قرأت للكثير من المفكرين وفقهاء اللغة وألفت في علومها كتابا بعنوان:: دين الفطرة: استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة انسانية، مستفيدا من قدرة اللغة العربية على التعبير عن أدق المعاني وأعقدها. حتى أنني كتبت بحثا مطولا بعنوان: اللغة العربية بين مكائد أعدائها وانهزام أبنائها نشرت في مواقع وطنية وعربية من بينها مجمع اللسان الذي يحاضر منه الأستاذ الولي ولد محمودا الرابط:
https://allissan.org/node/1205
فأنت لا تملك من اللغة إلا ما يعبر عن هذه المعاني السطحية القريبة، بحيث إذا أردت الغوص على دقائق المعاني المتشعبة تخلفت عنك طاقة التعبير وبقيت مع مشاعرك الصامتة….
ناقشت في هذا المقال تراجع مستوى اللغة العربية في مواجهة تحدياتها سواء من أعدائها أو من ضعف استخدامها بين أبنائها. على الرغم من قدرة اللغة العربية في تعبيرها عن تلك المعاني الدقيقة والمتشعبة التي قد تكون غائبة عن اللغات الأخرى، الأمر الذي يجعلها حجر الزاوية لفهم أعمق للواقع الثقافي والفكري. وربط ذلك بالعوائق والتحديات التي تواجهها اليوم.
الكلمة صوت نجسد فيه أفكارنا، ولما كان جسد الشيء على مثال ما نجسده فيه، فان أجساد أفكارنا الصوتية إنما هي على مثال هذه الأفكار التي نجسدها فيها!!
اللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل اليومي أو لتوصيل الأفكار المألوفة فقط، بل هي وسيلة لفهم العالم والتفاعل معه على مستويات أعمق. اللغة العربية، بما تحمله من جمال وتفرد في تركيبها، هي قادرة على التعبير عن الأفكار الأكثر تعقيدًا وتجريدًا.
إن القدرة على التعبير عن المعاني الدقيقة والمتشعبة ليست فقط تحديًا لغويًا، بل هي أيضًا تحدٍ ثقافي وفكري يتطلب فهماً عميقاً للغة وأبعادها المختلفة.
محاضرة الأستاذ الولي ولد محمودا حول ايمان اللغة تمثل فتحًا جديدًا في استنطاق اللغة العربية، التي تتجاوز سطح الكلمات.في محاولة لاستكشاف أعماقها الثقافية واللغوية، واستخدامها في تفسير القرآن الكريم.
الأبعاد التي تناولها المحاضر تطرقت إلى قدرة اللغة العربية على التعبير عن الفكر المجرد والمعاني الدقيقة، وهو تحدٍ لا تواجهه جميع اللغات بنفس القوة والمرونةوالارتباط بين اللغة والصوت والفكر، حيث تكون الكلمات تمثيلات رمزية للأفكار، وهذا البعد الفلسفي يجعل اللغة ليست مجرد وسيلة تواصل، بل أداة لبناء الفكر نفسه.
أضم صوتي للدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله عندما قال أن هذا كشف جديد لسبر أغوار اللغة العربية واستنطاق جديد لعلومها.
ولكن من الأفضل تفريق المداخلة كتابة ليطلع الباحثين والمتخصصين على هذا النوع من الفكر الجديد المبدع. فهذا النوع من الطرح الفكري العميق يستحق أن يكون متاحًا للباحثين والمتخصصين، لا سيما أنه يكشف أبعادًا جديدة في استنطاق اللغة.
أردت بهذا التعقيب الرجوع الى لغة الضاد في زمنٍ تواجه تحدياتٍ متزايدة. لعلنا بحاجةٍ إلى رؤيةٍ تتجاوز الدفاع عن اللغة إلى إعادة استثمار إمكاناتها في الفكر والفلسفة والمعرفة.
ربط المحاضرة
https://youtu.be/7VlU77N8sOE?si=x2aNFo6Y5mfO9mpe