الرئيسية / فضاءات / تائه يبحث ؟!: مدخل علمي الى الايمان تأليف: المرابط ولد محمد لخديم والشيخ العلامة حمدا ولد التاه الحلقة:2

تائه يبحث ؟!: مدخل علمي الى الايمان تأليف: المرابط ولد محمد لخديم والشيخ العلامة حمدا ولد التاه الحلقة:2

الفصل الأول.
الرافد العرفي: الإنسان وبيئته؛
      حين يولد الواحد منا يجد في بيئته الثقافية فُيوضا من المقولات الشعبية والأعراف والتقاليد، كما يجد نظاما رمزيا كاملا، وانتماء دنيويا وعرفيا ولغويا، ويجد إلى جانب كل ذلك أسلوبا مميزا للعيش والتفاهم، وإدارة الأزمات، وخبرات وعلوما متناقلة…!!
وذلك كله منحدر من الماضي البعيد والقريب. والبيئة الثقافية لكل ما تحويه، تسوق طريقتنا في التفكير، وتحدد أطر مشاعرنا واتجاهات عواطفنا، وآفاق طموحاتنا وآمالنا، كما تحدد
المحكمات والأعراف التربوية التي تتم تنشئة الصغار بها وعليها.
    إن مما أضر بفهمنا لمسألة نسبية الصواب والخطأ في الأفكار أننا كثيرا ما ننزع الرأي من إطاره البنيوي وبيئته الثقافية والاجتماعية فيبدوا وكأنه يستمد صوابه من ذاته وقدرته على الإقناع، واقتناع الناس به. وهذا حرمنا من فهم المرتكزات العميقة له، ومن فهم البرمجة الثقافية التي وفرها المجتمع لصاحبه. وجعله أسيرا لها..
    البدائيون الذين يعيشون في بيئات تشكو من الفقر الثقافي بكل وجوهه ومستوياته، يميلون إلى البساطة في التفكير وإصدار الأحكام القطعية، ورفض كلما ما يخالف ما هم عليه، وذلك لأن بيئتهم، جعلت قدرتهم على المقارنة محدودة كما أن ما يجول في عقولهم من دلالات محدودة.(1)
    وعلى هذا فنحن – فاعتبار ما – شيء من الماضي، ومظهر من مظاهر تحققه وظهوره.
   فمهما حاول الواحد منا أن يبدو مخالفا لمواصفات ذلك الماضي، ومهما حاول الانقطاع عنه، فإنه لن يستطيع التخلص منه إلا على نحو جزئي، وهل يستطيع المرء أن يخرج من جلده أو أن ينسلخ عن نسبه؟!!.
     غيران المتأمل في أحوال المجتمعات الإنسانية، يجد أن السواد الأعظم من الناس يحملون الأفكار والمعتقدات الموجودة في مجتمعاتهم دون تفريق بين الصالح منها والطالح، حتى انك تجد المخترع والعبقري والعامل المتمكن الذي ينصرف على نحو خرافي إذا هو خرج عن مجاله أو تخصصه، وما ذاك إلا بسبب سطوة الموروثات الثقافية، وبسبب قدرة العقل البشري أن يجمع بين أعلى درجات المنهجية، وأعلى درجات الخرافة في إطار ثقافي واحد، لتتجلى جميعا في سلوك صاحبها وعلاقاته..
وهذا ما يظهر من خلال أكثرية الكتابات التي يكتبها بعضهم عن قصد, ويسكت عنها البعض عن قصور..
    والإنسان بفطرته طلعة لا يقتنع من الحياة بمظاهر أشكالها وألوانها كما تنقلها إليه حواسه أو كما ينفعل بها شعوره، بل يتناولها بعقله، وينفذ إليها ببصيرته ليعرف حقيقة كل شيء.!!.
من أين جاء؟ وكيف صار؟ وإلا م ينتهي؟. يتواصل…

شاهد أيضاً

مابين الاسلام والرئيس الفرنسي ماكرون!!/المرابط ولد محمد لخديم

      في يوم الجمعة الموافق 2 أكتوبر 2020م قال الرئيس الفرنسي ماكرون: أن …

اترك رد