أمر الله تعالى إبراهيم عليه السلام أن يسكن زوجته وابنه في مكان قفر لاماء ولاشجر ولا طعام فيه فاسكنهما في مكة المكرمة امتثالاً لأمر الله.وتركهما راجعا إلى فلسطين…
في قصة طويلة أمر الله تعالى خليله إبراهيم عليه السلام إن يغادر أرض الحجاز إلى مدينة الخليل تاركاً زوجته وأبنه الرضيع في واد قفر جدب لا زرع فيه ولا ضرع…ولما أحس الأب حال أبنه وزوجته رفع يديه إلى السماء: (ربَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ) سورة:ابراهيم, الآية:37 فاستجاب الله لدعاء خليله وأصبحت مكة المكرمة بلدا آمنا يسوده الأمان والاطمئنان والراحة النفسية والرزق الحلال من كل الثمرات إلى يوم الناس هذا… وكان من حكمة الله أن تنفجر عين زمزم وتجري منها المياه، وتروي هاجر عطش ابنها الرضيع وتسكت صراخه… ومع ظهور زمزم في هذا البلد الأمين أصبحت الحياة فيه أمراً ممكنًا فأقامت هاجر وابنها حول البئر وأصبحت القوافل ترد عليهما فينالان من العيش منها… وتتوالى بعد ذلك الأيام والليالي ليأتي أمر الله إلى إبراهيم عليه السلام وابنه إسماعيل لبناء البيت الحرام حيث قال المولى عز وجل (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا ۖ إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).سورة البقرة,الآية:127.
وهكذا نشأت مدينة مكة ونمت ويفد إليها العرب من كل أنحاء الجزيرة يبتغون حج البيت والطواف حوله وتحقق دعوة إبراهيم مرة أخرى عبر آلاف السنين حيث يجتمع العالم الإسلامي اليوم من جميع أنحاء العالم في هذا البلد كل عام يؤدى خراجه من الطاعة, وضريبته من الحب والانقياد, ويثبت تمسكه بهذا الحبل المتين, ولجوئه إلى هذا الركن الركين, ويطوف حوله أعظم العلماء والعقلاء, والزعماء والعظماء, والملوك والأمراء, والأغنياء والفقراء, في وله وهيام, وفقه وحكمة, يثبتون أنهم مجتمعون على تفرق, متوحدون على تعدد, متركزون على انتشار, أغنياء على الفقر , أقوياء على الضعف, ينتشرون في العالم ويسعون في أرزاقهم ومصالحهم, وينتسبون إلى أمم وسلالات, ويختلفون في الحضارات والثقافات, ويلتقون على نقطة واحدة وحول نقطة واحدة, مظهرها (الإحرام) في لغة الدين والفقه وفى مصطلح الحج والعمرة, حاسرة رؤوسها مابين رئيس ومرؤوس, وصغير وكبير, وغني وفقير, وتهتف كلها في لغة واحدة « لبيك للهم لبيك. لبيك لا شريك لك لبيك, إن الحمد والنعمة لك والملك, لا شريك لك…» وكأن الوجود قد تحول إلى مظاهرات لا هتاف لها إلا الذكر والشكر والتمجيد والتحميد. فحياتهم كلها طواف وسعى, ونسك وعبادة, وإيمان وعقيدة, ومقاماتهم كلها منى وعرفات, وأسفار ووقفات, والسعي خير ممثل لموقف المسلم في هذا العالم, فهو يجمع بين العقل والعاطفة, وبين الحس والعقيدة, انه يستعين بالعقل, ويستخدمه في مصالح حياته, ولكنه ينقاد أحيانا للعاطفة, التي هي أعمق من العقل, انه يعيش في عالم قد حف بالشهوات, ومليء بالزخارف والمظاهر, لكنه يمر بينها كالساعي بين الصفا والمروة, لا يعرج على شيء, ولا يتقيد بشيء أنما غايته وهمه ما يستقبله, يعتبر حياته أشواطا محدودة , يقطعها إطاعة لربه , واقتداء بأم نبيه صلى لله عليه وسلم, لا يمنعه إيمانه عن البحث والسعي, ولا يمنعه سعيه عن التوكل على لله والثقة به, حركة قيمتها وروحها ووسائلها « الحب» و« الانقياد»).(1) ويتعجب علماء الغرب من هذا الكم الهائل من الناس الذين يجتمعون في نقطة معية ويدورون حول محور تماما كما في دوران الكواكب حول الشمس ودوران لبروتونات والنيترونات حول نواة الذرة في سنة كونية فطرية… والغرابة تكمن في أن جميع المساجد تحيتها ركعتن قبل دخول المسجد أما المسجد الحرام فتحيته الطواف… ولو كانت هناك مؤسسات علمية منصفة منافسة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) لدخل الملاين في الإسلام لما يتكشف لهم من الحقائق العلمية… أيعقل مايشاع على أن هذه المؤسسة لعلمية أخفت معلومات حول مواضيع لها ارتباط بالإسلام والإعجاز العلمي في القرآن؟ فوفقا لمتابعين من ذوي الاختصاص من المسلمين، ذكروا أن ناسا تمكَّنت من رصد شعاع يخرج من الكعبة المشرفة وينطلق في الفضاء لمدى غير معروف، وأنها قامت بنشر المعلومة على شبكة الإنترنت لبعض الوقت ثم سحبتْها؟ لأن مؤسسة علمية مثلها في موقع الريادة متوقع منها أن تكون في أمور كهذه على الحياد، إضافةً إلى ما ذكر حول دخول عالم أجنبي من علمائها للإسلام بسبب اطِّلاعه على هذه المعلومات منذ زمن طويل وفقدانه عمله في الوكالة نتيجة لإسلامه؟ ومهما يكن فان أخبار كهذه إن صحت ويبدوا أن الدلائل المقدمة قوية ستضع هذه المؤسسة الرائدة في موقف حرج وستكون متهمة بعدم الأمانة العلمية..كما أنهم لن ينجحوا في إبقائها طيَّ الكتمان فلا بد أن يأتي يوم وتظهر فيه للعلن؛ لأن الساحة في مجال البحوث والاكتشافات الفضائية ليست حكرًا على ناسا وإن كانت هي الأقوى، فهناك جهات دولية أخرى لها باعٌ طويل في ذات المجال , وخاصة روسيا الاتحاد السفياتي سابقا ولعل هذا الكشف الروسي المحير لصور مكة والمدينة من الفضاء الخارجي سيسلط الضوء على الكثير من الحقائق والمعلومات التي أخفتها وكالة الفضاء الأمريكية بقصد أو بغير قصد. كشف رائد الفضاء الروسي آنا تولي إيفانيشن، أن مدينتي مكة والمدينة هما أكثر بقعتين مضيئتين على الأرض وقال إيفانيشن الذي كان يتحدث عن تجربته الفضائية حاولنا التقاط صور من الفضاء لعدد من الدول المضيئة التي اشتهرت بأضوائها مثل باريس مدينة الأنوار وبعض المناطق الأوربية والأمريكية وتلك الصور لم تكن واضحة عند التقاطها .. لكن عندما قمنا بتوجيه عدساتنا المجهزة صوب الجزيرة العربية اندهشنا أنا وأفراد الطاقم الموجودون في المركبة حيث لاحظنا بقعتين مضيئتين بالكامل, وعند تحديد الموقع اكتشفنا أنهما هاتان المنطقتان المقدستان اللتان يتحدث عنهما المسلمون ولكننا ماهيتهما) وقال رائد الفضاء:المنطقة التي نوجد بها في تلك اللحظة لم تكن قد وصلت اليها أشعة الشمس ومع ذالك عندما سلطنا عدساتنا عالية الجودة على هتين البقعتين وقمنا بالتقاط عدد من الصور التي ظهرت بكل وضوح تبين لدينا أنهما مكة والمدينة). هو يذكر تفاصيل مشاهدته بقعتين مضيئتين على سطح الأرض، مؤكدا أنهما لمكة المكرمة والمدينة المنورة، وهو يشاهدهما بوضوح من مسافة تبعد آلاف الأميال عن سطح الأرض، وذلك خلال وجوده على مركبته الفضائية قبل عدة أعوام وقال إيفانيشن: «حاولنا التقاط صور من الفضاء لعدد من الدول المضيئة التي اشتهرت بأضوائها مثل باريس وبعض المناطق الأوروبية والأميركية، وتلك الصور لم تكن واضحة عند التقاطها، وعندما قمنا بتوجيه عدساتنا المجهزة في المركبة الفضائية صوب منطقة الجزيرة العربية، اندهشنا أنا وأفراد الطاقم الموجودون في المركبة، حيث لاحظنا بقعتين مضيئتين بالكامل، وعند تحديد الموقع اكتشفنا أنهما هاتان المنطقتان المقدستان اللتان يتحدث عنهما المسلمون، ولكننا لا نعرف ماهيتهما». وأضاف: «المنطقة التي نوجد بها في تلك اللحظة لم تكن قد وصلت إليها أشعة الشمس، ومع ذلك عندما سلطنا عدساتنا التقنية عالية الجودة على هاتين البقعتين، وقمنا بالتقاط عدد من الصور التي ظهرت بكل وضوح، تبين لدينا أنهما مكة والمدينة»، معتبرا هذا الأمر من عجائب قدرة الله عز وجل في خلقه..).(2)
وهذا رائد فضاء آخر روسي يدعى سيرجي ريزنسكي يلتقط صوراً عالمية لمكة المكرمة(الصورة) من المحطة الدولية الفضائية… IS وكتب “ريزسكي”: مكة أقدس بقعة عند المسلمين جميلة في الليل والنهار.. وأضاف: مستحيل أن تخلط بينها وبين أي مكان في العالم من الفضاء.. كما نشر موقع “علم مفيد” الناطق باللغة الإنجليزية مجموعة من الصور المذهلة لأول مرة عن الحرمين .. مكة المكرمة، والمدينة المنورة من الفضاء، تلك الصور التقطها رائد الفضاء الروسي “أنتون شاكابليروف” من المحطة الدولية للفضاء. وقد نشر “أنتون شاكلبيروفAnton Shkaplerov ” الصورتين على حسابه الشخصي بموقع التواصل الإجتماعي “تويتر” وكتب باللغة الانجليزية التالي: “Amazing night view of #Mecca and #Medina from the #ISS” وهي ما تعني باللغة العربية: “مشهد ليلي رائع لمكة والمدينة من المحطة الدولية للفضاء.” وكما تلاحظون الأضواء المتوهّجة الصادرة من الكعبة الشريفة، والمدينة المنورة، وكأنّها تشعّ نورًا رائعًا أبهر كل من شاهد هذه الصور,,!! وستتواصل بحول الله الاكتشافات العلمية المنصفة عن البلاد المقدسة وليست هذه إلا البداية لأن الله أخبر بذالك قال تعالى:( سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ) سورة فصلت الأية:53. (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ). سورة الصف, الآية:8. .
الهوامش:
القرآن الكريم
1_ دين الفطرة:استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة انسانية,المرابط ولد محمد لخديم,تصدير الأستاذ الدكتور محمد المختار ولد أباه, رئيس جامعة شنقيط العصرية والشيخ الدكتور أمين العثماني عضو اللجنة العلمية والتنفيذية للأكاديمية الهندية بدلهي الهند,تقديم:الأستاذ الدكتور:أحمدو ولد محمد محمود,رئيس قسم الفيزياء بكلية العلوم والتقنيات جامعة أنواكشوط,والمفكر الاسلامي,سمير الحفناوي جمهورية مصر العربية,الطبعة الأولى الأكادمية الهندية بدلهي سنة 2010م الطبعة الثانية:دار المعراج,دمشق/بيروت سنة 2014م.
2_ الشرق الاوسط العدد 12401 السبـت 24 ذو الحجـة 1433 هـ 10 نوفمبر 2012 م. (بالتصرف).
شاهد أيضاً
د. محمد ولد أحظانا يؤرخ للموسيقى من خلال مصطلحها؛/المرابط ولد محمد لخديم
تُعدّ محاضرة الدكتور محمد ولد أحظانا رئيس نادي الفائزين بجائزة شنقيط حول الموسيقى الحسانية، التي …