هل يكون قرار الرئيس فرصة لتنشيط السياحة الموريتانية؟!/المرابط ولد محمد لخديم/

 في خطوة ذات دلالات عميقة، وجّه فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أعضاء الحكومة لقضاء عطلتهم الصيفية داخل البلاد، بدلًا من السفر إلى الخارج كما جرت العادة. وقد سارعت وزارة التجارة والصناعة التقليدية والسياحة إلى إطلاق برنامج استعجالي يهدف إلى تنشيط السياحة الداخلية وتحويل هذا التوجيه الرئاسي إلى رافعة تنموية واقتصادية وثقافية، تعزيزًا للاندماج الوطني وتوجيهًا للإنفاق السياحي نحو الداخل.
وفي هذا السياق، تبرز الحاجة إلى إعادة اكتشاف الكنوز الجيولوجية الموريتانية التي لا تزال طيّ النسيان، رغم قيمتها العلمية والسياحية الفريدة. ومن هذه الكنوز:

1. كلب الريشات – “عين الصحراء”
موقع جيولوجي فريد يقع قرب مدينة وادان في ولاية آدرار، قطره نحو 35 كلم، ويُشاهد بوضوح من الفضاء. أصبح محط اهتمام رواد الفضاء ووكالات مثل NASA وESA. يشبه عينًا زرقاء في قلب الصحراء، ما يجعله مؤهلًا ليكون رمزًا سياحيًا وعلميًا عالميًا.

https://elalem.info/article11780.html

2. صخرة “بنعميرة”
تقع شمال موريتانيا، وصنّفتها الدراسات الجيولوجية كثاني أكبر صخرة متراصة في العالم بعد صخرة أورولو بأستراليا. تتكون من كتلة حجرية ضخمة متجانسة يمكن رسم خريطة جيولوجية دقيقة لها.
وهي مدرجة ضمن قائمة تضم أشهر الصخور المتراصة عالميًا، مثل:

أورولو (أستراليا)
نيباري برنال (المكسيك)
كابيتان (الولايات المتحدة)
سيجريا (سيرلانكا)
زوما (نيجيريا)… إلخ.
الرابط:
https://elalem.info/article11564.html
3. حفرة “تينومر” النيزكية
أكدت وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) بمناسبة يوم الكويكب العالمي أن حفرة “تينومر”، الواقعة في ولاية تيرس الزمور، من أفضل الفوهات النيزكية احتفاظًا بتركيبتها على وجه الأرض.
يبلغ عرض الفوهة 1.9 كلم، وعمقها يتراوح بين 200 و300 متر.
ويقدَّر عمرها الجيولوجي بين 10 آلاف و30 ألف سنة.

الرابط:

https://elalem.info/article10487.html?fbclid=IwAR06EqZP7KKyJPGmglz1iXp__U_VN9lSc5vNUb7JigdQDI5bgCM0Z-XdvWI

دعوة إلى العمل والتخطيط السريع
من غير المقبول أن تحتفل وكالات فضاء دولية وأكاديميات علمية مرموقة بمواقع تقع في وطننا، بينما لا نحرّك ساكنًا!
إن مسؤوليتنا – ككتّاب ومثقفين ومواطنين – تقتضي نقل هذه الحقائق إلى الجهات المختصة، وعلى رأسها رئاسة الجمهورية.

مقترحات عملية قابلة للتنفيذ:
إعداد خريطة وطنية رسمية للمواقع الجيولوجية والسياحية (كلب الريشات، بنعميرة، تينومر).
الاستعانة بشركة SNIM لما تمتلكه من إمكانيات لوجستية (قطار الصحراء، وسائل نقل حديثة، خبرات ميدانية).
تحفيز القطاع الخاص والشركات الكبرى على التنافس في الاستثمار السياحي البيئي والثقافي.
تطوير محميات طبيعية ومراكز استقبال ومتاحف ميدانية في محيط هذه المواقع.
التعاون مع الجامعات والمراكز العلمية المحلية والدولية لتنظيم بعثات علمية ودورات تدريبية ومؤتمرات.

فرصة لن تتكرر
يمكن لهذه المواقع أن تكون بداية عهد جديد لموريتانيا العلمية والسياحية، وتجذب ملايين السياح والباحثين، بما ينعكس على الاقتصاد الوطني ويعزز مكانتنا في المحافل الدولية.
فلماذا الانتظار؟
ولماذا لا نحول قطاع السياحة من قطاع هامشي إلى رافعة وطنية تنموية شاملة؟
الكرة في ملعب الجهات المختصة، ونحن على أتمّ الاستعداد للمساهمة كلٌّ من موقعه.

فلنجعل من قرار الرئيس خطوة أولى في مشروع وطني جامع يربط بين العلم والتنمية، والسياحة والهوية، والاقتصاد والثقافة.

شاهد أيضاً

الدكتور محمدو أحظانا يكتب: لماذا أصبح اترامب بين أخذ ورن في ضرب إيران؟

تملك التهيب والتردد السيد اترامب، الذي عاد من مؤتمر السبع الأغنى إلى غرفة عملياته بالبيت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *