ليس من عادتي أن أكتب عن الأفراد، لكن صديقي البروفيسور يحي ولد حامد يستحق هذا الاستثناء.
لقد كان شخصية علمية فريدة تركت بصمة عظيمة في مجال البحث العلمي والعمل الأكاديمي، سواء داخل موريتانيا أو خارجها.
إسهاماته العلمية والأكاديمية”
ترك البروفيسور يحي ولد حامد إرثًا غنيًا بلغ 605 أبحاث، استفادت منها فرنسا بشكل كبير، وهو دليل على قدرته الفذة وإخلاصه للعلم.
كانت أبحاثه متعددة التخصصات، ما يعكس شغفه العميق بالمعرفة وحبه لخدمة الإنسانية.
إن هذا الكم من الإنتاج العلمي لا يشير فقط إلى الاجتهاد، بل إلى تفانٍ نادر في خدمة العلم بغض النظر عن التحديات.
الرؤية الاستراتيجية ودوره القيادي:
لم يكن البروفيسور مجرد باحث متميز، بل كان رائدًا في دعم وتنظيم الجهود العلمية.
ومن أبرز إنجازاته تأسيسه معي للمكتب التنفيذي الأول للفائزين بجائزة شنقيط عام 2006م، لسد الفراغ الناجم عن عدم وجود أكادميات علمية ومعاهد للدراسات الإستراتجية وقد اتفق الحاضرون على إنشاء مكتب تنفيذي على النحو التالي:
الرئيس: أحمد ولد عبد القادر
نائب الرئيس الأول: لبروفسور يحي ولد حامد (رحمه الله)
نائب الرئيس الثاني: المرابط ولد محمد لخديم
الأمين العام: الدكتور: الخليل ولد المهدي ولد أجيد
المسئول المالي: الدكتور سيد ولد أحمتي
أعضاء المكتب:
لبروفسور: سيد أحمد ولد مكيه
الدكتور: محمد لمين ولد مولاي إبراهيم
الدكتور: محمد أحمد ولد سيد أحمد(رحمه الله).
الأستاذ: محمد ولد أحظانا
الأستاذ: الأمانة ولد إبراهيم.
وقد كانت رؤيته تتجاوز التقدير الشخصي إلى بناء مؤسسة علمية مستدامة.
ورغم التحديات التي واجهها المكتب في بداياته، فإن عودة العمل بهذه المبادرة بعد عقدين تُبرز عمق رؤيته وأهمية تأسيسه؛
في يوم الثلاثاء 19ربيع الثاني 1446 هـ الموافق 22 اكتوبر 2024م التأم الاجتماع الثاني للفائزين بجائزة شنقيط بمقر الجائزة في لكصر للتداول في جدول أعماله الذي تضمن:
– المصادقة على نصوص المنتدى.
– المصادقة على مكتب تنفيذي جديد.
– تقويم الاجتماع السابق المنعقد قبل أسبوع بمقر الجائزة.
وبعد المداولات في جدول الأعمال قرر المجتمعون:
أولا: المصادقة على النصوص التنظيمية المحدثة للمنتدى.
ثانيا: المصادقة على المكتب التنفيذي للفائزين بجائزة شنقيط.
ثالثا: تكليف أعضاء المكتب التنفيذي بإعداد ورقات عمل، كل في مجاله.
وتكوين مجموعة واتساب للتواصل الدائم بين الفائزين بالجائزة، وتبادل نتائج البحوث المنجزة.
رابعا: تقدم المجتمعون بشكر جائزة شنقيط على خطواتها الإجابية تجاه الفائزين، والتواصل معهم، وثمنوا شروعها في نشر الأعمال الفائزة من خلال نشرها لأول عمل.
خامسا: المكتب التنفيذي للمنتدى، المكون من الأسماء الآتية:
– الرئيس: محمد ولد احظانا
– نائب الرئيس: لمرابط ولد محمد لخديم.
– نائبة الرئيس: اماه بنت يونس.
– نائب الرئيس: أحمدو ولد محمد محمود.
– الأمين العام: القاضي ولد محمد عينينا.
– نائب الأمين العام: مريم باب الدين.
– المكلف بالفائزين في الخارج: باري عليون.
– أمين المالية: محمد عبد الودود امحمد.
– مسؤول الثقافة والإعلام: سيدي عالي القاسم مولاي.
– مسؤول النشر: ولد متالي لمرابط أحمد محمدو.
إنشاء تجمع للفائزين بجائزة شنقيط، الذي كان حلمًا بالنسبة لنا هو خطوة نحو تأسيس كيان يُشجع التبادل العلمي والتعاون بين نخبة من العقول الموريتانية. واليوم، بعد أن تجاوز عدد الفائزين بالجائزة 81 شخصًا، تبدو هذه المبادرة أكثر أهمية من أي وقت مضى لتعزيز البحث العلمي وبناء مجتمع أكاديمي قوي.
التفاني والإخلاص للعلم:
من اللافت في حياة البروفيسور يحي ولد حامد اهتمامه الشخصي بتمويل رحلاته بين فرنسا وموريتانيا لنقل الخبرة وتعزيز البحث العلمي في وطنه.
هذا الإخلاص يعكس عمق انتمائه ورغبته في تقديم الأفضل لموريتانيا.
دعوة للحفاظ على الإرث:
إن إحياء ذكرى هذه الشخصية العظيمة وتعزيز وعي المجتمع بإسهاماته من خلال التوثيق والنشر هما واجب وطني.
كذلك، فإن استدامة مشاريع مثل تجمع الفائزين بجائزة شنقيط ستكون أفضل تكريم للبروفيسور يحي ولد حامد، وفرصة لموريتانيا لتعزيز مكانتها في الأوساط العلمية الدولية.
رحم الله البروفيسور يحي ولد حامد، وأسكنه فسيح جناته. إن إرثه العلمي والثقافي ليس مجرد تاريخ يُسجل، بل هو مصدر إلهام لأجيال قادمة.
نسأل الله أن يجعل علمه وعطاءه في ميزان حسناته، وأن تستمر جهوده من خلال من حملوا راية العلم من بعده.
للاطلاع على للائحة الكاملة للفائزين بالجائزة الرابط: