طريق الحق: مدخل علمي الى الايمان(19)/المرابط ولد محمد لخديم

لا أساسا من أساس النقاش الحي النابع من التجربة المعاشة. ولذلك يعجز هذا الكلام من إقناع ملحد، حديث بخطئه، لأن أسباب إلحاده ليست من موضوعات الكلام، فالجدل الحديث لا يناقش حول الجوهر والعرض، ولا حول القدم والحدوث، وإنما هو يناقش حول حتمية المادة، ووجود المادة الواقعية والمادة العقلية، والعلاقة بين المادة والحركة، حيث ينتهي كل موجود مادي في حقيقة إلى حركة، والاحتمالات الرياضية لتأثير الصدفة في نشأة الكون، وامتداده، وحتمية التطور. وحقيقة الوجود في ضوء الإدراك الجديد لنسبية الظواهر الكونية وأهمها الزمان، ذالك البعد الرابع الذي كشفه، اينشتاين…
ولقد أصبح من الضروري على علمائنا وفقهائنا ،إعادة النظر في جميع الأحكام الشرعية السابقة، المبنية على حقائق لم تعد مسلمة ليبينوا للناس أمور دينهم، وينبذوا منها ما ليس له رصيد من هداية الله في مجتمع يحرص على تبرير سلوكياته في إطار التشريع الإسلامي، رغم أن أكثرية تلك السلوكيات لا تمت للإسلام بصلة ..
هذا وبتشخيص هذه المفاهيم التي هي جزء من ثقافتنا نرى أن الطائفتان:الزوايا وحسان كانتا تعيشان نوعا من الحرب الخفية التي تغذيها فتاوى شرعية مرحلية يجب أن تراجع مثل قضايا التكفير والتحريم والتفسيق والتبديع حتى لاتكون أساسا لفرقة جماعة واحدة تجمعها العقيدة والأحكام الشرعية..
ولا تزال إلى يوم الناس هذا تظهر من حين لآخر في قضايا الزواج والمعاملات..!! ولكن بطرق خفية محترسة!؟, في ظل غياب اجتهاد جديد من علماء الأمة, الذين يبدوا أنهم وصلوا إلى مرحلة من الوهن والعزوف عن التحصيل المعرفي لما يتطلبه من جهود مضنية, مكتفين بالاجتهادات والفتاوى الجاهزة, المأخوذة عن السلف, رغم تغير الزمان والمكان وما ينجر عن هذا التغير في الوسائل والأحوال !!.
لذا نأمل من فقهائنا المعاصرين, بأن يأخذوا من السلف اجتهادهم في صنع عصرهم, من خلال اهتمامهم بالوقائع والمستجدات, حتى يبدعوا لنا ثقافة تستجيب لمتطلبات عصرنا وطموحنا وأن لا نظل ثقافة الماضي الأعزل ونحن نعيش في عالم الدول والأمم والقارات.
لاشك أن الشعب الموريتاني أصبح منذ قرون موجد اللهجة والتاريخ, إلا أن آثار الحدث الكبير الذي أسس لتلك الوحدة لا يزال ينعكس في اللغة التي نتكلم بها فما هو هذا الحدث؟ يرى المؤرخون أن هذا الحدث يرجع إلى أيام هجرة القبائل العربية(27) إلى هذه الديار حيث ستشهد هذه المنطقة الكثير من الحروب كان من أهمها حرب شربب التي حاول بعض المؤرخين أن يعطوها مبررات وتأويلات دينية فان الأمر اليوم لم يعد يعرف هذا النوع من التمايز والتراشق بالألقاب الدينية فأنت في مجتمع من كانوا يقال أنهم يحملون لواء الإسلام قد تجد فيهم مسلكيات يأباها الشرع وفي نفس الوقت تجد في الجانب الآخر من يتميزون بسلوك إسلامي نادر أمثال: محمد لحبيب وأحمد ولد أمحمد… على سبيل المثال للحصر…
وعلى هذا الأساس فان جميع الفتاوى الصادرة عن الجيل الحديث المبنية على تصورات فكرية مغلوطة أو موهومة يجب أن تبنى على مسلمات مقبولة وهذا مايقتضي فتح مدرسة جديدة لمراجعة التصورات والتصديقات والفتاوى المبنية على ذالك…
قد يقول قائل أن هذا ارتكاس ورجعة بل يقول البعض أنه تحطيم لما وضعه جيل فقهائنا الراحلين واليسمحلي الجميع بأن أراجع مسلمة عند الجميع ومقبولة عندهم وهي أن الرجوع إلى الحق أحق ولا مكانة للأقدمية إذا كانت ضعيفة كما لاعار في المستحدثات إذا كانت قائمة على مسلمات وهنا نقف على عتبة التجديد الشجاعة القائمة على مراجعة معارفنا لنفض عنها الغبار ولنضعها في موازن الصدق حتى يتبين الحق والله ولي التوفيق..يتواصل….

شاهد أيضاً

دين الفطرة في منهج الفطرة؛ ماذا قيل فيه؟!(الجزء الأخير) المرابط ولد محمد لخديم

يقول الأستاذ الدكتور: محمد سيديا ولد خباز المدير العام للمدرسة العليا للتعليم رئيس جامعة أنواكشوط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *