وهنا نقف على عتبة التجديد الشجاعة القائمة على مراجعة معارفنا لنفض عنها الغبار ولنضعها في موازن الصدق حتى يتبين الحق والله ولي التوفيق..
قد يقال أننا لسنا أهلا لهذه المهمة وأن تعرضنا للخطأ أكثر من تعرضنا بالإصابة وأن تمسكنا بما تعرف عليه جيلنا الأول قد يكون أفضل وأقرب إلى الصواب من هذه الدعوة التي ستتعرض لمختلف الفلسفات والشكوك والأغلاط في زمن اختلطت فيه الأوراق والمفاهيم وأشتبه الحق بالباطل والله ولي التوفيق..
والجدير بالذكر أن هذه الحرب التي تسمى حرب (شربب) وقعت بين ارستقراطية “الزوايا” وارستقراطية العرب “حسان” وهي حسب تعبير محمد المختار ولد السعد كانت من حيث الجوهر “صراعا طبقيا” على المصالح المادية والسياسية بين قطبي الزعامة في مجتمع “البيظان” لعب فيه العامل الديني دورا هاما جدا لا كسلاح ” إيديولوجي” فقط وإنما كمفهوم عقائدي ونظرة سياسية للعالم والذي تقصده هنا هو الطرف المهزوم الذي يعتبر المنتج الفعلي للعلم، والقائم على الدين والذي إنصرف إلى مناطق نفوذ أخرى عله يجد فيها ما يغطي ذلك العجز الذي عرفه.
وقد برر وقوى هذا المنهج مايعرف بظهور بعض الخوارق أو النكبات التي قد يتعرض لها بعض هؤلاء أو أولائك مع أننا نؤمن بوجود الكرامة لكننا نتحفظ عندما نتحدث عنها..
لفد انتشرت ظاهرة الخوارق وتداولها الناس رواية وإنشاء، بل ألفت كتب كثيرة ،في كرامات وخوارق أولياء وصالحي هذه المجموعة، وما ذاك إلا إشهارا لا وعيا لسلاح آخر كان له بالفعل دوره في معادلة السلطة السياسية وفى التأثير على واقع الناس المعاش فيه. كما أن انتشار علم الأسرار، والأوقاف، وعلومه…يتواصل…
شاهد أيضاً
دين الفطرة في منهج الفطرة؛ ماذا قيل فيه؟!(الجزء الأخير) المرابط ولد محمد لخديم
يقول الأستاذ الدكتور: محمد سيديا ولد خباز المدير العام للمدرسة العليا للتعليم رئيس جامعة أنواكشوط …