كتبت مقالات في السابق عن “قلب الريشات” وعجاءبه الجيولوجية التي حيرت العلماء وكيف انه اصبح بوابة للرود الفضاء الى الارض..ومطالبة الدولة الموريتانية بالاستثمار في هذا الموقع في مايسمى بالسياحة الثقافية والعلمية.
وقد سافرت اليه شخصيا لأتكد من أن هذا الموقع الذي تتحدث عنه وكالة ناسا Nasa هو قلب الريشات أو عين الصحراء الموجود في آدرار موريتانيا وبالذات وادان وقد تأكدت من الخبر بنفسي حيث سافرت الى عين المكان..
لا بأس ان نعرض لتلك المقالات التي تناولت الموضوع في عجالة خاصة اننا الآن أمام هذا الكشف العلمي الغير ميبوف والذي يشغل وساءل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والجمعات والاكادميات الاجنبية والدولية والعربية..
عرف رائد الفضاء كيلى قلب الريشات او (عين الصحراء) عبر موقع تمبلر بقوله:
تقع هذه الصورة في الحد الغربي للصحراء الكبرى في وسط موريتانيا.. وهو بالذات الوصف الدقيق لقلب الريشات الذي يبعد عن مدينة وادان الأثرية 25 كلم.. وهي عبارة عن شكل دائري يتكون من دوامة صخرية محفورة في الصحراء في عمق كبير جدا يبلغ قطرها حوالي 35كلم وتحيط بها هالة زرقاء اشبه ببؤبؤ عين زرقاء في وسط الصحراء (الصورة1).
لكن الاكتشاف الأول يرجع إلى الباحث الفرنسي تيدور مونو في ثلاثنيات القرن الماضي الذي كرس حياته للبحث في صحراء موريتانيا وهو أعرف بموريتانيا من الموريتانيين أنفسهم…
يعتبر حفرة الريشات أو قلب الريشات أو عين الصحراء لغزا لايزال محيرا للعلماء..
وترى إحدى الفرضيات أن شكل المرتفع الصخري الذي يمتد على مسافة 50كلم مربع يشبه فوهة بركان إلا أن عدم وجود فوهة أو منبسط داخل “الكلب” وخلوه من الضخور الحادة يدحض هذه الفرضية.. نظرية أخرى تقول بعوامل التعرية والنحت في تشكل منعرجات “الكلب ” الدائرية هو الاحتمال الارجح ، لكن هذا لا يفسر الشكل الدائري الذي ما يزال لغزا محيرا حتى الآن…
هناك جدل علمي حول ماهيته فبعض العلماء يقول إنه حفرة ناتجة عن نيزك ضرب تلك المنطقة والبعض يقول إنه بركان خامد قديم.. والبحث الموجود إلى حد الآن الذي حصلنا عليه هو البحث الذي قام به غويلايوم ماتون من جامعة كبك -كندا لتحضيره لرسالته الدكتوراه فبعد اخذ أكثر من 100 عينة صخرية استنتج أنها قبة قد حصلت نتيجة صهارة عظيمة استقرت قبل 90 مليون سنة فرفعت الصخور التي فوقها من: كاربوناتايت ,كابرو وكيمبرلايت..
ولا تزال البحوث جارية في هذا المجال غير أن الاهتمام الأكبر بهذا الموقع الفريد من نوعه لم يعد بتلك الوتيرة أيام السياح وعلماء الغرب في العقود الماضية..
لذا يجب على الدولة الموريتانية أن تلتفت على جناح السرعة إلى هذا المعلم الغريب من نوعه على وجه الأرض بشهادة الجامعات والمعاهد العلمية المختصة بما فيها وكالة ناسا الأمريكية..
وأن يكون محمية طبيعية لأهميتها العلمية…
خاصة الاخبار العلمية المتداولة الان من وكالة ناسا والوكالة الاوربية…
فوفقا لما نشرته صحيفة ديلى ميل البريطانية نقلا عن وكالة الفضاء الأوروبية (ESA) أن صورة جديدة تم التقاطها حديثا فى النصف الجنوبى لكوكب المريخ تظهر حفرة كبيرة ومادة داكنة داخلها، على شكل العين.الصورة(2)
واستحوذت هذه الصورة على اهتمام الخبراء الذين شبهوها بـ”عين الصحراء”، غرب أفريقيا في وسط موريتانيا.
وتقع الحفرة التي يبلغ قطرها 30 كيلومترًا، في منطقة “أونيا تيرا”، أي النصف الجنوبي لكوكب المريخ، والمليئة بالفوهات المشابهة الذي يصل قطر بعضها إلى 200 كيلومتر تقريبا.
تظهر الصور التي التقطتها محطة الفضاء الدولية (ISS) عندما كانت تدور حول الارض عالماً مشابهاً للمريخ….!!
كتب رائد الفضاء توماس بيسكيه “اعتقدت أنني كنت أدور حول المريخ عندما رأيت هذا المنظر! لا توجد سحابة في الأفق والألوان الحمراء تمتد إلى الأفق”، مضيفا “هكذا أتخيل أن المركبة الجوالة المثابرة كانت ستشهد المريخ وهى تقترب من الهبوط.”
على ارتفاع 250 ميلاً فوق سطح الأرض التقط رائد الفضاء (بيسكه) صورا لعين الصحراء اوكلب الريشات بوابة رواد الفضاء الى الارض بغرب افريقيا وادان موريتانيا.
هذه الاخبار على أهميتها هي حديث الاسرة العلمية العالمية اليوم في حين لا نرى لها ذكرا في الصحف والمواقع الموريتانية وكأن الامر لايعنيها…
من هذا المنبر ونيابة عن فريق الجمعية الوطنية للتأليف والنشر (آفاق فكرية)..
أطالب رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني ان يأخذ زمام المبادرة وينشأ هيأة متعددة الاختصاصات تسهر على تنمية المواقع الجيولوجية والأثرية عموما وقلب الريشات خصوصا مما سيشكل نواة للسياحة الثقافية والعلمية في موريتانيا…
صحيح ان الازمة الحالية انهكت الاقتصاد العالمي عامة والموريتاني خاصة ومنه السياحة ولكن ما سيوفره “قلب الريشات” للدولة على الصعيدين الاقتصادي والعلمي لايقدر بثمن…
يكفي انه من الظواهر الأكثر غرابة على وجه الأرض، وقد صنفته وكالة الفضاء الأمريكية مؤخراً ضمن الظواهر الطبيعية العشر الأكثر غرابة في العالم،.فهو ابرز موقع جيولوجي على العموم. كما أعلنت عن ذلك عدة جهات مختصة..!!
بل يعتبر زيادة على هذا كله المكان الوحيد على الأرض الذي يرشد رواد الفضاء إلى الأرض واليوم نعيش اكتشافا مذهلا بمقرنته بحفرة في كوكب المريخ!!
فهل تلتفت الدولة الى هذا المعلم المحير للعلماء؟
ام انها ستتركه على حاله مكتفية بتلقى معلوماته المدهشة من الاخر؟!