يُعد مهرجان مدائن التراث مناسبة ثقافية وتنموية بارزة تسعى للحفاظ على المدن التاريخية في موريتانيا، وإبراز قيمتها التراثية والاقتصادية.
وقد جاءت النسخة الثالثة عشرة في مدينة شنقيط بتوجيهات استراتيجية من الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، حيث اتسمت هذه النسخة بمقاربة تنموية شاملة، تتجاوز الاحتفاء بالماضي إلى تقديم حلول عملية لتحسين حياة الساكنة، ما يُثبت رؤية متكاملة تجمع بين الحفاظ على التراث والتنمية المستدامة.
الأبعاد التنموية لمهرجان مدائن التراث:
1. تعزيز البنية التحتية والخدمات الأساسية:
رُصدت مبالغ تجاوزت 4 مليارات أوقية قديمة لدعم البنية التحتية الأساسية، مثل توفير المياه الصالحة للشرب، الكهرباء، الصحة، والتعليم.
مشاريع فك العزلة، مثل بناء السدود، وترميم المدارس والمرافق العامة، تُسهم في تحسين الظروف المعيشية.
2. تطوير المهارات والتشغيل:
إنشاء مراكز التكوين المهني ودعم الصناعة التقليدية، بالإضافة إلى تعزيز المشاريع الصغرى والتعاونيات النسوية.
3. الحفاظ على التراث:
مساهمة خيرية الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (SNIM) في ترميم أجزاء من الحي القديم والمسجد العتيق في برنامج تدخلاتها للسنة الماضية تُبرز دور الشركة في دعم التراث.
دور الإيسسكو: تُعَدّ مبادرة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسسكو) لترميم الحي القديم في شنقيط مكملةً لهذه الجهود، خاصة بعد المساهمة التي قدمتها خيرية SNIM في ترميم جزئي.
من المتوقع أن تستفيد الإيسسكو من هذه البنية الأساسية المطورة لتفعيل خططها الخاصة بترميم التراث، ما يعزز من القيمة الثقافية والحضارية للمدينة، ويُبرزها كمركز إشعاع ثقافي على مستوى العالم الإسلامي.
أهمية المهرجان ورؤية المستقبل: من خلال دمج مكونة تنموية متعددة القطاعات في المهرجان، تسعى الدولة إلى:
تثبيت السكان المحليين وتوفير وسائل العيش الكريم.
استشراف مستقبل تُدمج فيه هذه المدن التاريخية في الاقتصاد الوطني، لتكون مواردها الثقافية والتراثية جزءًا من التنمية الشاملة.
بفضل هذا الاهتمام المتكامل من الحكومة، ومساهمة المؤسسات الوطنية والدولية مثل SNIM والإيسسكو، تُظهر مدينة شنقيط مرة أخرى قدرتها على البقاء كرمز للتراث الإنساني في مواجهة التحديات.
شاهد أيضاً
على سبيل إحقاق الإنصاف حول ما يجري في الشام: بين خياري مانديلا وابريمر؛/الدكتور محمدو أحظانا
مقال الدكتور محمدو أحظانا الموسوب: على سبيل إحقاق الإنصاف حول ما يجري في …