في يوم واحد من حرب الإبادة في غزة، أمطرت آلة الحرب الصهيونية ما مجموعه 6000 قنبلة بوزن 100 إلى 200 كلغ ؛ تعادل كمية المتفجرات تلك مجموع ما ألقته روسيا على أوكرانيا خلال سنة كاملة!…، أي حوالي 1500 صاروخ.
وتتجاوز كمية المتفرجات المذكورة مجموع ما استعمل من متفجرات في حرب أفغانستان كلها…
وحسب دراسة أعدها “المرصد الأورو-متوسطي لحقوق الإنسان”، فقد تم إلقاء ما مجموعه 100000 طن من المتفجرات على غزة، ما بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 2024. ودائما حسب هذه الدراسة، فإن كمية المتفرجات الأخيرة، تتجاوز مجموع ما ألقي على المدن الأوروبية الثلاثة لندن ودريسد وهامبورج مجتمعة، طوال الحرب العالمية الثانية !
تستعمل حاليا بعض الفرق البحثية عبر العالم صور الأقمار الاصطناعية لتقيم بدقة كمية المتفجرات التي ألقيت على غزة منذ بداية حرب الإبادة عليها، وتخلص إلى أن ما يعادل 6 إلى 8 قنابل نووية ألقي على قطاع غزة، منذ بداية هذه الحرب الهمجية.
لقد شكلت كل هذه الإحصائيات المؤكدة إحدى الدعامات الرئيسية لتجريم مرتكبي الإبادة الجماعية في غزة أمام القضاء الدولي، بمبادرة من دولة جنوب إفريقيا الشقيقة، كما ساهمت، إلى جانب التضحية البطولية للصحافيين الغزاويين، في فضح مستوى الوحشية الصهيونية غير المسبوق من منظور التاريخ البشري.
في الوقت الذي ينتفض فيه طيف عريض من فعاليات المجتمع الغربي ضغطا على حكوماتهم، مطالبة بوضع حد للإبادة الجماعية في غزة وتقديم مرتكبيها إلى العدالة الدولية، حيث بدأت بعض الحكومات المعنية في الإذعان -لأول مرة- لمنطق العدل والعقلانية، يجدر بحكومات “الجنوب الشامل” دعم مقترح مملكة ماليزيا المطالب بفرض عقوبات عالمية قصوى على الكيان الصهيوني، بدءا بطرده من منظمة الأمم المتحدة، تماما كما حصل بالنسبة لنظام فصل عنصري آخر (جنوب إفريقيا)، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، سنة 1974، حيث لا “حق فيتو”…
امبارك العيد…
رئيس مجلس جائزة شنقيط