مهرجان أطار الثقافي: ذاكرة المقاومة وآفاق السياحة العلمية/ المرابط ولد محمد لخديم

          مع مطلع سبتمبر المقبل، تستعد مدينة أطار، حاضرة آدرار وعاصمة الشمال الموريتاني، لاستقبال حدث استثنائي يعيد إليها وهج التاريخ وسحر الجغرافيا، في تظاهرة ثقافية كبرى هي مهرجان أطار الثقافي – وديان الخروب.
يمثل المهرجان تجسيدًا لرؤية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في دعم السياحة الداخلية وتشجيع الاصطياف بالمواطن الأصلية، مانحًا للسياحة الوطنية بعدًا اقتصاديًا وثقافيًا متجددًا.

المقاومة: ذاكرة تتجدد
      يحمل المهرجان هذه المرة بعدًا تاريخيًا بارزًا، إذ يسلط     الضوء على ذاكرة المقاومة الوطنية، الغائبة في كثير من التظاهرات السابقة رغم مكانتها الجامعة.
      آدرار لم يكن يومًا مجرد فضاء جغرافي؛ بل سجل ناصع للبطولة والصمود، حيث ارتوت رماله بدماء الشهداء. وديان الخروب بتيرس، التي يظل قبر الأمير الشهيد سيد أحمد ولد أحمد ولد عيده فيها، تُعد شاهدًا خالدًا على العلاقة العميقة بين الأرض والمقاومة.

السياحة العلمية: اكتشاف الكنوز الغامضة
   لكن آدرار لا تكفيها البطولات، فهي كنز علمي طبيعي ينتظر الباحثين وعشاق الاستكشاف:
1. قلب الريشات (عين الصحراء) في وادان: ظاهرة جيولوجية غريبة تأسر العقول، حتى أصبحت معلمًا بصريًا يستدل به رواد الفضاء، وفق وكالات الفضاء الدولية.
2.مصفوفة بنعميرة: موقع فريد بتركيبته الجيولوجية، لا يوجد له مثيل إلا في مكان واحد آخر بالعالم.
3. فوهة تنومرن: أولى الفوهات من نوعها على مستوى العالم.
4. آزوكي: عاصمة المرابطين، ومهد تاريخي وعلمي خالد.
5. “آمكجار”: موقع أثري اكتشفت فيه بقايا حضارات قديمة سبقت الديانات السماوية، حيث وجد بعض سكانها مدفونين في وضعية جلوس!
     تتيح هذه المواقع لموريتانيا أن تكون قبلة للباحثين والعلماء، حيث تلتقي المقاومة والتاريخ والعلوم في لوحة واحدة تبعث الأمل في التنمية المستدامة من خلال السياحة العلمية.
     تميز المهرجان أيضًا ببرنامجه الاجتماعي والتنموي غير المسبوق، الذي يترجم الثقافة إلى التزام عملي بخدمة الإنسان والمكان، ويشمل:
– توزيع أدوات مدرسية على 200 تلميذ من المدارس الابتدائية (50 من كل بلدية).
-التبرع بالدم لصالح بنك الدم بالمستشفى الجهوي بأطار.
-توزيع المصاحف على بعض المساجد والمحاظر.
– حملات تشجير في الساحات وملتقيات الطرق.
-تقديم مساعدات مالية للأسر الأكثر احتياجًا.
نجاح مهرجان أطار لا يقتصر على جهود اللجنة المنظمة وحدها، بل يحتاج إلى تكاتف الجميع: الأعيان، ورجال الأعمال، والمثقفين، والأطر، والشباب، والمنتخبين، وسكان الشمال عامة.
     إنه حدث وطني بامتياز، يعيد لأطار إشعاعها الثقافي ويجعل من المقاومة عنوانًا متجددًا للفخر والانتماء.
مهرجان أطار: عودة الأمل، ربط الماضي بالحاضر، وفتح آفاق المستقبل.
   “أطار اليوم لا تستعيد ماضيها فقط… بل تصنع مستقبلها.”

شاهد أيضاً

احترام رمزية الدولة والنقد المسؤول/ المرابط ولد محمد لخديم

لا يجوز استخدام صورة رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، سواء أثناء عطلته أو في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *