمق من السائد.
    فهو يرى أن الزمن ليس إلا تيارًا متدفقًا يجرفنا معه، بينما تقسيمه إلى سنوات وأشهر وأيام ليس أكثر من لعبة نفسية نلعبها لنخفف من وطأة الشعور بالفناء.
    ليختم مقاله برسالة تفاؤلية تشدد على ضرورة استغلال الزمن للعمل والتميز، معتبرًا أن هذه العلامات الزمنية تذكير مستمر بضرورة الاجتهاد قبل النهاية، مما يجعل من الزمن فرصة للتجديد الداخلي والإبداع الإنساني.

المرابط ولد محمد لخديم

نص المقال:
2025 إشارة جديدة على طريق سريع!!
     أنا لست ممن يعتبر السنة الجديدة سنة ميلادية، ذات جنسية مسيحية، لأن ميلاد المسيح لايوافقها؛ لا في تقويم الكنيسة الشرقية ولا في تقويم الكنيسة الغربية؛
وإنما هي تقويم شمسي مقابل تقويمات أخرى، كانت موجودة من قبل.
     كما أنني لا أحس بالسنة المقبلة حدثا جديدا فيومها الأول كآخر يوم من السنة الآفلة.
إنني أراها إشارة مرور اصطلاحية كسائر علامات الطريق، يمر بها الإنسان ولايكاد يقرؤها لسرعة حركة الزمن الشلالي الذي يجرفه.
     إنها ليست محطة توقف حتى نستريح فيها، بل هي تذكير عاجل بحركة العداد النشط الذي يملأ فراغه بالسخرية منا.
إن مأساة الإنسان المزمنة أنه لايستحم في الزمن مرتين، ولا يعي بذلك.
     لذا فإنني أحس بأن تقطيعنا لآنات الزمن إنما هي لعبة نتسلى بها دون أن يكون لذلك أي أثر خارج ذواتنا.
لكن ثمة استثناء ملفت وهو الكائن الرائع الذي يسمى الإنسان، بإبداعه الخلاق عندما يرمي بذور الخصوبة على جنبات       الشلال الذي يجرفه.
   تلك هي مراهنة الإنسان الكبرى.
     أما علامات الطريق فهي تذكير لا أكثر برقم من الأرقام، وأفضلنا من تحثه إشارات المسافة على رمي المزيد من بذور الإبداع والمحبة والخير العميم قبل الوصول إلى المحطة الأخيرة.
        سنة شمسية جديدة مليئة ببذور الإبداع والتميز في كل شيء، علينا وعليك أيها الإنسان الرائع بإبداعاته.

د.محمدو أحظانا رئيس منتدى الفائزين بجائزة شنقيط.

شاهد أيضاً

من روائع الأساطير الموريتانية: عيشه اذخيره وابن أعميره وآكرراي أساطير الجبال/ الدكتور محمدو أحظانا

الأسطورة الموريتانية التي يطرحها الدكتور احظانا تتناول صراعًا بين جبلين، “بن أعميره” و “آكرراي”، على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *