كان آخر أعمالي كتابا شاركت فيه مع العلامة حمدا ولد التاه بعنوان: تائه يبحث؟! مدخل علمى الى الايمان!! حاولنا فيه أن نبسط بعض الأفكار ونصحح بعض المفاهيم الضرورية للطالب المحظري والنظامي..
وكنت قد ناقشت هذه المفاهيم بالنسبة للتعليم النظامي في مؤلفاتي السابقة: معرفة الله: دلائل الحقائق القرآنية والكونية الطبعة الاولى، دار الوثائق دمشق سوريا سنة2001م الطبعة الثانية: دار وحي القلم سنة 2002م وهو الحاصل على جائزة شنقيط في نسختها الثانية سنة2003م ⁹8وكتاب دين الفطرة: استنطاق الرياضيا ت والفيزياء بلغة انسانية الطبعة الاولى مجمع الفقه الاسلامي (بدلهي الهند سنة 2010م الطبعة الثانية دار المعراج بيروت/ دمشق سوريا سنة 2014م .بالاضافة الى مئات المقالات والبحوث الفكرية و العلمية مثل: عقيدتي من التقليد الى التسليم والملاحدة الجدد بين الجهل والضياع واللغة العربية بين مكائد أعدائها وانهزام أبنائها!! نشرت في صحف ومواقع وطنية وعربية…
غير أن السلسلة التي نشرت في رمضان والموسومة ب: مع القرآن لفهم الحياة!! وجدتها تشدني الى المحظرة حيث يؤخذ القرآن وعلومه تحريت وبحثت جيدا في المحاظر الموريتانية وهي كثيرة ولله الحمد شرقا وغربا جنوبا وشمالا وقع الاختيار على محظرة تندوجة 75 كلم من أبوتلميت…
لم يخب ظني فعندما وصلت الى هذا (المعلم العلمي) تلقيت نوعا من الاهتمام والكرم غير مسبوق من شيخ المحظرة!! حيث أعطاني مكانا خاصا واوصى المشايخ بعمل الازم…
أخذت (لوحي) وأصبحت طالبا محظريا مكفولا يتلقى علومه من هذه الدوحة العلمية الكريمة المنفقة مع مئات الطلاب مثلي !! وهي العلوم التي وصفها سيدي محمد بن الشيخ سيدي بقوله:
وكم سامرت سمارا فتوا ** إلى المجد انتموا من محتدين
حووا أدبا على على حسب فداسوا ** أديم الفرقدين بأخمصين.
أذاكر جمعهم ويذاكروني ** بكل تخالف في مذهبين
كخلف الليث والنعمان طورا ** وخلف الأشعري مع الجويني
وأوراد الجنيد وفرقتيه ** إذا وردوا شراب المشربين
وأقوال الخليل وسيبويه ** وأهلي كوفة والأخفشين
نوضح حيث تلتبس المعاني ** دقيق الفرق بين المعنيين
وأطوار نميل لذكر دارى ** وكسرى الفارسي وذي رعين
وشعر الأعميين إذا أردنا ** وان شئنا فشعر الأعشيين
ونذهب تارة لأبي نواس ** ونذهب تارة لأبن الحسين
ويظهر من هذا النص كما في غيره من النصوص الكثيرة أن المدونة المرجعية التي استقى منها الشناقطة معارفهم كانت كثيرة, شملت كل تمظهرات الثقافة العربية العالمة, وعززتها روافد ثقافية شعبية وفلكلورية عميقة الدلالات متعددة الحضارات.!!
مع مرور الزمن في (محظرة تتدوج) أصبح للوقت قيمة ومعنى وأصبحت أتلقى آيات القرآن بتدبر من ثم وبوجود الوقت الكافي رجعت الى ماكتبت سابقا وخاصة: سلسلة مع القرآن لفهم الحياة!!
فقد كشف العلم عن عجيب ما صنع الصانع. كشفه في النبات، وهو صنوف لاعداد لها. وكشفه في الحيوان، وهو أجناس لا حصر لها. وكشفه في الإنسان، أسمى حيوان. وكشف عن أنساق واحدة في كل هذه الصنوف والأجناس جميعا. وكشف عن قوى في كلها تعمل واحدة، على اختلاف في درجات، ولكن على اتحاد في غاية وهدى المنطق، وهدت الفطرة, إلى أن صاحب هذه الأنساق لابد واحد، ومجرى هذه القوى لتعمل على هذه الأساليب الواحدة لابد واحد.
ونسق العلم ما بين الأرض الجامدة وما عليها من أحياء ونسق ما بين الأرض، جامدها والحي، وبين هذه الشمس وذلك القمر، وأثبت أن المعدن واحد والأصل واحد، وأثبت أن الذي صمم عين الإنسان، بعدستها ومائها، وما وراء الماء من شبكة تلقى عليها الصور، هو لابد الذي صمم هذه الشمس وأخرج منها تلك الأشعة ووجهها إلى الأرض. فهذه العين تكون عبثا لولا هذا الضياء..!
وجاء العلم، وجاء العلماء بألف ألف دليل على وحدة الأرض، وما عليها، ووحدة السماء. ومن هذه الوحدة درج الناس والعلماء إلى وحدة رب هذه الأرض ورب السماء(1)
وإنسان اليوم عندما ينظر إلى قدرة الخالق في هذا الكون الواسع بدءا بكواكبه، ونجومه، وشموسه، وسمواته، وانتهاءا بأصغر مخلوق يعرفه العلم الذرة(أ) وأقصى نقطة من الكون توصل إليها العلم الحديث والتي قدروها ب:9,46 تريليون كلم.لتأخذه الرهبة والدهشة لهذه القدرة التي تسير هذا الكون!!
واليك عزيزي القارئ بعض التفاصيل لكي تفهم هذا الرقم المخيف!!
تعني السنة الضوئية مقدار مايقطعه الضوء في سنة كاملة علما بأن سرعة الضوء تبلغ حوالي 300كلم في الثانية وبهذه السرعة فان الضوء يقطع 18مليون كلم في الدقيقة وتسمى الدقيقة الضوئية وتبلغ المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة 9.460,800,000,000 كلم فما بالك بمليارات المجرات؟! ومليارات السنين الضوئية؟! وتريليونات الذرات؟! (فسبحان الذي خلق فسوى وقدر فهدى) إن العقل عندما يرى سعة هذا الكون ودقة صنعه ليزداد شوقا لكل ما يقرب من خالقه عز وجل.؟؟
وهذا ماتناولناه بالتفصيل في كتبي: معرفة الله: دلائل الحقائق القرآنية والكونية ) ودين الفطرة: استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة انسانية للاستزادة يمكن الرجوع اليهم).
والعقل بعد أن يصل إلى الحكم بحقيقة وجود الله عن طريق هذه المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى يرى نفسه عاجزا عن فهم الحقائق المحيطة والمتصلة به، ويرى من الواجب أن يكون هناك اتصال واضح بينه وبين خالقه ليرشده ويهديه إلى الأمور التي يقف عاجزا أمامها ولا قدرة له على حلها. ولما كان العقل محدود (2) والمحدود لا يستطيع أن يتصل بغير المحدود شاء الله العظيم الخالق المدبر أن يتصل هو بنا.
ثم أتت رسل تخبر أنها أرسلت من الله، ببراهين تفوق عقل الإنسان، فأتى موسى وعيسى ثم محمدا صلى الله عليه وسلم فعلى هذا يكون البرهان الذي يأتي به الرسل هو المعجزة البشرية التي تثبت حقيقته وتبين هويته، وتظهر رسالته وتؤكد بأنه رسول من عند الله.
والمعجزة الأخيرة هي القرآن الكريم الذي أتى يجدد من الناحية الشرعية علاقات الإنسان بنفسه وبخالقه الكريم، وبغيره من بني الإنسان.
والقرآن الكريم إما أن يكون من عند العرب وإما أن يكون من عند محمد صلى الله عليه وسلم وإما أن يكون من عند غير العرب.
فأما انه كان من عند العرب فباطل لأنهم قاوموه وحاربوه ووصفوه بالسحر واتهموه بالكذب، وأما انه كان من عند غير العرب فباطل أيضا لان الإنسان الذي يعيش لغة فيعبر عن آلامه وفرحه بأسلوبها ونسجها لا يمكن أن يجاريه ويباريه الذي يريد أن يتعلمها وخاصة إذا تساويا بالمعلومات وبالقدرة على الفهم، وإما انه كان من عند محمد فباطل لان محمد إنسان والإنسان لا يمكن أن يصل إلى واحدة من هذه الشروط الثلاثة:
1_لا يمكن للإنسان أن يسبق عصره
2_ لا يمكن أن يتحدث عن شيء ما لم يسبق هذا الشيء إلى دماغه من واقعه الذي يعيشه.
3_لا يستطيع أي إنسان أن يتحدث عن عصرين مختلفين أو أن يتحدث بأسلوبين مختلفين. وهذه الشروط الثلاثة أتت عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم فاثبت معجزته ودمغت الباطل إلى يوم الدين وهي موجودة وميسورة لكل إنسان يريد أن يتفكر أو ألقى السمع وهو شهيد.
ولو اطلعت أيها الإنسان المفكر لأدركت الفارق الكبير(3) بين الحديث والقرءان الكريم وأيقنت أن القرآن الكريم هو من عند غير صاحب الحديث أي من عند غير محمد صلى الله عليه ولو اطلعت على الشعر والنثر الجاهلي وما كان يحيط (4) بمحمد بن عبد الله لأيقنت أن هذا القرآن لم يسبق إلى دماغ محمد صلى الله عليه وسلم شيء من الواقع الذي عاشه. فإذن يكون القرآن الكريم لم يتحدث به احد من قبل محمد صلى الله عليه وسلم.
فما هو القرآن ؟! وما الخصائص التي تبرهن على أنه من عند الله ؟! يمكن الرجوع الى بحثنا الموسوم ب: لو علم الناس أهمية الصلاة ومكانتها لما ضيعوها!!
https://rimnow.net/w/?q=node/7625
وتحدي القرآن الكريم لا يزال قائما ومستمرا على مر القرون والأجيال وهو معجز في القرن العشرين أكثر مما كان عليه لأنه استمر تحديه أربعة عشر قرنا. ومع نمو العقل البشري عجز الإنسان عن الإتيان بسورة واحدة من مثله، وهذا هو برهان التجربة والمشاهدة، وهو الذي عناه الخطابي في كتابه:” بيان إعجاز القرآن” عندما قال:
“…والأمر في ذالك أبين من أن نحتاج إلى أن ندل عليه بأكثر من الوجود القائم المستمر على وجه الدهر، من لدن عصر نزوله إلى الزمان الراهن الذي نحن فيه” (5)
” وبيان ذالك أن العرب بدأوا فسألوا محمدا صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم بآية تدل على صدق دعوته ورسالته. فأخبرهم الله تعالى بأن القرآن أعظم آية تدل على ما يريدون، وذالك في قوله تعالى:
{وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَٰتٞ مِّن رَّبِّهِۦۚ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأٓيَٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٞ مُّبِينٌ أَوَ لَمۡ يَكۡفِهِمۡ أَنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَٰبَ يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَرَحۡمَةٗ وَذِكۡرَىٰ لِقَوۡمٖ يُؤۡمِنُونَ} سورة العنكبوت الاية: 50-51.
ولكن الكافرين أنكروا أن يكون في شيء من آي القرآن ما يدل على صدق محمد صلى الله عليه وسلم، وادعوا أنه كتابا كغيره ليس فيه ما يعجز عن الإتيان بمثله، وأعرضوا عنه قائلين ما نقله الله على لسانهم؛
{وإذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هَذا إنْ هَذا إلّا أساطِيرُ الأوَّلِينَ﴾ سورة الانفال الآية: 31.
وحينئذ تحداهم الله ـ أو قل تحداهم القرآن إن شئت ـ أن يأتوا بسورة من مثله.
وأفرغ هذا التحدي في قوالب مختلفة من اللفظ والأسلوب، وأنهضهم إلى الإتيان بمثله أو بمثل أقصر سورة منه، بالتقريع والتحميس ومختلف أشكال التحدي فقال لهم مرة:
{وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ مِّمَّا نَزَّلۡنَا عَلَىٰ عَبۡدِنَا فَأۡتُواْ بِسُورَةٖ مِّن مِّثۡلِهِۦ وَٱدۡعُواْ شُهَدَآءَكُم مِّن دُونِ ٱللَّهِ إِن كُنتُمۡ صَٰدِقِينَ}● فَإِن لَّمۡ تَفۡعَلُواْ وَلَن تَفۡعَلُواْ فَٱتَّقُواْ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي وَقُودُهَا ٱلنَّاسُ وَٱلۡحِجَارَةُۖ أُعِدَّتۡ لِلۡكَٰفِرِينَ} سورة البقرة الآية23_24.
وقال مرة أخرى:
{قُل لَّئِنِ ٱجْتَمَعَتِ ٱلْإِنسُ وَٱلْجِنُّ عَلَىٰٓ أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِۦ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍۢ ظَهِيرًا}
سورة الاسراء الإية: 88.
وقال لهم مهيجا ومقرعا:
( أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَل لاَّ يُؤْمِنُونَ فَلْيَأْتُواْ بِحَدِيثٍ مِّثْلِهِ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ} سورة الطور الآية:33.
ولقد كان من مقتضى قولهم: (لو نشاء لقلنا مثل هذا،) وما سمعوه من هذا التقريع والتحدي وما كان يعتلج في صدورهم من الحقد والكراهية لهذا الذي جاءهم، النبي صلى الله عليه وسلم، وما كانوا منصرفين إليه من البحث الدائب عن أي وسيلة يمكن الاعتماد عليها، لإفساد أمره عليه ومنع دعوته من السير في طريق النجاح.
كان من مقتضى ذالك كله أن ينهضوا لمعارضته ومجاراته بفصول من كلامهم البليغ، ليقطعوا بذالك خطره عنهم وليعلنوا بذالك لمن قد يتحدث بهذا الذي يأتيهم به من القرآن، أنهم قد جاءوا بمثله وخير منه.
ولكنهم _ على الرغم من كل هذا ـ لم يفعلوا شيئا، ولم يستجيبوا لتحدي القرآن الكريم في محاولة ما، غير أنهم تحولوا عن قولهم السابق:
(لو نشاء لقلنا مثل هذا)، إلى زعم أن محمدا (18) إنما يأتيهم بسحر..أو كهانة..أو شعر فريد في بابه, كما قال الله تعالى عنهم:
{وَلَمَّا جَآءَهُمُ ٱلْحَقُّ قَالُواْ هَٰذَا سِحْرٌ وَإِنَّا بِهِۦ كَٰفِرُونَ}
سورة الزخرف الآية:30.
ثم إن آيات التحدي هذه ظلت مسجلة في كتاب الله تعالى حتى يوم الناس هذا, تقرع آذان العلماء والأدباء والشعراء والبلغاء على اختلاف نحلهم ومذاهبهم, في كل عصر وقرن. (20)
القرآن فوق الطاقة البشرية:
انه أغرب تحد في التاريخ، وأكثره إثارة للدهشة، فلم يجرأ أحد من الكتاب في التاريخ الإنساني ـ وهو بكامل عقله ووعيه ـ أن يقدم تحديا مماثلا، فإن مؤلفا ما لا يمكن أن يضع كتابا، يستحيل على الآخرين أن يكتبوا مثله، أو خيرا منه..فمن الممكن إصدار مثيل من أي عمل إنساني في أي مجال, ولكن حين يدعي أن هناك كلاما ليس في إمكان البشر الإتيان بمثله، ثم تخفق البشرية(21) على مدى التاريخ في مواجهة هذا التحدي، حينئذ يثبت تلقائيا أنه كلام غير إنساني، وأنها كلمات صدرت من المنبع الإلهي Divineorigin، وكل ما يخرج من المنبع الإلهي لا يمكن مواجهة تحدياته”(22)
ولما ثبت عجز الإنسان عن الإتيان بهذا القرآن، وأيقن الإنسان يقينا جازما انه لا يستطيع أن يأتي بمثله، فاتجه إلى فهم القرآن المنزل من عند خالق الإنسان (23).!(*).
في تأليفنا الجديد: مع القرآن لفهم الحياة!! سنعرض في كل مرة لاشارة في القرآن بعد ان أصبحت حقائق علمية نراها ونلمسها بوسائط الصوت والصورة بعد 1400سنة من نزول القرآن الكريم!!
اليوم نتكلم عن حقائق النمل التي وردت في القرآن في قوله تعالى:
:{حَتَّىٰٓ إِذَآ أَتَوْاْ عَلَىٰ وَادِ ٱلنَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}. سورة النمل الآية:18.
وكيف أن القرآن خصص سورة كاملة تسمى سورة النمل..
اذا رجعنا الى الوراء وبالذات عند نزول القرآن على محمد صلى الله عليه وسلم في مكة منذ 1400سنة ثم العصور التى بعده وحدثت أحدهم بهذه الآية: { ..قَالَتْ نَمْلَةٌ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُواْ مَسَٰكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَٰنُ وَجُنُودُهُۥ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ}. فلن يصدقك ؟! بل أنه برز من الملاحدة من شكك في هذا الكلام وهو ينظر الى هذه الكائنات الصغيرة كيف لها أن تتكلم؟ وأن تتواصل؟
ان القرآن قال عن هذه المخلوقات أنها أمم مثل البشر قال تعالى:
{وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا طائِرٍ يَطِيرُ بِجَناحَيْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثالُكُمْ مافَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} سورة الانعام الآية:38.
في أحدث الدراسات العلمية بهارفورد وأكسفورد أثبتت أن النمل من الحشرات الاجتماعية التي تشكل مستعمرات وتوصف بالكائن الخارق، لأن النمل يعمل ككيان موحد لدعم المستعمرة، ولدى مجتمعات النمل تقسيم عمل، وتواصل بين أفراده، وقدرة على حل المشاكل المعقدة، وكان هذا التشابه مع المجتمعات البشرية مصدر إلهام وموضوع مهم للدراسات العلمية منذ فترة طويلة. الفيديو التالي يفصل بالصوت والصورة عجائب النمل التي لاتنتهي وكيف أنه منظم وله لغته الخاصة به التي تنفرد بها الانثى دون الذكور:
https://youtu.be/paBMCFOXQDA
صحيح أن القرآن ليس كتابا في العلوم التجريبية الرياضيات الفيزياء الفلك ولافي العلوم الانسانية الآداب اللسانيات والفنون رغم مافيه من اشارات عن هذا العلم اوذاك وهي حقائق أثبت العلم الحديث ويثبت صحتها وهذه العلومات..لم يأت بها القرآن لتأصيل أصول علمية أو تثبيت قواعد فنية وانما ذكر ذالك في سياق العظة والعبرة والاستدلال على قدرة الله وحكمته في مخلوقاته ليتوجه الانسان الى خالقه فيعبده ويحبه.
الهوامش:
(*) مقتطفات مختارة من كتابنا دين الفطرة: استنطاق الرياضيات والفيزياء بلغة انسانية من تصدير: الدكتور محمد المختار ولد اباه رئيس جامعة شنقيط العصرية، والمفكر الإسلامي سمير الحفناوي عضو اتحاد الكتاب والمثقفين العرب بمصر، وتقديم الأستاذ الدكتور أحمدو ولد محمد محمود مدير مشروع دكتوراه تخصص الفيزياء بكلية العلوم والتقنيات جامعة انواكشوط العصرية، تصدير: سماحة الشيخ الدكتور أمين العثماني عضو اللجنة التنفيذية بمجمع الفقه الإسلامي بنيودلهي الهند الطبعة الأولى مجمع الفقه الاسلامي بالهند 2010م الطبعة الثانية دار المعراج بيروت لبنان 2014م