وهو في إشباع رغبته تلك لا يدخر وسعا من ذكاء أو جهاد حتى يبلغ من ذلك ما يطمئن إليه عقله وتستريح به نفسه.
منذ القرنين 13 – 14 الهجريين والفكر الشنقيطي يواصل ارتقاءه الثقافي الدؤوب ارتقاء يمد جسرا للحاضر، ينقل عبره فكر بلاد شنقيط ليأخذ مكانه طيفا من أطياف الثقافة العربية الإسلامية موجها سلوكه ومساهما في تحديد مستقبله، وقد اكتملت أنسجته المعرفية وأعرافها الفكرية منذ ذلك الزمن، وتوارثتها الأجيال مكتملة عصية على التغيير، فقد صاغت كل عصاراتها الفكرية في الفقه والتصوف والأدب في ظل مؤسسة اجتماعية بدوية تمثل القرابة أهم روابطها بعد العقيدة، استطاعت أن تحفظ للمجتمع عقله الجمعي..
ومجتمعنا الذي وجدنا أنفسنا فيه فريد من نوعه فليس هنالك مجتمع ـ على كثر المجتمعات والمخلوقات (أكثر منه غرابة وغموضا، وأعظم منه تناقضا وتضاربا، فهو بدوي يحب الحضر، فقير يحب الغنى والخير، خاضع لناموس الموت والفناء، محب للخلود والبقاء ، كثير الحاجات دقيق الرغبات، عميق الهواجس والخواطر، بعيد الآمال والنظرات، لا تروى غلته ولا تشبع جوعته، حاجاته ومطامعه أكثر من أنفاسه، وأطول من حياته، وأوسع من أن يسعها هذا العالم المحدود(2)
فلكل مجتمع ثقافته وعاداته وخصائصه التي أملتها عليه ظروفه ومحيطه ولأن مجتمعنا بدوي فقد كان لحياة البادية الطاعنة, وشح موارد العيش والتسيب السياسي عوامل من بين أخرى طبعت بنيته وميزته عن غيره من المجتمعات…
والثقافة بمعناها الواسع تشمل جميع السمات الروحية والمادية والفكرية والعاطفية التي تميز مجتمعا بعينه أو فئة اجتماعية بعينها، مثل نظم القيم والتقاليد والعادات، ومثل الحقوق الأساسية إلى جانب الفنون والآداب وطرائق العيش.
وتأسيسا على هذا التعريف نرى أننا مازلنا نتمسك بعادات وتقاليد أو جدها العرف أصلا…يتواصل…
شاهد أيضاً
د. محمد ولد أحظانا يؤرخ للموسيقى من خلال مصطلحها؛/المرابط ولد محمد لخديم
تُعدّ محاضرة الدكتور محمد ولد أحظانا رئيس نادي الفائزين بجائزة شنقيط حول الموسيقى الحسانية، التي …