يسرنا ويشرفنا في تحرير موقع (آفاق فكرية ) أن يكون لنا السبق في النشر الإلكتروني للكتاب القيم: المفكر السياسي: :محمد يحظيه ولد ابريد الليل:شهادات صادقة على مسيرة نضال ساطعة وحافلة وقد بلغ عدد هذه الشهادات (132)شهادة تأبين أدلى بها عدد من مفكري الوطن العربي والافريقي .ونرجوان تكون ترجمة بمقولة :أقوال الخلق أقلام الحق .
وسوف ننشر الكتاب على حلقات إن شاء الله تعالى تكريما لايقونة الوطنية والقومية في هذه البلاد .
والله من وراء القصد .
التحرير .
د. محمد سيدى محمد المهدى:الموت يلتقط خيار الناس!!
ترجل الشهم الطود الشامخ سليل العروبة والمجد والشهامة الرفيق محمد يحظيه ولد ابريد الليل.
وبترجله يوم الاربعاء الموافق13/1/2021 انهدّ ركن فى جدار العروبة والإسلام يصعب على اى احد اصلاحه.
كان المغفورله كالطودالشامخ تهوى اليه افئدة الباحثين عن الحرية والتنوير والنبل والقيم الرفيعة تأتى الوفود تترى اليه من كل حدب وصوب يتلقاها بوجه طليق وبعطف وحنان ورفق دون امتنان فيبسط جناحيه عليها ويلفها بدفئه وعطفه وحنانه باذرا فيها قيم المجد والوحدة والعروبة والرجولة والعزة والكرامة.
وعندما يداهمها الخطر يسبح بها بعيدا فوق امواج البحر حتى يستقر بها الأمان على الجودى كما استقرت سفينة نوح التى كانت تَمخُرُ البحار والمحيطات ويحتمى بها كل من على متنها من العواصف والفيضانات.
لقد ودّعنا بالأمس المناضل الشهم الجسور الذى لايلين لخصومه ولايبدل مواقف محمد المصطفى ولدبدر الدين وهانحن اليوم نودع هامة اخرى ضاربة الجذور فى اعماق تاريخ النضال العروبى القومى الذى يؤمن بارتباط مصير الأمة العربية بوحدتها وتضامنها باعتبارها امة واحدة ذات رسالة خالدة إذا اشتكى منها عضو تداعى له سائر اعضائها بالحمى والسهر.
وبرحيل هذين العملاقين ودّعت موريتانيا آخر المناضلين من جيل التأسيس وللأسف الشديد لايلوح فى الأفق القريب وجود من يستطيع سد مكانتهما فكريا ولانضاليا ولا حتى اخلاقيا ناهيك عن الثبات على المواقف ونصرة المطّهدين.
كان كل واحد من هذين الرجلين يشكل مدرسة فكرية نضالية متنقلة تضم جميع التخصصات نهل من رحيقها جم غفير من الطلاب الذين اصبحوا أساتذة فى فنّ السياسة والفكر والمواقف المبدأية التى لامساومة عليها مهما اصاب مشروعهما من تعثر ونكسات تبعا لما اصاب قيادة الامة الحية – قيادة الفكر والنضال لاقيادة الخزى والعار-من تراجع نتيجة الخيانة والعمالة والإنبطاح التى ضيعت فلسطين والعراق وسوريا وليبيا واليمن ولبان وسلخت دولة جنوب السودان وشجعت اتيوبيا على تعطيش شعبي مصر والسودان .
وسمحت بهرولة قادتنا الى الكيان.
بعد تكبيلنا بالتفاقيات الخزى والعار.ومع صعوبة الأوضاع السياسية والإقتصادية وتصدر(الرجعيين) المشهد العربي بعدتآمرهم على القوميين فى الوطن العربى ظل هذا الأسد العملاق ثابتا فى عرينه وعلى مواقفه القومية لم يتزحزح عنها قيد انملةرغم ماتعرض له من مضايقات ونكايات من انظمة الإستبداد والقمع البائدة التى لم تسلم من تنكيلها حركة نضالية قومية او اسلامية.
وبريحل هذا الرفيق العملاق الموقر عن هذه الدنيا الفانية فقدت الأمتين العربية والإسلامية ركنا اساسيا من أساطين العروبة والإسلام كرّس حياته خدمة لوطنه ولأمته العربية والإسلامية دون كلل اوملل ودون ان يطلب شيئا لنفسه ودون ان تتلطخ يداه اوسمعته بفساد اوشبهة.
فخرج من هذه الدنيا الفانية وهو سليل العرض والجاه ابيض ناصع الوجه واليدين مرفوع الرأس والجبين طاهرا من الفساد والشبهات.
كان يؤمن رحمه الله ان القنبلة النووية الباكستانية موجهة نحو الهند لذا لم تدمرها اسرائيل ولم تحاول ذلك وأن القنبلةالنووية الإيرانية إن سمح بها الغرب ، فهى موجهة الى العالم العربى وليس اسرائيل.
وقد صدقت تنبؤاته تلك عندما صرح احد نواب البرلمان الإيرانى بأن إيران اصبحت تسيطر على اربع عواصم عربية، هي بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت.
الرحمة والغفران وجنة الرضوان للفقيدين محمد يحظيه ابريد الليل والمصطفى بدر الدين.
تغمدهما الله بواسع رحمته واسكنهما فسيح جناته .
وإنا لله وإنا اليه راجعون.
لله ما أخذ وله ما ابقى وكل شيء عنده بقدر مسمى.
تعازينا القلبية الى اسرة الفقيدين والشعب الموريتانى بصفة خاصة والى الشعبين العربي والإسلامى بصفة عامة.
كما اعزى تعزية خاصة رفاق المغفور له الأستاذ المناضل الرفيق محمد يحظيه ابريد الليل فى القطر الموريتانى وفى غيره من الأقطار العربية الأخرى.
الشاعر والمناضل ناجي محمد الامام: رحيل “الرجل الكبير”
يتواصل رحيل “الكبار” عن بلاد ادمنت إنجاب الصغار…
رحل الكبير المتميز في مواقفه واختلافه وتوافقه
رحل الأبرز حتى في اسمه وهندامه وطرائقه.
رحل “الرجل” في صمته وهدوءه، في رفضه وقبوله
غادر الزعيم بهالته و هوائله، ثابتا ثبتا راسخا نبتا..
ذهب كما يذهب من يتقنون فنون البقاء في ذاكرة الزمن الخرف، لم يرهق أحدا بالتمريض محتاطا لكبريائه رحلَت ،رفيقي، ذهبت صديقي، عظيما كبيرا، متميزا، صبورا، اتفقنا ذات مساء من سنتك1978 بمنزلك الوظيفي وزيرا للثقافة والإعلام على أن العروبة الوحدوية اليسارية
تجمعنا.. ولنتدبر التفاصيل بالصبر..
رحم الله محمد يحظيه بريد الليل.
محمد المنى ولد ابريد الليل.. والاستفهامات الثلاثة؟!
يتميز الفقيد محمد يحظيه ولد ابريد الليل عن جميع الساسة الموريتانيين بشخصيته ذات البعد الثقافي المجرد، الأدبي والفكري العميق، والتي تجعله يتجاوز في تصوراته السياسية حدود الواقع ويجنح في مرئياته إلى نوع من «الواقعية السحرية» في فهمه لمشكلات الدولة والمجتمع وفي استشرافاته للمستقبل وآفاق تحولاته. لذلك لا غرابة إن خرج على النص الحزبي والإطار التنظيمي في أحيان عديدة، فهو بأفكاره وأخيلته وعواطفه الواعية المتعقلة أوسع من أي أيديولوجيا حزبية أو مواقف سياسية مسطورة.
وثمة ثلاث قضايا تثير الاستفهام والتساؤل لديّ منذ سنوات، أتمنى أن يقدم لنا بعض رفاق الفقيد محمد يحظيه توضيحاً كافياً لإنارة الرأي العام بشأنها:
الأولى تأييده اللا محدود لجبهة البوليساريو، خلافاً لموقف حزب البعث ممثلا في قيادته العراقية التي لم تعترف يوماً بـ«الجمهورية العربية الصحراوية»، انسجاماً من «البعث» مع موقفه الوحدوي الرافض لأي حالة انفصالية تزيد تقسيمَ وتَجزُّأَ الوطن العربي المقسَّم والمجزَّأ أصلا. لكن عكساً للحزب ولخطه الوحدوي، جعل محمد يحظيه الموقفَ من البوليزاريو معياراً ضابطاً لعلاقته بأي نظام حكم موريتاني؛ تأييداً أم معارضةً، قبولا أم رفضاً. فهل يمكن القول إنه في هذا الموقف مثّل حالةً «بعثية» شاذة تضاءل فيها المكوِّن القومي الوحدوي في أيديولوجية الحزب لصالح المكون اليساري فيها، حيث كان اليسار العالمي مؤيداً قوياً لـ«كفاح الشعب الصحراوي»؟ أم أن هناك عوامل أخرى تفسر انحيازه لـ«القضية الصحراوية» وأولويتها المطلقة بالنسبة إليه؟
المسألة الثانية موقفه الغامض من واقع اللغة العربية ومطلب التعريب؛ وهي مسألة مبدئية بالنسبة لحزب البعث لا يقبل المساومة فيها، حتى أن أحد رفاق محمد يحظيه في الجناح المدني لحركة العاشر من يوليو (كان محسوباً على «البعث» في مرحلة معينة) برر الانقلاب بالقول فحسب إن المختار ولد داداه ألقى خطاب الاستقلال باللغة الفرنسية! لكننا سنجد أن قادة الدولة خلال العهود اللاحقة سيواظبون على إلقاء خطاباتهم بلغة المستعمر ذاتها، دون أن يجد محمد يحظيه في ذلك السلوك ما يستحق الملاحظة، بل اعتاد هو نفسه أن يكتب مقالاته الموجَّهة إلى الرأي العام الموريتاني باللغة الفرنسية ذاتها. فهل رأى في التعريب مسألةً شكليةً وقليلةَ الأهمية قياساً إلى مسائل أخرى أكثر أولوية أو ذات طابع استراتيجي ملح؟ أم أنه انسجم في هذه أيضاً مع اليسار (الحركة الوطنية الديمقراطية) وموقفه من التعريب كدعوة شوفينية ضارة بالوحدة الوطنية؟!
أما المسألة الثالثة والأخيرة فهي كون محمد يحظيه كتب العديد من المقالات ضمَّن بعضَها مرئياتِه الاستراتيجية حول المستقبل وبعضها الآخر اشتمل على آرائه ومواقفه الناقدة بشدة لمرحلة الاستقلال والتأسيس ونظام حكم المختار ولد داداه.. لكنه لم ينشر (على حد علمي) أي مكتوب عن العهود السياسية وأنظمة الحكم اللاحقة التي كان جزءاً منها، مسؤولا تنفيذياً ومرشَّحاً انتخابياً ومنظِّراً سياسياً وموجِّهاً فكرياً ومؤيِّداً حزبياً. فهل منعه من ذلك أن نقدها كان ليبطل حجية نقده لمرحلة الحكم المدني؟ أم منَعه فحسب أن حصيلتَها كانت فشلا تنموياً وثقافياً وأخلاقياً راكم نتائجَه وأسبابَه إلى اليوم؟ أم أنه رآها (لكن بعد أن قُضي الأمر) أقل شأناً من أن تكون موضعاً حتى للانتقاد والتقييم؟
أتمنى من رفاق الفقيد محمد يحظيه ولد ابريد الليل، وممن احتكوا به خلال السنوات الأخيرة وكانوا يجالسونه ويتلقون منه مقالاته العميقة، لترجمتها ونشرها، أن يسعفونا بإجابات مفيدة ودقيقة حول الاستفهامات الثلاثة أعلاه!
……يتواصل……