مع القرآن لفهم الحياة: الحلقة:(12). تساؤلات؟!….اعجاز يتجاوز ادراك البشر؟!!/المرابط ولد محمد لخديم

 الحياة والروح: 
     الروح هي سر استمرار الحياة في الجسد، وبفقدانها تنتهي الحياة ولا يمكن إعادتها إلا بمشيئة الخالق.  
   – لا يعلم حقيقة الروح إلا الله، وهي تمثل القوة التي تحفظ وجود الكائن الحي. 

   – توجد الحياة في الحيوان المنوي للذكر والبويضة الأنثوية قبل التلقيح، ويجب أن يكون كلاهما حيويًا لحدوث الإخصاب.  

     فالروح هي التي تعطي الحياة القدرة على الاستمرار، وفي حالة فقد الروح أو خروجها من الجسد كلية فإن الحياة تنتهي سريعا من هذا الجسد، فيموت ولا يستطيع أي مخلوق إعادتها للجسد أو إعادة الحياة إليه. والروح هي سر استمرار الحياة وامتدادها، ولا يعلم حقيقتها إلا خالقها.

     (إذا رجعنا قليلا إلى (المرحلة الخلوية) قبل تكوين الجنين فإننا نجد أن الحياة موجودة في الحيوان المنوي للذكر، وفي بويضة الأنثى قبل أن يتم التلاقح بينهما، فالحيوان المنوي الحي لا يلقح بويضة ميتة، وكذالك البويضة الحية لا يلقحها حيوان ميت، بل إن حيوية الحيوان المنوي لا بد وأن تكون بدرجة عالية حتى يتم التلقيح، وذالك أن الرجل حين يجتمع بالأنثى   – من بين مئات الملايين من الحيوانات المنوية، ينجح عدد قليل في الوصول إلى البويضة، ولا يخترقها إلا حيوان منوي واحد.  
 – بعد التلقيح، يندمج الحمض النووي (DNA) من الحيوان المنوي والبويضة لتكوين الزيجوت (خلية كاملة الصبغيات)، وهي النواة الأولى للجنين.

مراحل تطور الجنين.

    – يستقر الزيجوت بعد ذالك بيوم أو أكثر في (قرار مكين) وهو جدار الرحم لتبدأ بعد ذالك مرحلة جديدة من مراحل الانقسام الخلوي والتكاثر الخلوي والتخلق والتمييز إلى أنسجة، ثم أجهزة وأعضاء ، حتى يكتمل تدريجيا المظهر العام الخارجي والتركيب الداخلي للجنين الإنساني

  – يمر الجنين بمراحل متتالية: 

النطفة _ العلقة _المضغة (مخلقة وغير مخلقة) _ العظام والعضلات _ التصوير البشري. 

   – بحلول الأسبوع السادس، يصبح للجنين مظهر مميز، وبعد الشهر الرابع تكتمل أجهزته تقريبًا.  

   – طوال هذه المراحل، تظهر علامات الحياة بوضوح (انقسام الخلايا، نبض القلب، التغذية عبر المشيمة، إلخ).

       فمنذ الأسابيع الأولى تبدأ الأعضاء في التكوين مبتدئة على شكل براعم وتجمعات خلوية تأخذ في التميز تدريجيا لتصل في النهاية إلى شكلها الطبيعي البشري المميز، وحتى الأسبوع السادس فإننا نجد أن الجنين ينمو طوليا بمعدل مليمتر واحد كل يوم، وبالطبع فإن مليمتر واحد زيادة في النمو الطولي يعني إضافة ملايين الخلايا الجديدة لجسم هذا الجنين النامي، ويلاحظ أن أعلى معدل للنمو يكون بعد نهاية الشهر الرابع من الحمل، حيث تكون أجهزة الجسم قد أخذت شكلها النهائي، ويكون المظهر الخارجي مميزا للجنين البشري، فالوجه والأطراف والأصابع والأعضاء التناسلية قد أخذت جميعها الشكل المميز، وخلال المرحلة السابقة يكون الجنين قد مر بمرحلة العلقة: متعلقا بجدار الرحم، مستمدا غذاءه من هذا الجدار بما فيه من أوعية دموية وأنسجة تتحول تدريجيا إلى «المشيمة» وبعد ذالك يأخذ الأشكال المعروفة في علم الأجنة وهي:

       النطفة، العلقة، المضغة، العظام والعضلات، التصوير، التسوية والتعديل،اكتمال الجنين..
     نترك منظار علم الأجنة قليلا. ونقرأ في القرآن قوله تعالى:
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّىٰ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا} [الحج:5].
وبعودة إلى منظار علم الأجنة من جديد فإننا:
          نشاهد الجنين حي بكل ما للحياة من معنى وبكل ما لها من مظاهر وعلامات تدل على وجودها، فها هي الخلايا تنقسم بنشاط وبسرعة كبيرة ، وهاهي العمليات المختلفة مستمرة داخل تلك الخلايا ليل نهار، وهاهي العلقة ثم المضغة المخلقة وغير المخلقة تتغذى وتأخذ حاجتها من دم الأم بواسطة تلك البراعم التي تنمو فيما بعد لتكوين ما يعرف بالمشيئة Placenta، وهاهي تتخلص من فضلاتها عن طريق المشيمة كذالك إلى دم الأم أو عن طريق ما يحيط بالجنين من سائل يسمى الأمنيوزي amoniotie fluid، وها هو قلب الجنين ينبض يندفع الدم في أوعية الجنين الدموية، هاهي عجلة الحياة تدور وتنتظم أمور ذالك الجسد المتخلق وتناسق أعضاؤه وتقترب أجهزته ويقترب مظهره من الشكل البشري الذي يستطيع أن يستقبل الروح  فهل من تفسير لهذه الحالة؟!
       بوقوف العلم الحديث متحيرا عاجزا امام هذه الظاهرة؟!       
.
        نقرأ في القرآن قوله تعالى:   
 ﴿ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي﴾ [سورة ص: 72] ﴿ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ﴾.[السجدة:9]

       يشير القرآن إلى أن الله “سوّى” الجنين ثم “نفخ فيه من روحه” (كما في الآيات: ﴿فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي} ﴿ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ﴾  

   – إذا لم يتشكل الجنين بشكل طبيعي، قد لا تنفخ فيه الروح، فيموت أو يُولد ميتًا.

– الحياة موجودة في الجنين قبل نفخ الروح، لكن الروح هي التي تعطيه الصورة البشرية الكاملة والقدرة على الاستمرار.  

إعجاز علمي. 

   – العلم الحديث يقف عاجزًا عن تفسير سر الحياة والروح، بينما يقدم القرآن تفسيرًا واضحًا لمراحل خلق الإنسان ونفخ الروح.  

   – تؤكد الآيات السابقة على تسلسل مراحل التكوين البشري، مما يتوافق مع الاكتشافات العلمية.  

     الحياة تبدأ بالتلقيح وتستمر عبر مراحل نمو الجنين، ولكن اكتمال الوجود الإنساني يحدث بنفخ الروح، وهي من الله ولا يستطيع العلم تفسيرها، مما يؤكد الإعجاز القرآني في وصف خلق الإنسان….يتواصل…

    

شاهد أيضاً

مع القرآن لفهم الحياة الحلقة(11)/المرابط ولد محمد لخديم

التحدي الأول: 1_ الموت:   مازال انسان العصر يواجه نفس التحدى الذى كان يواجهه الإنسان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *