دين الفطرة:استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة انسانية,المرابط ولد محمد لخديم,تصدير الأستاذ الدكتور محمد المختار ولد أباه, رئيس جامعة شنقيط العصرية والشيخ الدكتور أمين العثماني عضو اللجنة العلمية والتنفيذية للأكاديمية الهندية بدلهي الهند,تقديم:الأستاذ الدكتور:أحمدو ولد محمد محمود,رئيس قسم الفيزياء بكلية العلوم والتقنيات جامعة أنواكشوط,والمفكر الاسلامي,سمير الحفناوي جمهورية مصر العربية,الطبعة الأولى الأكادمية الهندية بدلهي سنة 2010م الطبعة الثانية:دار المعراج,دمشق/بيروت سنة 2014م.
ما الغاية من هذا الوجود؟… من أين جئنا وإلى أين المصير؟… لماذا تشتغل بالعيش ونخوض غمار الحياة؟…
أسئلة كبرى يتذكرها الإنسان أحياناً ويغفل عنها أحايين كثيرة، ومع ذلك فهي لبّ كل ما عرفه التاريخ من ديانات ومعتقدات ومذاهب وحضارات وفلسفات وضعية أو متفرعة عن المعارف الإلهية… وعندما أشرق على الناس صوت العلم الحديث منذ ثلاثة قرون، ولفَّ الأرض ضجيج الحضارة المعاصرة، تهاوت الخرافة وأصبح العقل سيد المعارف، وانبهر الناس بتتالي الإكتشفات وتطورت الحياة وتعقد، وازدهرت الماديات، وأطلق الإنسان العنان لنفسه حتى قال البعض إن “الدين أفيون الشعوب” وإنه “لا إله والحياة مادة…” ورغم تطور العلم ورقي الإنسان تباعدت في تناقض عجيب المسافة بينه وبين كل ما لا يوجد من حوله أو تحكمه قوانين العلم المنظور، ونسي أو تناسى الأسئلة الكبرى التي كان عليه أن يستفيد من العلم ونهضته للحصول على أجوبة شافية لها؟؟.
ولم تعد الديانات والفلسفات المسكونة بالخرافة قادرة على إسماع صوتها في عالم بهره العلم وشغلته المادة، وانشغلت الديانات الكبرى العتيقة بنفسها: البوذية بالفناء الكلي عن الماديات، واليهودية بالعودة إلى أرض الميعاد، والمسيحية بالصراع بين قوة الكنيسة والقوة العلمانية.
أما المسلمون فانكفأوا بين منسلخ من جلده منبهر بما وصل إليه الآخر العربي من حضارة ورقي، وجامد بل متجمد على منهجه التقليدي في الدفاع عن دينه ومعتقده بأدوات وأساليب لم يعد العصر قادراً على سماعها، وتباعدت الهوة مع الزمن بين ما يقدمه المسلمون للعالم وما يمكنهم أن يقدموا له علماً وعقلاً وفلسفة وقيماً وحضارةً…
ولأن الله تعالى يأبى إلا أن يتمّ نوره، ويقيض لهذه الأمة كل قرن من يجدد لها ما اندرس من دينها أو ينشئ لها ما تحتاجه من علوم ومناهج تنافح به كيانها وسبيلها، فقد ظل الإسلام نقياً قوياً، طرياً رغم تبدل الأزمان، صلباً رغم ما يعتريه أحياناً من هوان.
وكان مما أتحف الله عزّ وجلّ به العالم في هذا العصر، وأمدّ به الإسلام في كل مصر هذا الكتاب الجديد الذي استنطق مكنون مناهج الحضارة الغربية بلسانها، وغزاها في عقر دارها، وكشف خباياها وأنار طريق المعرفة فيها بذات السلاح الذي استخدمته للسيطرة على عقول الناس…
متناولاً دين الفطرة بأدلة وبراهين: لغوية وعلمية وفلسفية ودينية، محاولاً بذلك الجواب على الأسئلة الكبرى التي نسيها أو تناساها العلم الحديث عن قصد أو غير قصد، فاليقين والإطمئنان لطف سماوي ينبغي أن يغمر بنوره ليس بعض النفوس المؤمنة المنتخبة والمصطفاة فقط، بل كل الأجساد والأرواح القلقة التواقة إلى الراحة الأرضية والنعيم الرباني.
متوفر عند مكتبات عربية ودولية خاصة مكتبة جرير من خلال الرابط