موقع آفاق فكرية يعتبر من المنصات التي تهتم بنشر المقالات الفكرية والبحوث العلمية المتميزة.
يهدف الموقع إلى توفير مساحة للنقاش العلمي والفكري، حيث يعرض مقالات تتناول مواضيع متنوعة في مجالات العلوم الاجتماعية، الفلسفة، السياسة، والعلوم الإنسانية.
مما يعزز من أهمية الحوار العلمي والتبادل المعرفي بين الكتاب والقراء.
مقال الأستاذ الدكتور اسلكو ازيدبيه الموسوم ب: الغرب والابادة في غزة. يسلط الضوء على جانب مهم وغالبًا ما يتم تجاهله في النقاش حول قضية فلسطين، وهو الجهود الشجاعة التي تبذلها شخصيات وجماعات غربية متنوعة لدعم الحقوق الفلسطينية، رغم بيئة قمعية تميل إلى تجريم هذا الدعم. فيما يلي بعض النقاط التي تستحق التركيز والتعميق:
النقاط الرئيسية:
1. شجاعة المثقفين والسياسيين المستقلين: مثل دومينيك دو فيلبان الذي يواجه الضغوط دفاعًا عن العدالة والحق الفلسطيني، مما يعكس قيم إنسانية نبيلة.
2. الحراك الشعبي في الغرب: المظاهرات الحاشدة في مدن كبرى مثل لندن وواشنطن تعكس تضامنًا شعبيًا يتحدى السياسات المنحازة لإسرائيل، رغم القمع والقيود.
3. الدور القانوني والحقوقي: جهود المحامين والنشطاء في توثيق الجرائم الإسرائيلية وطرحها أمام المحاكم الدولية تعد أساسية في مساءلة الاحتلال.
4. دور الجاليات العربية والإسلامية: هذه الجاليات تشكل جسراً مهماً للدفاع عن الحقوق الفلسطينية، رغم التحديات الاجتماعية والسياسية التي تواجهها في الغرب.
5. التوثيق والإدانة: تقارير المنظمات الدولية، مثل منظمة العفو، توفر سجلاً دقيقاً للجرائم الإسرائيلية، مما يدعم جهود المحاسبة على المدى الطويل.
6. تحويل القضية إلى رمز عالمي للعدالة: من خلال ربط القضية الفلسطينية بقيم الحرية والعدالة وحقوق الإنسان، يمكن تعزيز التعاطف الدولي مع القضية.
أخيرا يدعو المقال إلى تعزيز التعاون مع الأصوات الغربية الداعمة للحق الفلسطيني وتوسيع الحوار مع الشعوب الغربية لتحويل القضية الفلسطينية إلى قضية إنسانية شاملة تُعبر عن قيم العدالة والحرية العالمية.الصراع ليس فقط سياسيًا وعسكريًا، بل هو أيضًا معركة على الوعي والرواية.
المرابط ولد محمد لخديم.
نص المقال:
الغرب والإبادة في غزة.
إذا كانت الحكومات الغربية تتحمل، في غالبها، المسؤوليات التاريخية والأخلاقية والسياسية والعسكرية في حرب الإبادة التي تتعرض لها اليوم غزة وفي مأساة فلسطين بشكل عام، فإن في هذا الغرب شخصيات فكرية وسياسية وازنة وفعاليات حقوقية وشعبية واسعة تدافع اليوم بشجاعة نادرة عن الحق الفلسطيني وتدفع ثمن هذا الدفاع غاليا. لذا استحقت التنويه والاحترام…
١- أقدر المثقفين والسياسيين الغربيين الكبار الذين يتعرضون للأذى دفاعا عن غزة وعن الحق الفلسطيني بشكل عام، وعلى رأسهم دومينيك دفيلبينه، الوزير الأول الفرنسي الأسبق الذي عارض، أمس، الحرب الجائرة على العراق، بكل ما أوتي من جهد، وها هو اليوم يفضح، بقناعة نادرة وعزيمة لا تلين، الإبادة الجماعية في غزة ؛ والرائع في هذين الموقفين أن صاحبهما يتعرض للضربات الممتتالية، في بيئة دأبت نخبها الفكرية والسياسية والإعلامية على التحيز لاحتلال فلسطين منذ النكبة إلى يومنا هذا.
٢- غصت شوارع واشنطن ولندن وباريس وغيرها من كبريات المدن الغربية، بالمتظاهرين المنددين بالإبادة الجماعية في غزة، في بيئة وصل فيها “الاستبداد القانوني” إلى تجريم نطق عبارة “الحرية لفلسطين!”… فاعتقل الكثيرون وفصل الكثيرون من عملهم لمجرد التعبير عن رأيهم بشكل سلمي ووصم الكثيرون ب-“الإرهابيين” لمجرد شجبهم لمجزرة بشرية على الهواء مباشرة وتعطلت دراسة طلبة كثيرين في بعض أعرق الجامعات الغربية، وتم طرد الكثيرين منها…
٣- ضحى محامون وحقوقيون غربيون كثر بوقتهم وفكرهم وأموالهم وأمنهم القانوني من أجل طرح موضوع الإبادة الجماعية في غزة أمام المحكمة الدولية في لاهاي وفي مجلس حقوق الإنسان في جنيف وعلى منظمة العفو الدولية في لندن…
٤- تقطن الغرب اليوم جاليات عربية ومسلمة هامة، فعلى سبيل المثال، أصبح لقب “محمد” (عليه الصلاة والسلام) أول لقب في مصحات الولادة في إنجلترا وويلز خلال السنة 2023، متقدما على “نوواه” و”أوليفر”. لقد عانت هذه الجاليات الكثير وتعاني الكثير دفاعا عن الحق الفلسطيني الغير قابل للتصرف، وهي بذلك تستحق كل التقدير والاحترام والامتنان، من المدافعين عن الحق والحرية عبر العالم.
فلو لا الجهود المضنية لأوساط فكرية ومهنية وسياسية وشعبية وازنة في الغرب، وقوفا في وجه الإبادة الجماعية في غزة وفي وجه غطرسة المستوطنين في الضفة الغربية، لما تم استصدار مذكرة توقيف دولية (!) ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي الحالي ووزير دفاعه السابق. ولولا هذه الجهود المضنية، لما حظرت بعض الدول الغربية ولوج أراضيها على بعض المستوطنين، على قلة العدد المعني… ولولا هذه الجهود، لما أصدرت منظمات وهيئات دولية وازنة إدانات تؤرق اليوم هذين الشخصين وغيرهما من مجرمي الحرب في فلسطين ؛ فمن قرأ، مثلا، التقرير “المجهري” الذي أصدرته “العفو الدولية” عن الحرب على غزة، هذا التقرير الذي لم يترك شاردة ولا واردة إلا ودونها، بلغة دقيقة ونزاهة فكرية نادرة، فمن قرأ إذا هذا التقرير، لا يمكنه إلا أن يرفع قبعته لهذه المنظمة التي أكدت كتابيا وبأدلة “دامغة” على حدوث “إبادة جماعية” في غزة، وهو أمر في غاية الأهمية على الأصعدة النفسية والقانونية والسياسية، اليوم وغدا…
من المهم أن يفهم مناصرو الحق الفلسطيني، ضرورة تحويل هذا الحق إلى مرادف للعدالة والحرية عبر العالم، خاصة في الشارع الغربي…
أ.د.اسلكو ازيدبيه رئيس مجلس جائزة شنقيط.