ارسل لي أحدهم صورة لقبر الأمير العادل أحمد ولد أمحمد وبدافع الفضول رجعت الى ماكتب عن الرجل متسائلا: كيف لرجل عرف بالأمير العادل حكم امارة مترامية الأطراف شرقا وغربا شمالا وجنوب وعقد اتفاقيات مع الاسبان يكون قبره هكذا بدون معلم تاريخي يرشد اليه!!
المقال يعكس رغبة عميقة في إعادة إحياء ذكرى الأمير أحمد ولد أمحمد، وتسليط الضوء على عدالته وصرامته في تطبيق القانون داخل إمارة آدرار، وهو ما يتناقض مع الصورة النمطية التي رسمتها بعض المصادر التاريخية عن بني حسان وحكمهم.
صحيح ان امارة آدرار لم تحظ بالكثير من الكتابات وذالك عائد لمقاومتها القوية للاحتلال وقد جعلت الاستعمار الفرنسي يعاني من خسائر كبيرة في هذه المنطقة، مما ساهم في تهميش كتابة تاريخها مقارنة بمناطق أخرى. حيث غالبًا ما تكون المصادر المكتوبة إما منحازة أو ناقصة، مما يستدعي البحث عن شهادات جديدة ومصادر موثوقة.
فمثلا الشريف سيدي ولد مولاي الزين الذي قتل قائد الاستعمار ومنظره كزافي كابولاني في حين كان للأمير سيد أحمد ولد أحمد عيده صولات وجولات ضد المستعمر الى حين استشهاده سنة 1932م. وباستشهاده تنتهي المقاومة في موريتانيا.
معظم الكتابات المتاحة كُتبت من منظور المستعمر وأتباعه، مما أدى إلى تهميش شخصيات بارزة قاومت الهيمنة الفرنسية.
وفي ندرة المراجع المنصفة فقد خصصت للقائدين بحثين منفصلين نشرا على الشبكة العنكبوتية الأول تحت عنوان: الأمير
المجاهد سيد أحمد ولد احمد عيده مسيرة جهاد. والثاني: أبو المقاومة سيدي ولد مولاي الزين وثائق تنشر لأول مرة!!.
أماعن الأمير العادل أحمد ولد أمحمد فإن مواقف الرجل الحازمة في التعامل مع الحكم تنسف كل مايكتب عن هذه البلاد من عدم الأمن والسطو من طرف بني حسان أهل الشوكة وأبناء عمومة الأمير!!
يعتمد فهم تاريخ منطقة معينة على الحقائق والوقائع المدعومة بالأدلة، وليس على الروايات التي قد تكون متحيزة أو مغلوطة.
من الضروري استكشاف المصادر المختلفة، بما في ذلك الوثائق التاريخية والشهادات الشفوية، لتحقيق فهم شامل يسلط الضوء على الجوانب المختلفة للسياسة والاجتماع والثقافة في تلك الفترة.
ارهاصات الامارة:
بعد موت الجد القوي أحمد ولد عيده ودخول الامارة في صراعات داخلية دامت 10سنين.
تولى الأمير أحمد بن أمحمد الامارة وهو لايزال شابا
وقد اتسع نفوذها السياسي و الإقليمي،
عُرف بلقب “الأمير العادل”، حيث أصبحت الشرعية السياسية مستمدة من القيم الإسلامية ومن الأعراف الطائفية لمجتمع حسان، مما يعكس مدى اندماج السلطة السياسية بالقيم الدينية والاجتماعية في ذلك الوقت.
1_الجانب الشخصي والديني للأمير:
اهتمامه بالقيم الإسلامية، وابتعاده عن بعض العادات التي كانت شائعة آنذاك، مثل التدخين ومجالسة الفنانين، يعكس شخصية زاهدة تميل إلى الورع.
كما قال مامادو با المعجب بالأمير، وهو مؤرخ سنغالي بارز، مما يمنحها بعدًا مختلفًا، إذ إن شهادته قد تكون أكثر حيادًا مقارنة بالمصادر المحلية المتأثرة بالصراعات القبلية.
2_دراسته:
كان الأمير متعطشًا للعلم، إذ حفظ القرآن وعلوم الشريعة، وكان لديه شغف بالتاريخ الإسلامي. كما أنه كان يهتم بسعادة القبائل التابعة له، وخاصة الزوايا والإتباع، مدركًا الدور المهم الذي يمكن أن تلعبه هذه الفئات في نهضة البلاد.
كان شعوره الديني عميقًا، حيث كان يحافظ على الوضوء قبل الصلاة حتى في أوقات البرد، ويتجنب السفر خلال رمضان، مما يعكس مدى تدينه واهتمامه بالعبادة.
_طريقة الحكم:
احترم الأمير الشخصيات الدينية وحرص على تطبيق الشريعة الإسلامية. كان لديه مجلس قضاء يتمتع القضاة فيه بالاستقلالية، وكانت أحكامهم تُنفذ بلا استثناء، مما يعكس عدالة نظامه.
برهن على صرامته في تطبيق العدالة، حيث عاقب بشدة المتورطين في الجرائم، وكان يتمتع بالشجاعة لتحمل المسؤولية تجاه أمن البلاد.
3_حرصه على تطبيق الشريعة:
كان الأمير يتعامل بحزم مع أي اعتداء على الأمن، حتى لو كان ذلك يتعارض مع رغبات وجهاء القبائل. ففي السنوات الأولى من حكمه برهن على صرامته حين نفذ في بعض الذين ارتكبوا جرائم قتل، إجراءات قاسية تمثلت في حرق الخيام و دفع غرامات باهظة!!
و مرة أخرى عاقب بقسوة أفرادا استغلوا ناقتين ، في طرقهم عائدين من لبراكنه و كانوا قد وجدوها في آوكار.
إن وجهاء اعتبروا العقوبة غير مناسبة مع الخطأ و أرادوا أن يثنوا الأمير عن قراره ، فقالوا “إن المعنيين اخذوا الناقتين كي ينجوا من أعداء كانوا يطاردوهم”.
أثار هذا التدخل حفيظة الأمير و رد بنبرة مشحونة بالغضب
“إن تدخلكم لصالح معتدين لا يفاجئني لأنكم و آباءكم كنتم ستتصرفون مثلهم” .
ولكن ليكن في علمكم أنني انا حفيد عثمان بن لفظيل أتحمل أمام الله و أمام الكون مسؤولية أمن هذا البلد الذي يمتد من الخط ( الحدود بين تكانت و آدرار ) الى رك المحون ( شمال آدرار سطف ) و أريد ان يسود الأمن في هذا الإقليم .
و سأتعامل بدون رأفة مع كل من يمس من الأمن لذالك أطلق مرسومًا ينص على عقوبات صارمة ضد أي اعتداء على ممتلكات الآخرين، مفصلا حسب الآتي:
_كل شاة ذبحت بدون حق يدفع ثمنها مضاعفا أربعة أضعاف.
– من استغل جمل شخص آخر يدفع غرامة تساوي أربعة أضعاف الثمن الذي يدفع مقابل تأجير الجمل لمثل هذه المسافة.
– كل عدوان سيترتب عليه تعويض يساوي أربعة أضعاف الضرر الناتج عنه ، كل هذا لا ينقص شيئا من العقوبات الشرعية التي سيحكم بها القضاة.
وقد انتشر خبر هذا القرار و تناقلته الأفواه في كل الأرجاء مطمئنا البعض ، و منذرا للبعض الآخر و مبشرا بميلاد عهد جديد في آدرار.
4_العدل والأمن في عهده:
تداولت الألسن قصصًا كثيرة عن عدل الأمير، مثل قصة الشاة التي ذبحها وأمر بشيها ثم حملت على ظهر حمار و ترك يتجول بها في (موسم الكيطنه) وقد وضعت فوق اللحم المشوي سكينا .
فمن شدة هيبة الأمير ظل الحمار يتجول يوما كاملا و على ظهره هذا اللحم المشوي دون آن يتجرأ أحد على تناول شيء منه .مما يعكس هيبته وقوة سيطرته.
كانت سياسته قائمة على تطبيق الشريعة مع ضمان استقلالية القضاء، مما ساهم في استقرار الأوضاع في عهده.
وتأكيدا لما أسلفنا نجد الشاعر ولدالمبارك اليمين يلخص لنا هذه المواقف في قطعة من (لغن الحساني) بقوله:
مِنْ عَافِيتْ أحْمَلّ امْحَمَّدْ :: وِلْ أحْمدْ مَا يَگْبَظْ لِغـْـيَارْ
حَدْ الْ حَدْ ولا يَعْطِ حَدْ :: الْ حَدْ اتـْـلَ مَاهِ لَخْـبَارْ
بيهْ اعطاهْ الرَّبْ القديرْ :: فَضْـلْ اكْبِيـرْ وطاهْ اذْنْ اكبيرْ
مِنْ عَلامِتْ الاذْنْ التَّـيْسِـيـرْ :: مِنْ يُومْ اگْلَعْ فَـطَارْ انْهارْ
جاتْ ازْوايتْ غَبْ ابْلِكْثيرْ :: وگَـالِتْ غَبْ ازْوايتْ گَـنَّارْ
باللغُو ءُ لِعْجُولْ ءُ لِحْميرْ :: والْحُمْرْ ءُ لِعْبيدْ ولَحْرارْ
وجَاتْ السُّودانْ أهلْ التَّـفسيرْ:: واگْـنَادَ لِبْحَرْ وانـْـگِـيَّارْ
وازْوَايِتْ كَـنْـدَلَـكْ وزِيرْ :: والكُورْ ولَحْجَارْ ولِمْحَارْ
مِنْ عَافِيتْ أحْمَلّ امْحَمَّدْ :: وِلْ أحْمدْ مَا يَگْبَظْ لِغـْـيَارْ
حَدْ الْ حَدْ ولا يَعْطِ حَدْ :: الْ حَدْ اتـْـلَ مَاهِ لَخْـبَارْ
گبلْ أحمد لارَ باس العين :: أهلْ اشفاغَ الْخَطَّاطْ امنينْ
وامْنَيْنْ التِّيَّابْ امساكِينْ :: وامنينْ أهْل الْحَاج الْمُختارْ
وَانْوَشَارْ ءُ تـُورْ ادْلَيْمِينْ :: امْعَايِلْ مَشظوفْ ألَمهارْ
هَاذَ يِزْغِبْ مَافِيهْ اثْنين :: مَابطوهْ أُخزم لعشارْ
أُعَلُّ خلفُ فالسرح إِلَين :: أَلاَّ كولْ أنُّ صَابْ النارْ
ذَ كامِل مِنْ ظِلمْ احساسينْ :: منْ لَوْكَارْ اللِّ يِبْغِي طارْ
وَاظريكْ انْزِلْ حُكْمْ السِّنّينْ :: وَارْتعْ تَل إِلاَوِ لَخْظارْ
عادْ ايرَتَّعْ يَلْلاَّلُ بَيْنْ :: أهلْ الدار اللِّ كانْ امْشَارّ
واتخَاوَ واتگَابِظْ لَيْدِينْ :: واتمَوْنَكْ واتْأَنسْ وازَّارْ
مِنْ عَافِيتْ أحْمَلّ امْحَمَّدْ :: وِلْ أحْمدْ مَا يَگْبَظْ لِغـْـيَارْ
حَدْ الْ حَدْ ولا يَعْطِ حَدْ :: الْ حَدْ اتـْـلَ مَاهِ لَخْـبَارْ
جَ يَاسِرْ مِنْ شِ كَانْ اهْرُوبْ :: مَحْسُوبْ وشِ ماهُ مَحْسُـوبْ.
گُـنَانْ ودَيْمَانْ ويَـعْـقُـوبْ :: وابْـلِـحْسَـنْ واولادْ الْمختار
واللِّ نَارُ فِـلْـكَسْبْ اصْلُوبْ :: واللِّ ما يَـطْرَحْ گَاعْ النَّارْ
واللِّ نَارُ كيفْ الْمَـكْـتُـوبْ :: والكَسْبْ اللِّ يَـطْـرَحْ لِحْبارْ
وامْتَنْ مِنُّ لِحْبارْ اگْـلُـوبْ :: اغْرَابْ الْخَـلْعَ عَنُّ طَارْ
رَتَّعْ تَلْ اگْـلُوبِتْ شَـيْـرُوبْ :: وامَّـاسِ لَهْلْ التَّلْ العَارْ
مِنْ عَافِيتْ أحْمَلّ امْحَمَّدْ :: وِلْ أحْمدْ مَا يَگْبَظْ لِغـْـيَارْ
حَدْ الْ حَدْ ولا يَعْطِ حَدْ :: الْ حَدْ اتـْـلَ مَاهِ لَخْـبَارْ
گُولْ انْتَ لِلِّ كاملْ رَيْتْ :: مِنْ حَدْ اتـْـردْ اعْـليه ابْـغَـيْتْ
انْ بِـيهْ انْـحَكْـمِتْ تيـجِـرِيتْ :: والشِّگْ ولِـگْـدَيْمْ ولَـگْـرَارْ
وايْـنَالْ وحَوْمِتْ تِيـوِلِـيـتْ :: وابنْ اعْمَـيْرَ واعْـظَـمْ لِحْـبَارْ
هُوَّ مُولَ دارْ اگْدَجِـيـتْ :: والْخَطْ ومِنْ فَمْ إيلَ زَارْ
واهْـنَاتْ الْخَيْمَ والتِّيـكِيـتْ :: والنَّـجَّـارْ ، وذَ مِنْ لَخْـبَارْ
اتـْـرَاهْ إيلَ جَيْتْ اغَـمْـجِيـتْ :: والنِّـعْـمَ وادْخَـلْتْ اگْصَـارْ
واللَّ لَهْلْ اطَارْ إيلَ جَـيْتْ :: والْگَـيْتْ أهْلْ اطَارْ وخِـطَّـارْ
شِـنْگِـيطِي وارْفَـايِگْ تِشِـيـتْ :: والْگَوْمْ اللِّ كَانِتْ فِدَّارْ
ونَعْـرَفْ لَكْ عَنِّ ما عَدَّيـْـتْ :: فِـغـْـنَـايَ گِدْ ارْبـُـعْ دِينَارْ
مِنْ عَافِيتْ أحْمَلّ امْحَمَّدْ :: وِلْ أحْمدْ مَا يَگْبَظْ لِغـْـيَارْ
حَدْ الْ حَدْ ولا يَعْطِ حَدْ :: الْ حَدْ اتـْـلَ مَاهِ لَخْـبَارْ.
https://youtu.be/ZuqiNkgBx-w?si=2UX6i5UoVHx69jJe
هذه القطعة من “لغن الحساني” للشاعر ولد المبارك اليمين تبرز قيم العدالة والإنصاف، حيث يعكس فيها مواقف أخلاقية واجتماعية تتعلق بالحكم والحقوق والولاء. مشيدا بما يتمتع به الأميرأحمد ولد أمحمد من عدل وإنصاف، إذ لا يأخذ حقوق الآخرين ولا يمنح ما ليس من حقه، بل يتمسك بالحق ويتجنب الغدر أو الظلم.
في عهده بدأت تتحدد الحدود بين مختلف الإمارات، من الناحية الجنوبية تحددت من خلال النزاعات التي وقعت أو تلك التي تلوح في الأفق ، وفي جهة الشمال استفاد نفوذ الإمارة من علاقة الامير احمد ولد امحمد الممتازة ببعض قبائل الشمال مما ساهم في حضور اكبر للإمارة في تلك المنطقة و سمحت سنة أمطار غزيرة للأمير أن يتوغل حتى وادي ادرة .و في سنة 1880م تسلم الأمير احمد ولد امحمد رسالة وهدايا من سلطان المغرب يعترف له فيها بنفوذه الذي يصل الحدود الجنوبية للمغرب .
هذه الحظوة والدور البارز جعله يستقبل سنة 1886م وفدا من الاسبانيين الذين بدؤوا انطلاقا من مكاتب صرافتهم على الشواطئ الصحراوية يخاطرون بالتسلل داخل الإقليم.
(الجمعیة الإسبانیة للجغرافیا التجاریة ، وباسمھا، د. سیرفیرا وبافاریا ، نقیب المھندسین؛ وفرانسیسكو كیروغا رودریغیس، دكتور في العلوم، أستاذ في جامعة مدرید ، ود. فیلیبي ریزو رامیریز، قنصل من الدرجة الأولى وأستاذ اللغات، وبالأخص اللغة العربیة؛ یعلن الثلاثة الذین أرسلتھم الجمعیة المذكورة للقیام برحلات استكشافیة ودراسة داخل الصحراء الغربیة، والمفوضین حسب الأصول من قبل الحكومة الإسبانیة، وقعت في 10 شوال 1303هـ أي 12 يونيو 1886م اتفاقا مع أمير آدرار أحمد بن امحمد، شیخ آدرار التمر، زعیم قبیلة یحیى بن عثمان القویة..حسب ديباجة الاتفاق…)
وبموجبه يعترف هذا الأخير بالسيادة الإسبانية على نقاط محددة في الصحراء الغربية.
وبتوسع الامارة ظل التوتر الطائفي قائما ، و في الوقت الذي كان الأمير يبدو أنه متحكم في الصراعات الطائفية التي بإمكانها إضعاف سلطته ، و جد الأمير نفسه مقحما في نزاعات معقدة لا يستوعب مداخلها و مخارجها و تضع في الواجهة مشاكل الثأر و الحروب القبلية بالإضافة للتحالفات الطائفية التي هي أساس سلطته ، لم يوفق الأمير في كل تدخلاته في الصراعات الطائفية فتم الهجوم عليه في ربيع 1891م في الوقت الذي كانت الحلة تنتجع في تكانت و كانت إصابته بليغة.
5_الوفاة:
استدعى احمد ولد امحمد ابن عمه احمد بن سيد احمد و قال له: امرر ثلاث مرات من فوق جثتي و اعلم أننا سنحاسب جميعا أمام الله. واعلم أنه على كل واحد منا واجب.
ترك الأمير احمد ولد امحمد بصمة بارزة في تاريخ موريتانيا عامة وامارة آدرار خاصة امتازت بالعدالة والسلم طيلة عقدين من الزمن. من: 1872م إلى 1891م.
تظهر حياة الأمير أحمد ولد امحمد كحالة نادرة من القيادة المتوازنة التي تجمع بين الدين والسياسة، حيث استخدم سلطته لتعزيز العدالة والأمن، مما جعله شخصية محورية في تاريخ المنطقة.
(الصورة أسفله) التي تكاد تختفي بفعل الرمال المتحركة لقبر الأمير العادل رحمه الله الموقع: 40كلم شمال مقاطعة المجرية. 12كلم من قبر العلامة المخطار ولد بون.
من المؤسف أن يظل قبره بدون معلم تاريخي يرمز إلى أهميته!! وأن لايهتم أحفاده بترميم ضريحه، كما هو الحال مع العديد من القادة المحليين الذين لم يُحظَ إرثهم بالاهتمام الكافي.
يجب الحفاظ على ذاكرة هؤلاء القادة عبر تعزيز الوعي الثقافي وتطوير مواقع تذكارية تسلط الضوء على دورهم وتأثيرهم.
تأسيسا على ماتقدم لا أرى أن ماكتب عن تاريخ المنطقة من السيبة والسطو دقيقا.
لذا يجب إعادة كتابة التاريخ بشكل عادل وموضوعي. لتحقيق فهم شامل يسلط الضوء على الجوانب المختلفة للسياسة والاجتماع والثقافة في تلك الفترة.
الملخص:
المقال يسعى إلى إنصاف تاريخ الأمير العادل أحمد ولد أمحمد، مبرزًا دوره في تحقيق العدل والاستقرار في إمارة آدرار، خلافًا للروايات التي اختزلت تاريخ الإمارة في الفوضى والصراعات الداخلية. يؤكد المقال أن الأمير أحمد لم يكن مجرد حاكم تقليدي، بل قائدًا بمشروع سياسي واجتماعي مستند إلى القيم الإسلامية والأعراف القبلية.
أهم ملامح حكمه:
_الصرامة في تطبيق القانون: لم يتساهل مع المخالفين، حتى من أقاربه ووجهاء القبائل.
_احترامه لاستقلالية القضاء: وضع إجراءات قانونية صارمة لضمان العدالة.
_التزامه بالقيم الإسلامية: كان زاهدًا ومتدينًا، يحترم العلماء ويستمد شرعية قراراته من الشريعة.
_هيبته في الحكم: تجلت في مواقف عديدة، مثل قصة الحمار الذي حمل اللحم المشوي في موسم الكيطنة دون أن يجرؤ أحد على الاقتراب منه.
المقال يعيد تقييم دوره كقائد إصلاحي، مبرزًا عدالته وحكمته في إدارة الإمارة.
الهوامش؛
منشورات الدكتور سيد أحمد ولد الأمير(بالتصرف)
كتابات مؤرخ الضفة وكاتبها مامدوبا (بالتصرف).
مدونة لغن الحساني.