عالدكتور/ بمب ولد محمد محمود المدير الجهوي للصحة باترارزة.
عضو مؤسس بالجمعية الوطنية للتأليف والنشر.
ما أكثر ما يكتب هذه الأيام عن حمى الوادي المتصدع حتى أصبح البعض يظن أنه يعيش في وباء لا مفر منه, وبرزت الشاعات والأراجبف في مجتمع بهتم كثيرا باالقيل والقال…
ومن هذه الشاعات المقرضة يمكن أن تكلف البلاد والعباد تكاليف أجتماعية واقتصادية ..باهظة…عن قصد أوغير قصد…
وغاب عن هؤلاء الحكمة والتريث ولم يتكلفوا عناء التمييز بين الأخبار الصادقة وتلك الكاذبة.وهنا نتسائل ماذا بقي للموريتانى اذا منع اللحم واللبن ؟ هل بهذا نسحب البساط من خطورة المرض كلا !
فالمرض خطير جدا ويجب التغلب عليه بتثقيف الناس به.وهذا ماأردنا أن نبينه بصفة مختصرة حتى يستفيد الجميع.
نبذة عن تاريخ ظهور هذه الحمى في العالم
لقد ظهر هذا المرض في كينيا عام 1912م ولكن الفيروس المسبب له لم يكتشف الا في عام 1931م في وادي كينيا حيث اطلق عليه اسم ذلك الوادي واصبح اسمه منذ ذلك الوقت (حمى الوادي المتصدع).
1- الأماكن التي يتواجد فيها هذا المرض:
يوجد هذا المرض عموما في مناطق شرق وجنوب افريقيا كما ظهر في أماكن أخرى من العالم مثل السعودية ومصر واليمن ومدغشقر والصومال….
أما بالنسبة لبلادنا موريتانيا فكان أول ظهور لهذا المرض سنة 1987م في الترارزة. ثم بعد ذالك في الحوضين سنة 1989م
2012م، في ولاية آدرار، بلدية أطار و أوجفت..
أما في هذه السنة فظهرت حالات متفرقة في بعض المناطق وخاصة في تكانت ..
ينتشر هذا المرض عادة في السنوات المطرية التى تأتي بعد سنوات الجفاف…
تعريف حمى الودي المتصدع:
حمى الوادي المتصدع هي نوع من الحمى الحادة تسببها الفيروسات، وتصيب هذه الحمى الحيوانات الاليفة مثل: (البقر والغنم والجاموس…) كما تصيب الانسان.
ويكثر هذا المرض في فترة كثرة الامطار والفيضانات حيث يتضاعف الباعوض والحشرات الناقلة للمرض.
أسباب المرض .
يسبب هذا المرض فيروس يظهر في فترة كثرة الامطار والفيضانات والرطوبة وأماكن كثرة الحيوانات الأليفة حيث تتكاثر الحشرات والباعوض.
2- أعراض المرض عند الانسان:
أ- فترة الحصانة لهذا الفيروس تمتد من واحد – الى ستة ايام و يظهر على ثلاثة مراحل هي:المرحلة الأولى:
– لا تظهر على الشخص اية اعراض تمثل 50% تقريبا.
– المرحلة الثانية: تظهر على الشخص المصاب أعراض خفيفة (حمى خفيفة، تعب شديد، صداع، آلام المفاصل والعضلات) وتختفي هذه الاعراض في فترة اربعة الى خمسة ايام بدون مضاعفات.
– المرحلة الثالثة: وهي المرحلة الخطيرة جدا ولكنها نادرة ولله الحمد وتمثل عادة نسبة 1% وأعراضها:
· حمى شديدة مصحوبة باضطرابات كبدية. نزيف دموي(الرعاف, نزيف عن طريق الفم…)
· التهاب في الدماغ يمكن أن يؤدي الى صداع وغيبوبة أو تشنجات قد تؤدي الى فقدان البصر.
ملاحظة:
التشخيص الحقيقي لهذا المرض لا يتم الا عن طريق الفحص المخبري.
3- طرق انتقال المرض الى الانسان:
ينتقل هذا المرض من الحيوان الى البشر عن طريق ملامسة أعضاء الحيوانات المصابة أو أنسجتها أو دمها أو أكل لحمها بدون طهي جيد أو شرب اللبن غير المعقم للحيوانات المصابة بالمرض أو استنشاق الفيروس على شكل رذاذ خلال ذبح الحيوانات المريضة أو تشريحها.
كما ينتقل عن طريق لدغ الباعوض المصاب بالفيروس.
ومن الملاحظ أنه حتى الآن لم يثبت نقل العدوى من شخص الى آخر لكن يجب توخي الحذر ومراعاة جميع وسائل الوقاية خاصة عند معاينة المريض او الاحتكاك به…
وفي هذه السنة وبعض ظهور حالات للمرض اتخذت وزارة الصحة اجراءات وقائية غير مسبوقة للحد من هذا الوباء من رش للبعوض عن طريق الجو وعن طريق البر.. وحملات التحسيس حول خطورة المرض وانتقاله ووسائل الوقاية منه…
اورغم ان هذه الحملة مخصصة اساسا للقضاء على وسائل نقل الملاريا والكوليرا الا أنها في نفس الوقت وسيلة ناجعة لمكافحة حمى الوادي المتصدع حيث ثقضي على البعوض الناقل لهذا المرض و تستهدف هذه الحملة ولايا ت لبراكنة,كوركول,كيديماغا,لعصابة, الحوض الشرقي الحوض الغربي,تكانت اترارزة, ..وقد أتت هذه الحملة أكلها حيث قللت الاصابات لذا نرجو من الدولة أن تكرر هذه الحملات حتى تقضي على المرض نهائيا…
4- العلاج
العلاج أساسا عرضي (علاج أعراض المرض مثل الحمى وآلام الرأس) وعليه فإن الوقاية هي السبيل الوحيد لتفادي هذا المرض الخطير. كما يقول المثل “الوقاية خير من العلاج”.
5- الوقاية:
للوقاية من هذا المرض يجب فحص الحيوانات قبل ذبحها ومكافحة الباعوض والحشرات الماصة للدم بواسطة المبيدات واستعمال الناموسيات المشبعة.
– عدم استعمال اللحوم الغير مطهية جيدا
– الامتناع عن شرب الالبان قبل غليها جيدا في المناطق الموبوءة.
-الامتناع عن ملامسة الدم الملوث أو انسجة الحيوانات المصابة.
– حذر نقل الحيوانات من المنطقة الموبوءة قبل فحصها.
– تشديد الرقابة على المسالخ ومراقبة أسواق الحيوانات.
– تطعيم الحيوانات.
ملاحظات:
لا يوجد تطعييم للانسان حتى الآن ضد المرض.
إلا أنه قد يكتسب مناعة من المرض إذا أصيب به وشفي منه.