الرئيسية / فضاءات / زيارة لشاعر موريتانيا وايقونتها أحمد ولد عبد القادر.(اسرار تنشر لأول مرة)/المرابط ولد محمد لخديم

زيارة لشاعر موريتانيا وايقونتها أحمد ولد عبد القادر.(اسرار تنشر لأول مرة)/المرابط ولد محمد لخديم

ذات مساء!
في يوم الخميس 21 ديسمبر 2023م الموافق 8 جمادى الآخر 1445هجرية كان لنا لقاء مع ايقونة موريتانيا وشاعرها الفخرو أحمد ولد عبد القادر…
     تبادلنا أطراف الحديث واذا به منشغل بحرب غزة واجرام الصهاينة!! وتحمل الغزيين وكون الموت عادي عندهم قال لي أن بعض (القبائل العربية) في موريتانيا كانت عندهم قوة التحمل فائقة!! قلت له ممازحا هل من انتاج جديد؟ قال لي: كل شيء جائز!!

       عرجنا بعد ذالك على قصائده وبدافع الفضول سألته عن المناسبات التي قيلت فيها؟! فرد قائلا:
     بعد النكسة 1967م تبني مشروع روجرس وزير خارجية أمريكا الأسبق في انشاء دولتين فلسطين واسرائيل!!

     وافق عبد الناصر على نقاش المشروع كان ذالك صدمة للقوميين العرب فاستوجبت الادانة وترجمت ذالك في قصيدة بعنوان: الحقوق الضائعة!! كردفعل عفوي على هذا المشروع !!
    وكانت هذه فرصة لي لاستكمال القصيدة بعد أن نشرت مرات ناقصة!!
نص القصيدة:
حكم العنف أيها الانسان
                انما السلم خدعة وهوان
فجميع الحقوق ديس سناها
            فهو ملقا على الحضيض مهان
ومضة النور ألبستها الليالي
              ظلم الجور وهي لاتستبان
تملأ الكون ضجة وكلام
                 وسلام وحكمة وأمان
واذا مانظرت تلقاه حبرا
             باهت اللون حظه النسيان
وصدى تائها يروح ويغدو
            في المتاهات ماله ترجمان
كلما سطرت معالم خير
            حطمتها الأقزام والغيلان
واذا بالصواب فيه رصاص
             واذا بالحروف فيه دخان
نكبة بعد نكبة بعد أخرى
           يتوالى العدوان والعدوان
وجراح القلوب تزداد عمقا
            واشتعالا ضماده الأحزان.
يافلسطين يا فريسة عصر
             لقوى الشر عبره غليان
قد بحثنا عن الحقوق فكاتت
            كسراب يعتامه الظمآن
مجلس الأمن خدعة والأماني
         حول جدواه هدها الخسران
أرضه غابة النمور وليس الع
             دل في مسرح السباع يصان
وهو نوع من التماثيل يهدى
              بالاساطير روحه الشيطان
حطمي اليأس بالنضال وثوري
               في مسار قوامه الشجعان
لايرد الحقوق الا نجيع
               يتلالا كأنه الارجوان
سلحي الشعب وأمنحيه انطلاقا
                     فبغير الشعوب لايستعان
أيها للاجئ المشرد ظلما
                  أيها النور أيها الانسان
لاتضع حقدك الدفين رفيقي
                حسرات يلوكها الوجدان
حول الحقد نقمة وجحيما
                  يتلظى لهيبه الجذلان
كلما اطلق الفدائي نارا
              صاح في الأفق صوتها الرنان
منشدا نغمة الخلاص ينادي
                ها أنا الشعب ها أنا البركان
انني اليوم عائد ودليلي
            ضرباتي وزادي الايمان

وهذا مانشاهده اليوم في هذه المقاومة المباركة(طوفان الأقصى) في نهاية القصيدة:

انني اليوم عائد ودليلي
                 ضرباتي وزادي الايمان.

   من خلال القصيدة يتبين تأثر الشاعر العملاق بقضية الأمة: فلسطين والأقصى!!

أما عن قصيدته الثانية؛
فيقول:
في سنة 1979كانت معركة الكرامة بين فتح والعدو الصهيوني غربي الأردن وفي سنة 1970تعاظمت الهجمات الفلسطينية من جنوب لبنان على شمال فلسطين المحتلة فكان ميلاد القصيدة:

في الجماهير تكمن المعجزا * ومن الظلم تولد الحرياتُ

ومن الشعب في فلسطين قامت * ثورة الفتح يفتديها الأباةُ

مكثت في النفوس عشرين عاما * تتعاطى لهيبها الكلمات

ثم صارن على صعيد الليــالي * ضرباتٍ تشدها ضربـات

ورصاصا يجول قصفا وضربا * وتلاشى النحيب والزفراتُ

دير ياسين ما نسينا دمانا * في ربانا تدوسها النظرات

دير ياسين ما نسينا عظاما * نسفتها الرياح والهبوات

جرحتنا مخالب الدهر يوما *وتلاقى على ربانا الغزاة

واعتمدنا على سوانا زمانا * وألهتْنا الدموع والحسرات

غير أنّا قد انتفضنا وثرنا * ثورة لا تردها الفتكــات

نحن شعب قد صلّبته المآسي *سهرته الآلام والنكبات

نسكن النار لا نبالي لظاها * زادنا العزم والإبا والثبات

نتلقى الشهيد عزا ونصرا * والضحايا توديعهم حفلات

ونغني للموت بل ونراها * في سبيل الحياة هي الحياة
ونغني حتى الجراح تغني * في الجماهير تكمن المعجزات

كان الرجل يتكلم لي عن الأحداث معللا وشارحا رغم تقدمه في السن!!
     لست ناقدا ولاشاعرا حتى أعطى شاعرنا الكبير حقه ولكنها خواطر في عجالة أردت منها أن أوظف هذه الزيارة من رجل ثائر مناضل سبق زمانه بثاقب فكره متعه الله بالصحة والعافية.

شاهد أيضاً

من تراث المخطوطات (1) بقلم إسلم بن السبتي

    كنت أطالع في بعض نسخ معجم لغوي للعلامة أبي زيد عبد الرحمن بن …

اترك رد