تملك التهيب والتردد السيد اترامب، الذي عاد من مؤتمر السبع الأغنى إلى غرفة عملياته بالبيت الأبيض.
عاد وقد اتخذ قرار الدخول الفوري إلى جانب نتن.. ياهو الذي يستجدي اترامب ليل نهار أن يخرجه من ورطة العجز عن تدمير المفاعلات النووية الإيرانية، بعد ما “أوحت له شياطينه” بالقدرة عليها فعجز في منتصف الهاوية، فلجأ إليه ليخرجه من مصعد العجز الخانق الذي تعطل به دون الوصول..
يتوسل لترامب دون هوادة أن يضرب له “ولو مفاعل “فوردو” الإيراني” فقط، ويترك بينه وبين البقية.
ولا يعني نتن.. ياهو بعد ذلك. إن تورط حاضنه وحاميه وسيده وولي نعمته في حرب جديدة، تخلو أثناءها حكومة الكيان الصهيوني لتقتيل وتهجير ما بقي من الشعب الفلسط..يني.
إلا أن اترامب لما أفاق من سكرة غضبه وزال عنه دوار السفر وجد أمامه عوائق جدية بالمرصاد:
الأول: أن كتلته الانتخابية التي أتت به ترفض حربا جديدة، إذ لم تنس تعلق جنودها بأجنحة وعجلات الطائرات أثناء الهرب المذل من أفغانستان، و قبيلها من العراق؛ وهما لسوء الحظ دولتان على حدود إيران الشرقية وقد تعلماتها: كيف تهزم أمريكا؟
الثاني: أن بوتن ابتسم لترامب حتى بدت أنيابه العصل، لعمق الترابط الحربي بينه وبين إيران في معركة تصم مدافعها الآذان في أوكرانيا منذ ثلاث سنوات. وكذلك لخطورة قصف المفاعلات النووية وانتشار إشعاعها في المنطقة القريبة جدا من الروس، وجمهورياتها الثمينة.
ثالثا: تهيب الملامح الغامضة للصين التي لايعرف اترامب من ملامحها الشرقية و لغتها الجسدية كيف تفكر؟ ولا كيف ستتصرف؟ مع عدم وجود لغة مشتركة معها، أوفهم لغتها أصلا.
رابعا: الانعكاسات الاقتصادية والبيئية على منطقة الخليج التي أصبح نماؤها واستقرارها ضروريا لإخراج أمريكا من أزمتها المالية العميقة. وكذا أثر إغلاق مضيق هرمز عالميا.
خامسا: نازلة الحصول على إذن الكونغرس للرئيس بإعلان حرب استباقية خرقاء لاتمس الولايات المتحدة إلا عاطفيا أو انتخابيا عبر لوبيات التمويل.
سادسا: عدم الاطمئنان المؤكد إلى أن القنابل المرصودة للضربات ستحقق التدمير المطلوب، لأنها إذا فشلت فتلك كارثة استراتيجية حقيقية تحت عيون الخصوم الكبار الألداء وعلى مقربة من خيامهم.
ولعل هذا التشكك من بين أبرز الدواعي الاستراتيجية للتروي القلق، والاحتدام الشديد لترامب.
سابعا: أن كل عقلاء إدارة وداعمي اترامب يعلمون يقينا أن جميع دواعي الضربة المطلوبة عاطفية، وكل موانعها عقلانية.
لكن هذا لايعني أن كل سياسات اترامب عقلانية فهي مزاجية غالبا وارتجالية عادة.
وبالتالي تبقى احتمالات حدوث الضربة المتوقعة والامتناع عنها متساوية..
بغض النظر عن الآثار المدمرة لها إن وقعت، وسوء العواقب الاستراتيجية لها على هيبة اترامب إن لم تقع؛ بسبب علو سقوف القرارت المتسرعة، وطغيان الغطرسة، والشعور الطامي بالواحدية الكونية في القوة.
د.محمدو أحظانا رئيس الفائزين بجائزة شنقيط