إن ابن التلاميد التركزي يكاد ينفرد بالنسبة إلي بلاده (شنقيط) دون سواه من العلماء الشناقطة الذين هاجروا إلي المشرق والمغرب ولإشهاره وشهرته وعلمه ولتمثيله لبلاده فقد جمع محاسنها ومزاياها من غزارة العلم وقوة الحفظ والضبط وفصاحة اللسان ووضوح البيان والعزة والشهامة والإباء و النقاء والعفة والعفاف والكفاف حتى اعترف له خصومه قبل أصدقائه بعلو كعبه وسعة معارفه وعلومه وقوة همته وعزيمته ومن ثم استحقت سيرته ومسيرته ورحلاته التلقين والتدوين بأحرف الذهب اللجين في أسفار كبار.
لكن مؤلف المختصر المفيد أختار أن يكون خفيفا لطيفا جامعا مانعا غير مسبوق ولا ملحوق في ميدانه، فهو ثمرة يانعة للتدقيق والتحقيق وشهادة علمية ناطقة دبجتها اليراع التي مزجت دقة القانون الدستوري الموريتاني المبين بالبحث الأدبي الشنقطي الرصين.
لقد أجاد وأفاد وأمتع وأبدع الأستاذ الدكتور صاحب المعالي محمد ولد سيديَّ.ولد خباز رئيس جامعة أنواكشوط (سابقا) ومدير المدرسة العليا للتعليم حاليا في هذا الكتاب الذي غاص في أعماق هذا القطمطم حتي استخرج منه اللؤلؤ والنضار وما لذ وطاب من الثمار ولذلك فإن اسم الكتاب هو الدر النضيد من رحلات ابن التلاميد إن هذا الكتاب هو أدق ما كتب عن هذا العالم العامل حسب علمنا لأنه جمع بين الحقائق الناصعة والوثائق الناطقة الخاصة الأسرية مثل رسالة ابن التلاميد إلي ابن عمه الحضرمي ولد آعلي البخاري في شنقيط عام 1309 هـ (1) و أهل مكة أدري بشعابها فأي عالم موريتاني لا يترجم له أهله تظل ترجمته ناقصة أو مختلة غالبا ولذلك جمع هذا المؤلف ما لم يجمع قبله من معلومات عن هذا السفير الشنقيطي الذي كان ومازال معتمدا ‹‹فوق العادة وكامل السلطة›› لموريتانيا لدي مختلف الأقطار العربية والإسلامية والأجنبية فقد رفع الصيت والصوت لبلاده في كل زمان ومكان. (2)››
إن هذا المصنف إضافة نوعية حوت أخبار منتخلة ورحلات ممتعة للسفير الموريتاني في المغربين و المشرقين وما بين البحرين والنهرين وبلاد الحرمين والرافدين وبلاد الضباب والفردوس المفقود والسويد وأسبانيا وفرنسا..
علي أن المؤلف فضل اللب علي القشرة أو النخالة والإيجاز علي الإطالة خشية أسباب الملالة والسآمة لكن أخشي ما نخشاه أن يكون المؤلف ما علي الخبير سقط ولا أعطي القوس باريها عندما أحسن الظن بنا وعهد إلينا بتقديم هذا المختصر المفيد الذي يدل علي توخي الأمانة العلمية والموضوعية التامة بعيدا عن أي تعصب فكري أو قبلي أو جهوي وهو أمر نادر في هذا المنكب البرزجي الذي ما تعود التوثيق و التدقيق والتحقيق.
لقد بذل المؤلف الجهد الجهيد في الوقت المديد حتى يستقصي ولا يقصي.ومن ثم جاء هذا الكتاب ليسدً الفراغ….
……..يتواصل……