الابداع في موريتانيا: بين التشجيع والتثبيط!!/ المرابط ولد محمد لخديم

 

دون الدكتور الشيخ معاذ سيدي عبد الله عن المبدعين   وكونهم يعيشون ويموتون من دون ذكر أسمائهم متسائلا : لماذا لا نذكر محاسن الناس وإنجازاتهم، ولا نشيد بعبقريتهم وأخلاقهم إلا عندما يغادرون الحياة؟..).
   وقد كتبت مقالا حول هذا الموضوع بعنوان: هل قدر للمبدع الموريتاني الا يذكر في بلده الا بعد رحيله؟
https://avaghfikria.info/archives/1632
   حاولت ان أظهر من خلاله مايعانيه المفكر أو المبدع في هذه البلاد من اهمال وتهميش وهم كثر وعلى رأسهم عالم الرياضيات الراحل لبروفيسور يحي ولد حامد وقد حدثني عن معاناته رحمه الله…!!
    من خلال الردود الكثير ة التي وردت الي لاحظت أن هذه الظاهرة ليست خاصة بموريتانيا فقط بل في مجتمعنا العربي كله…!!!
   كتب الدكتور والباحث Taha Hussein El Gohary
لماذا لا نكرمهم ولا نحتفي بهم ولا نذكر مناقبهم إلا بعد موتهم؟..
بالامس وكعادته الصديق والاخ العزيز المرابط لخديم احد ابرز كتاب موريتانيا الشيقيقة يطل علينا من نافذته الثقافية الكبيرة على وطننا العربي ” مجلة افاق فكرية” والتي يترأسها ويشرف عليها والتي شرفني بدعوته الكريمة للكتابة فيها وهو الحاصل على جائزة شنقيط في الدراسات الاسلامية ، يعرض مقالا يتسائل فيه الكاتب سؤالا يحسبه قضية خاصة بموريتانيا الشقيقة دون سواها من الاقطار العربية يطرح الكاتب فيه سؤالا مهما بعنوان: لماذا لا نكرمهم ولا نحتفي بهم ولا نذكر مناقبهم إلا بعد موتهم؟..
     ويتحدث فيه عن البارزين والمبدعين من ابناء دولته..!!
    وانا اقول له هي مشكلة عامة حتي في مدينتنا الصغيرة        واتحدث عن نماذج كثيرة وعدد كبير من النماذج العلمية المشرفة فيها ابرزهم الاستاذ الدكتور حجاجي ابراهيم استاذ الاثار والتاريخ في عدد كبير من الجامعات المصرية وصاحب     ثمانين مؤلفا والذي اشرف على عدد كبير من الرسائل الجامعية        والذي كرمه رئيس ايطاليا ومنحه وسام فارس وهو اعلى الاوسمة التي لا يمنح الا للرؤساء والوزاراء وهو ابن هذه المدينة عاش في مناجمها وتخرج من مدارسها فمتى نكرم علمائنا ونجعلهم قدوة يحتذي بهم ابنائنا في زمن اختفت فيه القدوات      متي نجد مدرسة او شارعا او معلما في المدينة باسمه ام ننتظر بعد وفاته اطال الله في عمره وقد قارب السبعين
من المستفيد من كل هذا؟ طبعا ليس الميت ..
    لماذا نبخل عليه في حياته أن نقول له : أنت عظيم، أنت مبدع، أنت مثال في مكارم الأخلاق؟.. كما يتسال الكاتب الموريتاني والذي يستفيض في ذلك شرحا وقولا:
    طبعا هذه كلمات ستسعده في حياته فلماذا نحرمه منها وننتظر حتى يغادر عالمنا لنبدأ في كيل المديح له وأحيانا نغالي في ذلك..
   شخصيا أرى أن ظاهرة الغبط (حتى لا أقول الحسد) ظاهرة منتشرة في المجتمع العربي من شرقه إلى غربه وهي ليست جديدة، وقد عبرت عنها أدبيات الثقافة العربية بجمل لافتة :
– القرب حجاب
– زامر الحي لا يطرب
– المعاصرة تمنع المناصرة..
    أليست هذه الأقوال معبرة عن أحد أمراض القلوب ؟…
مرة صادفني قول للجاحظ لخّص معضلة (النفس العربية) تلخيصا دقيقا، فقد قال ما معناه :
     ( كان بعض مؤلفي الكتب إذا أراد لكتابه أن يشيع ويشتهر ، ينسبه لميتٍ، فينفد الكتاب بسرعة وتزدهر سوق نساخه)..
إن هذه النفس لا تطيق نجاحا لمن يعايشها، ظنا منها أنه منافس لها في الرزق والسمعة..
     أما إذا مات فلا بأس من الثناء عليه والبكاء المدرار على رحيله .. ونسبة كل المحاسن له ..
    إنها للأسف ظاهرة لا تنكرها عين ولا أذن في مجتمعنا العربي عموما وارها تحقق على مستوى مدينتنا الصغيرة لذلك اقول انصفوا علمائنا وابرزوا صورهم امام الاجيال المتعاقبة كي يجدوا قدوة ونموذجا علميا يكون بمثابة رمز وقيمة يحاول النشئ أن يحاكيها ويقلدها خير من ان يقلد ويحاكي عبده موته والبرنس وغيره
     ومن الغريب ان نري شوارعنا ومدارسنا باسماء علماء او امراء او خلفاء وضعت اسمائهم على مدارس عديدة في مختلف مدن مصر مثل الحسن بن الهيثم وعمربن عبد العزيز وغيره وان كنت اري انه من الواجب ان تحتفي كل مدينة بعظمائها من المفكرين والنجباء والشهداء ليكونوا نموذجا وحافزا لابناء المدينة الصغار.

شاهد أيضاً

د. محمد ولد أحظانا يؤرخ للموسيقى من خلال مصطلحها؛/المرابط ولد محمد لخديم

تُعدّ محاضرة الدكتور محمد ولد أحظانا رئيس نادي الفائزين بجائزة شنقيط حول الموسيقى الحسانية، التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *