المفكر السياسي؛ محمد يحظيه ولد ابريد الليل/أقوال الخلق أقلام الحق.الحلقة:(6)

يسرنا ويشرفنا في تحرير موقع (آفاق فكرية ) أن يكون لنا السبق في النشر الإلكتروني للكتاب القيم: المفكر السياسي: :محمد يحظيه ولد ابريد الليل:شهادات صادقة على مسيرة نضال ساطعة وحافلة وقد بلغ عدد هذه الشهادات (132)شهادة تأبين أدلى بها عدد من مفكري الوطن العربي والافريقي .ونرجوان تكون ترجمة بمقولة :أقوال الخلق أقلام الحق .
وسوف ننشر الكتاب على حلقات إن شاء الله تعالى تكريما لايقونة الوطنية والقومية في هذه البلاد .
والله من وراء القصد .
التحرير .

كتب الشيخ ولد الشواف:
كان( محمد يحظيه ولد ابريد الليل) رجلا هادئا في طبعه نظيفا شكلا ومضمونا في مساره، وبليغا في حجته، وصارما ومجدا في عمله، لا يعرف الهز ُل إلى عمله طريقا، وهبه
الله تواضعا وحلما أبعداه عن العُجب وال ِغلظة، ولم يكن حربائيا متلونا، بل كان صاحب وجه واحد وهدف واحد…
ولا يجامل رفاقه في آرائهم وأفكارهم، ولا يتعصب لرأيه ولا لفكرته، ينتقد الآ َخر بموضوعية، ويحلل بحذق وفطنة، ويستحسن معللاً دون إطراء أو ازدراء، وكان إذا تحدث في المجلس أنصت القوم واستمعوا إلى حديثه لهييته ووقاره….
كنت وأنا في العراق أسمع عنه الكثير من الخصال الحميدة، والأوصاف النبيله….
لكنني حين لقيته أنشد حالي قول الشاعر:
كانت ُمساءلة الركبان تخبرنا
عن جابر ابن رباح أطي َب الخبر
حتى التقينا فلا والله ماسمعت
أذني بأحسن مما قد رأى بصري.
وقدشاء الله أن ألتقي به نهاية سنة (1977 (وكان لقائي معه في منزل (ممد ول أحمد)
وكان برفقتي يومها أخي ورفيق دربي (محمد محمود ولد فحف) ومنذ ذلك اللقاء توطدت أواص ُر المعرف ِة النضالي ِة القومية بيننا….
وبعد ذلك تَق ّطعت اللقاءات بيننا خصوصا بعد اكتتابي في الجيش، فلم ألتق به إلا بعد خروجه من وزارة العاشر من يوليو فكنت ألتقي به تارة في القصر الرئاسي عندما يزوره
• وقد شهدت الفترة مابين:
1979 •
1980 •
1981 •
• اجتماعات تنظيمية حزبية متكررة بيننا …
والكلام عن هذه الفترة لاتكفيه عجالة كهذه
وأختم هذه الكلمة بما كتبته في تعزيته…
لقد علمت بوفاة العميد والمفكر و المناضل القومي: (محمد يحظيه ول ابريد اليل) الذي سخر كل طاقته وفكره وعمره في الدفاع عن الأمة العربية الأبية؛
لقد رحل الفقيد بعد عمر قضاه حتى آخر لحظة في حياته مناضلا نضالا خالصا ومنتهجا منهجا قوميا قحا وابنا وفيا للأمة العربية مدافعا عنها في كل التحديات والأزمات
التي تواجهتها رافضا أي شكل من أشكال التنازل أو التفريط…
كما كان المفكر… يمثل نموذجا فريدا من نوعه للمناضل القومي العربي الأبي الذي يأبى الخنوع والاستكانة للمغريات، وهو المسار الذي يتحدد فيه شكل وحقيقة الانتماء إلى هذه
الأمة والدفاع عن حاضرها ومستقبلها؛ وعلى يديه وبين يدي أفكاره الواضحة ورؤيته الثاقبة تربت أجيال من المناضلين
القوميين الذين حملوا مشعل منهجه، واتقدوا بجذوة أفكاره،
وشكل صبره في السجون ومثابرته وإيمانه بمستقبل أمته نموذجا لم سلكوا طريقه اللاحب..
وهذا الرائد السابق محمد ولد شيخنا يقول:
برحيل المغفور له -إن شاء الله- الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل تفقد موريتانيا وأحوازها ونخبتها أشياء كثيرة:
فهو بالنسبة للجميع ” أبوالهول” الفكري، وكذلك المثقف العضوي و”الناسك” السياسي، وفوق ذلك مرجعية أخلاقية وعامل توازن في المجتمع.
كان الأول ممن تتطلع إليه الأنظار عند الأوقات الحرجة “المزمنة”،ُ كما كان وعيه المتقدم يستشرف حالات عدم اليقين والانسداد فتراه يجهد – ما وسعه – في وقف التردي وبعث الأمل وإنارة منعرجات الطريق واستبيان الآفاق.
ورغم الجذور القومية “غير البعثية” فقد كانت انطباعتي – الأولية ومن بعيد – عن الرجل مشوهة بفعل الجهل وآفات الصور النمطية التي تنتجها – للأسف – ثقافة القيل والقال السائدة في المجتمع الظالمة في حق الكثير من الأكابر؛ إلى أن تعرفت عليه عن قرب نهاية 2005 ضمن ظروف وملابسات تلك المرحلة.
وهنا وجدتني أمام رجل من طينة نادرة تتداخل فيه الأبعاد والمعاني والتجليات:
فهو عروبي افرانكفوني ضليع بثقافة أمته ومجتمعه وتاريخهما، ومع ذلك فهو مشبع – بشكل لا يضاهى – بالثقافة العالمية غربيها وشرقيها، ويكفي للدلالة أن تطلع على كراسة تشي بعمق اطلاعه، كتبها من مدة عن “جذور المارد الصيني”، قدم فيها صورة ملهمة وشاعرية مفعمة بالآلام والآمال والعنفوان و”الطهارة الثورية” لأمة شرقية عريقة هي الآن بصدد كسر القيود والأخذ بثأرها التاريخي دون إراقة دماء !
وهذا الرجل المحافظ بل “التقليدي” في نمط عيشه وتعامله اليومي يسكن داخله “ثائر حكيم” أو “حكيم ثائر”، وهو أبعد ما يكون عن الصورة المفترضة لقومي عقائدي متزمت بل إنه شخص منفتح ومتسامح مع الآخر وعلاقاته ممتدة على كامل الطيف – تفاعلا وتقديرا – وهو ممارس ديموقراطي راسخ ومفكر بنفس إنساني طافح.
وكم أعتب على أولئك الذين تسول لهم أنفسهم أحيانا – مكاء وتصدية – بنعته كمفكر الشمال بل لكل الجهات أن تفخر به لأنه هو الحامل لهموم أمته العربية من المحيط إلى الخليج وشيخ الصحراء الكبرى والفضاء “البيظاني” في عمومه.
ومن واقع التجربة الشخصية فإني أعتقد أن حسابات المرحوم محمد يحظيه كانت دائما أو غالبا وطنية وكلية، موضوعية ومتجردة وهي أبعد ما تكون عن لوثات بعض “أهل لخيام” وقصور أفقهم وعدم قدرتهم على تجاوز الحزازات الشخصية السابقة وهوياتهم الفرعية وحساباتهم الضيقة في حين كان المرحوم قادرا على الالتقاء مع أي كان من أجل المصلحة الوطنية، بغض النظر عن سالف التجربة معه حتى ولو كانت مريرة أو مجحفة في حقه.
التعامل مع محمد يحظيه في غاية السلاسة والانسيابية، فهو يغلف صرامة تفكيره وصلابة طبعه بتواضعه الجم وأكنافه الموطأة وسخاء روحه وقدرته على الإنصات والإنصاف.
وأجمل ما في التعامل معه هو أنك يمكن أن تثق به، فمجلسه يتسم بالأمان، فلا تخشى وشاية منه كما تستطيع أن تعول على عدم خذلانه إذ لا سبيل لأحد عليه من حاكم أو متحكم، فحياته المتقشفة أو المتخففة وأنسه بمحراب القراءة أو ألفته بالإبل والصحراء تجعل منه على العكس مصدر خشية وضغط، لا مظنة تطلع أو طمع.
فهو من رجال الإصلاح المتحلين بالشجاعة ومن أصحاب المروءة التي هي أخت الدين، لذا كانت له سلطة أخلاقية كابحة للحيف ومصححة للمسار يتقاسمها وإياهم.
العلماء الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والمصلحون الآخرون أيا كانت عناوينهم وهي سلطة خامسة معنوية وأخلاقية رادعة للمتغولين مطمئنة للمستضعفين.
وبغياب محمد يحظيه اليوم على بعد شهور قليلة من رحيل بدر الدين تكون أسطوانة مركزية قد تهدمت من صرح تلك السلطة.
وختاما ندعو الله بالرحمة لهذا الفقيد وكما بات ليلته الأولى في برد غرفة بالمستشفى العسكري فعسى ربنا الغفور الحليم أن يجعل كل ما يستقبل من ليالي وأيام بردا وسلاما إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.آمين.

اما الدكتورة أمكلثوم حامدينو فكتبت عن الرفيق محمد يحظيه ولد البريد الليل مايلي:
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله. على نبيه الكريم
ْ﴿ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا ﴾ الاحزاب:23.
صدق الله العظيم.
لئن غيب الثرى جثمان الرفيق المفكر و المناضل العصامي الاستاذ محمد يحظيه ابريد الليل فإنه لن يغيب ذكره المحفور فى قلوب كل أبناء وطنه الغالى. ستحتضنه الأرض التى أفنى حياته فى خدمتها والدفاع عنها. لم يكن الفقيد مجرد رفيق عادى، فإن كان المؤسس فى الشرق ميشل عفلق، فقد كان المؤسس فى المغرب الكبير. زرع البعث نبتة صغيرة فى هذه الربوع، وسقاها بماء الإيمان والإخلاص والنقاء الثوري ورعاها بالعقل والحكمة و عمق التفكير وبعد النظر حتى اهتزت وربت وانبتت فى كل ذرة رمل ثمرة وفى كل صخرة زهرة فاستحق لقب المؤسس والمفكر والقائد من نضاله وشجاعته وصدقه ووفائه لوطنه وأمته ومبادئه. من ذلك استمد رمزيته التي أقر بها العدو قبل الصديق والقاصى قبل الدانى، وكان قبسا من نور أحترق ليضيء للآخرين ؛ فيه توفرت شروط العظمة وأوصاف العظماء فكان عظيما، كما توفرت فيه شروط الزعامة واوصاف الزعماء فكان زعيما حفر اسمه باحرف من تبر فى سويداء قلب التاريخ فاحتفى به العظماء واوسعوا له مكانا بينهم. لم يستطع الأعداء حجب ألقه والشمس لا تحجب الغرابيل نورها. تغمده الله بواسع رحمته واسكنه فسيح جناته، والهم الاسرة الكريمة ورفاق الدرب الصبر والسلوان.
انا لله وانا اليه راجعون.
أسأل الله أن يغفر له ولجميع المسلمين.

……يتواصل….

شاهد أيضاً

دين الفطرة في منهج الفطرة؛ ماذا قيل فيه؟!(الجزء الأخير) المرابط ولد محمد لخديم

يقول الأستاذ الدكتور: محمد سيديا ولد خباز المدير العام للمدرسة العليا للتعليم رئيس جامعة أنواكشوط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *