الرئيسية / الأخبار / تقديم كتاب “دين الفطرة: في منهج الفطرة” بقلم المؤلف؛/ المرابط ولد محمد لخديم

تقديم كتاب “دين الفطرة: في منهج الفطرة” بقلم المؤلف؛/ المرابط ولد محمد لخديم

      نزولًا عند رغبة القراء الأعزاء، ونظرًا لنفاد الطبعة الأولى من كتاب “دين الفطرة: استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة إنسانية” من المكتبات العربية والدولية، أقدم لكم موجزًا عن هذا الكتاب الفريد، مع استعراض لبعض الكتابات حوله من جامعات عربية ودولية مرموقة.
   معلومات الكتاب:
   المؤلف: المرابط ولد محمد لخديم
التصدير: الراحل الأستاذ الدكتور محمد المختار ولد أباه، رئيس جامعة شنقيط العصرية.
    الشيخ الدكتور أمين العثماني، عضو اللجنة العلمية والتنفيذية للأكاديمية الهندية في دلهي، الهند.
التقديم: الأستاذ الدكتور أحمدو ولد محمد محمود، رئيس قسم مشروع الدكتوره الفيزياء، بكلية العلوم والتقنيات جامعة نواكشوط العصرية، والمفكر الإسلامي سمير الحفناوي من جمهورية مصر العربية.
الطبعات:
– الطبعة الأولى: الأكاديمية الهندية بدلهي، سنة 2010م
– الطبعة الثانية: دار المعراج، دمشق/بيروت، سنة 2014م
محاور الكتاب:
    يُعالج الكتاب عدّة نقاط هامة تتعلق بالمفاهيم الفكرية والحضارية التي شكلت تحديات كبيرة في العقود الأخيرة. يعكس النص رغبة الإنسان الفطرية في الوصول إلى الحقائق والتجاوز عن السطحية الحسية إلى العمق المعرفي..
من خلال التطرق إلى مفاهيم مثل “النظام العالمي الجديد”، و”صدام الحضارات”، و”حوار الحضارات بمقارنة موضوعية بين العالمين الإسلامي والغربي.
     استنادا إلى ملاحظات التي ذكرها الدكتور محمد عابد الجابري حول مفهوم “حوار الحضارات” وكيفية توظيفه من قبل العالمين الغربي والإسلامي، مشيرًا إلى التركيز غير المتكافئ على الإسلام في هذا الحوار على حساب ديانات وثقافات أخرى.
وبهذا، يتساءل عن مدى موضوعية وتحيز الطرح الغربي في هذا السياق!!
     مستعرضا تاريخ انتقال الحضارات والمعرفة من الحضارة الإسلامية إلى الغرب، ودور العرب والمسلمين في نقل الحضارة اليونانية والفارسية والهندية إلى أوروبا.
     وقد ترجم لاحقا في مايعرف بمفهوم “الشعوبية” وكيفية تأثيرها على الحوار الثقافي داخل الحضارة الإسلامية، مما أدى إلى منافسة فكرية مثمرة بين الثقافات المختلفة.
ان الحضارة الإسلامية، التي تستند إلى الفكر، تختلف جذريًا عن الحضارات الأخرى، سواء كانت غربية أو قديمة.
ان شمولية الإسلام الذي يعترف بالعلم والقوة السياسية كجزء من أدوات الحضارة، يضع الأسس المتينة لحضارة متجددة لا تشيخ.
     في هذا المجال يجب تصحيح خطأ شائعا في البحوث الفكرية والأكاديمية يتمثل في تناول الدين على أنه “مشكلة موضوعية”؟!
     ان الدين الاسلامي يمثل حقيقة ثابتة تختلف في أشكالها المقبولة، لهذا يجب دراسة الدين بمقاييسه المثالية كحقيقة وليس بتطوراته التاريخية والاجتماعية فحسب.!!
ثم التأمل في العلاقة بين الدين والمدنية، وكيف يؤثر تجريد الدين من الحضارة على مصيره في العالم.
ومن الخطأ للاتجاه الذي يتبعه البعض في اختزال الدين إلى مجرد عقيدة، دون الإلحاح على تطوير حضارة خاصة تتماشى مع تعاليم هذا الدين.
    الفكرة هنا تتناول كيف أن الحضارات المختلفة قد تؤثر على الهوية الدينية والقومية، من خلال استيراد نماذج حضارية غريبة دون فهم شامل للعقائد الفلسفية التي تقف وراءها.
النص يتناول أيضاً المقارنة بين العقلية الغربية والشرقية من خلال تحليل أدبي وفلسفي وعلمي، حيث يبرز الاختلاف في الرؤية إلى الكائن الإنساني.
العقلية الغربية، تميل إلى الرؤية التحليلية الكمية، بينما العقلية الشرقية الى الرؤية الكلية الكيفية.
     ويُعتبر هذا التمايز جذرياً في فهم الإنسان ووظيفته في الوجود.
النص يستعرض أيضاً أثر الفكر المادي على الحضارة الغربية، وكيف تم تأسيس هذه الرؤية منذ عصر النهضة وما بعده مع ديكارت وجاليليو، مما أدى إلى تطور العقلية الغربية نحو سيطرة العقل على الطبيعة واستغلالها.
      هذا الفكر أثر على كيفية تعامل المجتمع الغربي مع الإنسان بوصفه “حيواناً اقتصادياً” محكوماً بمعايير الحساب النفعي، كما يظهر في النموذج الاقتصادي الرأسمالي.
      ينتقل النص إلى الحديث عن الفلسفة والفيزياء الحديثة، وكيف أن استيراد الآلات العلمية الغربية لا يمكن أن يحدث دون استيراد العقلية الفلسفية التي أنبتت هذه العلوم.
وهو ما يثير تساؤلاً حول مدى استقلالية الفيزياء عن الفلسفة، مشيرا إلى أن الفيزياء الحديثة لا يمكن فصلها تماماً عن الفلسفة، وأنها تستند إلى فرضيات فلسفية عميقة قد تؤثر على القيم الاجتماعية والعقلية!!
     النظرية التي قدمها العلامة محمد عنبر وقد عرضنالها في هذا الكتاب لأول مرة في تاريخ العلوم والفلسفة!! تركز على فكرة “الشيء في نقيضه”، وهي مبدأ يمكن استخدامه لفهم الكثير من الظواهر في الوجود، سواء كانت فيزيائية أو لغوية. يُعنى هذا المبدأ بأن كل شيء يحتوي في ذاته نقيضه، وأن التفاعل بين الشيء ونقيضه هو ما يخلق الحركة والتطور في الوجود.
في حالة الألفاظ اللغوية، يشير عنبر إلى أن الكلمات تتألف من حروف تحمل في طياتها نقيضًا لها. مثلًا، في الكلمة “در”
(والتي تشير إلى عملية خروج اللبن من الضرع)، الحرف “د” يمثل بداية الحركة، وهي عملية الاحتباس التي تحول دون خروج اللبن، في حين أن الحرف “ر” يمثل إطلاق هذه الحركة، أي تدفق اللبن. هذه الديناميكية بين الاحتباس والانطلاق تعكس تناقضًا داخليًا يحكم العملية بأكملها.
    وعلى هذا الأساس، يرى عنبر أن كل الألفاظ التي تصف عملية معينة تحتوي ضمنيًا على نقيضها، كما هو الحال في مثال “در” و”رد”. “در” يشير إلى العطاء والانطلاق، في حين أن “رد” يشير إلى الامتناع والاحتجاز.
    كلاهما يمثلان جوانب متناقضة لعملية واحدة، مما يعكس مبدأ “الشيء في نقيضه”.
    مستشهدا بقوله تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) الذاريات/ 49 . }
      هذا المبدأ يمتد أيضًا إلى الظواهر الفيزيائية، مثل العلاقة بين الفعل ورد الفعل في الفيزياء، حيث لا يمكن أن يحدث فعل دون رد فعل معاكس ومساوٍ له.
    في هذا السياق، يمكن فهم العالم على أنه مكون من أزواج متناقضة تتفاعل مع بعضها البعض، مما يخلق الحركة والتغيير في الوجود.
      بذلك، تقدم نظرية محمد عنبر إطارًا لفهم العلاقة بين الفكر والمادة، اللغة والوجود، على أنها علاقة مبنية على التفاعل بين الأضداد.
    هذه النظرية، رغم تعقيدها، تفتح آفاقًا جديدة لفهم الكيفية التي يُبنى بها الوجود ويتفاعل بها كل شيء ضمن نظام شامل يربط بين المتناقضات.
    النص في مجمله يعبر عن تساؤلات عميقة حول كيفية التعامل مع الفكر الغربي والعلوم الحديثة من منظور حضاري وديني مميز، ويطرح السؤال الكبير:
هل يمكننا قبول النظريات العلمية والفلسفية الغربية كما هي، أم يجب علينا إعادة تفسيرها بناءً على منظومتنا القيمية والفلسفية؟
   ردا على هذا التساؤل سنوظف فلسفة اللغة ونظرية محمد عنبر حول الثنائيات اللغوية والمفاهيم المتناقضة التي تنبني عليها اللغة والوجود.
     والتي تتعلق بشكل أساسي بالتناقض والتضاد الموجود في كل شيء في الوجود، سواء في اللغة أو في الطبيعة، وكيف يمكن أن نفهم الأشياء من خلال نقيضها.
في هذه الفلسفة، ينظر إلى الكلمات والأفعال والظواهر على أنها تحتوي على نقيضها الداخلي، مما يجعلها زائدة وناقصة في نفس الوقت.
    هذه الفكرة تتوافق مع بعض النظريات القديمة والمعاصرة في الفلسفة والعلم، حيث يتم التعامل مع الظواهر بوصفها جزءًا من ثنائية متناقضة تتفاعل مع بعضها البعض، مثل الموجب والسالب، والتجمع والتفرق، والفعل ورد الفعل.
تتجاوز الرياضيات القوانين الثابتة لتشمل الأبعاد التجريدية والتناقضية التي تحدد كيفية تعاملنا مع الأعداد والكيانات الرياضية.
    كما توضح، القيم المطلقة تجرد الأعداد من إشاراتها، مما يعكس كيف يمكن فهم القيم في سياقات مختلفة، بين الزيادة والنقصان. المعادلة \(4 – 4 = 0\) تبرز أن القيمة يمكن أن تكون متناقضة في ذات الوقت، وأنه في الرياضيات كما في الواقع، يمكن للأشياء أن تتواجد في حالات متعددة وتتناقض مع بعضها البعض، مما يعكس الطبيعة الديناميكية والمتغيرة للوجود.
ما يثير الاهتمام هو كيف يمكن استخدام هذه النظرية لفهم اللغة بشكل أعمق، حيث يشير إلى أن أصل الكلمات قد يحتوي على معانٍ تتجاوز الاستخدام اليومي للغة، وربما تحمل في طياتها مفاهيم فلسفية أو علمية دقيقة.
    ولعل من أفضل السبل لمعرفة تاريخ الحرف ما يؤرخ به الحرف نفسه
(فسُر كل شيء كامن فيه).
     وما نعرفه من الألفاظ أنها هذا البيان الذي في لساننا وبين أيدينا. والبحث عنها في غيرها نقل للتجربة من واقعها الحي إلى الفكر البحت وفصل للعملي عن النظري.
  ونأتي الأمور من أبوابها حين نبحث عن الشيء في الشيء ذاته.
وما تحمله الألفاظ في أذهاننا من معان بعينها، مقيدة بها، لا تخرج عنها، فهي سجينة فيها, فإذا أردنا أن نتعرف صلتها بالصور الأخرى التي في المعجمات، أو التي استعملها غيرنا في كل زمان ومكان، حالت هذه المعاني القائمة في أذهاننا، دون إمكان التعرف عليها, وتقطعت بنا سبل الوصول إليها. وإذا وقفت في المعجمات على الأصل في معنى اللفظ فسرعان ما تهمله، وتعود الصور المألوفة للألفاظ إلى حجبه من جديد، والحلول مكانه، والإنسان كما يقول ابن خلدون: (ابن عاداته ومألوفه)، فنعود إلى التجربة من جديد..
    أن أي عدد أو رمز إنما هو ناقص زائد في وقت واحد.
    فمثلا: إذا نظرت إلى المعادلة [9=9] وأردت أن تقيمها على مثل قيام كل من (در) و (رد) في الأخرى، فإنك تجد أن السبب في قيام كل من (در) و (رد) في الأخرى في صورة مقلوب، هو أن كل منهما نقيض للأخرى مبني ومعنى.
    فإذا مضيت بالمعادلة [9=9] إلى المعادلة [9-9]=0 تبين لك أن السبب في اجتماع التسعتين معا في طرف واحد يرجع إلى قيام التناقض بينهما.
    غير أن المعادلة [9-9=0 ] لم تكن قد وصلت, بعد إلى مثل الحال التي عليها كل من (رد) أو (در) لمقلوبها ونقيضها القائم في ذاته، وعلى هذا فلا بد من كتابة (±9) أو (±9). وعلي هذا تصبح التسعة ناقصة زائدة، أو زائدة ناقصة في آن واحد كما أسلفنا.
((هذا إذا أردنا له أن يمثل الشيء في الواقع. فقلمي هذا الذي أكتب به يخرج من حيز ينقص منه إلى حيز يزيد فيه، وإذا أردت أن أصف حركته هذه فلا بد من وصفها بأنها حركة ناقصة زائدة في وقت واحد، لأنها نقصت من حيز وزادت في آخر.
وهكذا.. ينطبق هذا بإصطناع منطق الجدل، في الثنائي كثيرا وفي الثلاثي قليلا: فحركة الجدل في الثنائيات أوضح وأجلى منها في الثلاثيات، فالثنائي هو الأصل في العربية، والخلية الأولى موطن التشابه الأول بين الأحياء.
    فصول الكتاب: يحتوي على أفكار فلسفية ودينية متعلقة بمفاهيم الحداثة، العقل، الفطرة، والروحانية. يقدم الكتاب تحليلاً عميقاً للعلاقة بين الإنسان وبيئته، العقل والدين، واللغة والمعرفة.
الفصول تسلط الضوء على مواضيع معقدة مثل الحداثة وتأثيرها على معنى الإنسان،
 نقد الفلسفات الحديثة، وأهمية الفطرة في فهم الحقيقة الإلهية.
كما تتناول الفصول العلاقة بين اللغة والعقل، وعلاقة اللغة بالدين، بالإضافة إلى دراسة معمقة لمفاهيم الروح عبر تاريخ الأديان والفلسفات المختلفة حسب الآتي:
1. الفطرة والبحث عن الحقيقة:
– يتناول الكتاب مفهوم الفطرة الإنسانية ورغبتها العميقة في الوصول إلى الحقائق. الفطرة هنا تُقدَّم كآلية طبيعية تقود الإنسان للتعمق في المعارف والتجاوز عن السطحية الحسية للوصول إلى المعنى الأعمق للوجود.
2. النظام العالمي الجديد وصدام الحضارات:
– يناقش المؤلف مفاهيم “النظام العالمي الجديد” و”صدام الحضارات”، مقارنًا بين العالمين الإسلامي والغربي.
يُظهر الكتاب التحيزات الغربية في التعامل مع الإسلام ويستعرض تاريخ انتقال الحضارات والمعرفة من الإسلام إلى الغرب، مع التركيز على دور المسلمين في نقل العلوم والفلسفات القديمة إلى أوروبا.
3. الفرق بين الحضارات:
– يشير الكتاب إلى الاختلاف الجذري بين الحضارة الإسلامية، التي ترتكز على الفكر والعلم، والحضارات الغربية القديمة.
كما يؤكد أن الإسلام يعترف بالعلم والقوة السياسية كجزء من الحضارة، مما يجعله حضارة متجددة لا تشيخ.
4. الدين والمدنية:
– يطرح الكتاب فكرة العلاقة بين الدين والمدنية، محذرًا من محاولة تجريد الدين من دوره الحضاري.
يشدد المؤلف على أهمية دراسة الدين بمقاييس مثالية وعدم اختزاله في العقيدة فقط دون الأخذ بعين الاعتبار تطوراته التاريخية والاجتماعية.
5. الفلسفة والفيزياء:
– يبرز الكتاب العلاقة بين الفلسفة والفيزياء الحديثة، مشيرًا إلى أنه لا يمكن فهم الفيزياء بمعزل عن الفلسفة. يستعرض المؤلف النظرية التي قدمها العلامة محمد عنبر حول مفهوم “الشيء في نقيضه”، كآلية لفهم الظواهر في الوجود.
6. اللغة والتناقضات:
– يتعمق الكتاب في تحليل اللغة من خلال نظرية الثنائيات اللغوية، مستعرضًا كيف أن الكلمات والأفعال تحتوي ضمنيًا على نقيضها الداخلي.
مستخدما أمثلة من اللغة العربية لفهم التناقضات الداخلية في الكلمات وعلاقتها بالوجود.
7. الرياضيات والوجود:
– يتناول الكتاب الرياضيات ليس فقط كعلم ثابت ولكن كأداة لفهم الأبعاد التجريدية والتناقضية في الوجود.
يناقش المؤلف كيف أن المعادلات الرياضية يمكن أن تعكس الطبيعة الديناميكية والمتغيرة للوجود.
8. لفطرة والعقل:
– يستعرض الكتاب العلاقة بين الفطرة والعقل، مؤكداً على أهمية الجمع بينهما لفهم الذات والعالم.
يشير المؤلف إلى أن الفطرة تخلق توازناً بين العقل والعاطفة، مما يساعد الإنسان في تحقيق السلام الداخلي والتوافق مع الكون.
     الكتاب يجمع بين الفكر الفلسفي و النظريات العلمية، والتأملات الدينية، بهدف تقديم رؤية شاملة تجمع بين العقل والإيمان، وتقديم حلول للعقدة الكبرى التي تواجه الإنسان في بحثه عن الحقيقة.
      الكتاب يبرز مجموعة من الأفكار حول العلاقة بين العقل والعاطفة في رحلة الإنسان نحو معرفة الله وتحقيق السلام الداخلي.
       يُظهر النص تأملات في الفطرة الإنسانية وأهمية الجمع بين العقل والعاطفة في فهم الذات والعالم من حولنا، ويسلط الضوء على الدور الكبير الذي تلعبه الفطرة في توجيه الإنسان نحو الله.
يناقش النص كيف أن الإنسان يحمل في داخله فطرة تقوده نحو البحث عن الله، وكيف أن هذا البحث يرتبط بإشباع الحاجات الروحية التي لا يمكن للعلم أو الفلسفة وحدهما أن يلبياها.
كما يشير إلى أن الفطرة توجه الإنسان إلى الله وتمنحه الشعور بالطمأنينة والسكينة، وهو ما لا يمكن الوصول إليه إلا من خلال إيمان عميق بالله.
     يعزز النص فكرة أن الفطرة تخلق توازناً بين العقل والعاطفة، حيث يكون العقل موجهًا، والعاطفة محركًا. هذا التوازن هو ما يحقق للإنسان السلام الداخلي والتوافق مع الكون من حوله.
هذا الطرح المتأمل يعكس نظرة عميقة لفهم الإنسان والكون، ويبرز أهمية الفطرة والإيمان في حياة الإنسان، مما يمكن اعتباره دعوة للتأمل والتعمق في النفس وفي علاقتها بالخالق.
الكتاب يدعو إلى إعادة التفكير في كيفية التعامل مع الفكر الغربي والعلوم الحديثة من منظور حضاري وديني، مؤكدًا على ضرورة إيمان متكامل وشامل يجمع بين العقل والإيمان والعمل ، والعقل والعاطفة في رحلة الإنسان نحو معرفة الله وتحقيق السلام الداخلي.
      يقدم رؤية تتجاوز الصراعات بين العلم والدين، مؤكداً أن كلاهما يمكن أن يتعايشا ويندمجا في إطار الفطرة الإنسانية لتحقيق فهم أعمق للوجود.ليعيش الإنسان في وئام مع نفسه ومع العالم.
يُعتبر كتاب دين الفطرة استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة انسانية مساهمة هامة في الفكر المعاصر، حيث يسعى إلى تقديم إجابات متعمقة للتحديات الكبرى التي تواجه الإنسان في بحثه عن الحقيقة من خلال منهج الفطرة.
وهذا هو دين الفطرة الذي يضمن للانسان سعادة الدارين الدنيا والآخرة.
      لقد حظي الكتاب باهتمام كبير في الأوساط الأكاديمية والدينية، وتمت الإشادة به من قبل شخصيات علمية مرموقة مثل الراحل العلامة الدكتور محمد المختار ولد أباه، رئيس جامعة شنقيط العصرية، والشيخ الدكتور أمين العثماني، عضو اللجنة العلمية والتنفيذية للأكاديمية الهندية بدلهي، وكذلك المفكر الإسلامي سمير الحفناوي من جمهورية مصر العربية، والأستاذ الدكتور أحمدو ولد محمد محمود رئيس مشروع الدكتوراه بكلية العلوم والتقنيات جامعة أنواكشوط العصرية مما يعكس قيمته العلمية والفكرية العالية.

الملخص:
       يشير النص إلى رؤية شاملة تتناول العلاقة المعقدة بين الدين، الحضارة، والفكر الإنساني.
يتميز النص بالتركيز على التحديات الفكرية والحضارية التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث، مع تقديم نقد وتحليل للمفاهيم مثل “صدام الحضارات”، “حوار الحضارات”، والتأثيرات المتبادلة بين العالمين الإسلامي والغربي.
     ما يبرز في النص هو استخدام مفهوم “الفطرة” كمرجعية لفهم علاقة الإنسان بالعالم من حوله، وكيفية تحقيق توازن بين العقل والعاطفة في الوصول إلى الحقيقة.
النص يعكس تأملات في الفطرة الإنسانية، وأهمية الإيمان بالله كسبيل لتحقيق السلام الداخلي، ويقدم نقدًا للفلسفات المادية الغربية التي تركز على التحليل العقلي والسيطرة على الطبيعة، مقارنة بالفكر الإسلامي الشامل الذي يربط بين المعرفة والإيمان.
    بالنسبة لنظرية محمد عنبر حول “الشيء في نقيضه”، يظهر النص تأملاً عميقًا في العلاقة بين اللغة والوجود، حيث يقدم مفهومًا فلسفيًا حول الثنائية والتناقض الذي يحكم الأشياء.
هذا المبدأ يمكن أن يكون مفتاحًا لفهم العديد من الظواهر ليس فقط في اللغة، ولكن أيضًا في الفلسفة والعلم.
النص يطرح تساؤلات حول كيفية التعامل مع التحديات الفكرية والحضارية من منظور إسلامي أصيل، مع تسليط الضوء على أهمية العودة إلى الفطرة لتحقيق توازن حقيقي في حياة الإنسان.
     يُعتبر هذا الكتاب مساهمة هامة في الفكر المعاصر، حيث يسعى إلى تقديم إجابات متعمقة للتحديات الكبرى التي تواجه الإنسان في بحثه عن الحقيقة من خلال منهج الفطرة.

شاهد أيضاً

عندما يتحقق حلم مؤلف/ المرابط ولد محمد لخديم

          عندما يتحقق الحلم، يكون ذلك إنجازًا يشهد على الجهد والتفاني …

اترك رد