طريق الحق: مدخل علمي الى الايمان(12)/ المرابط ولد محمد لخديم

ويرجع (لتراوسكارلندرج) إعراض بعض العلماء علية المبادئ عن الإيمان بالله رغم وضوح الأدلة التي تقود إليها الأبحاث في كل مجالات العلم إلى أسباب لا صلة لها بالبحث العلمي وخص منها:
1 _ ما تتبعه بعض الجماعات أو المنظمات الإلحادية، أو الدولة من سياسة معينة ترمي إلى شيوع الإلحاد، ومحاربة الإيمان(16) بسبب تعارض عقيدة الإيمان بالله مع صالح هذه الجماعة ومبادئها.
2ـ_ المعتقدات الفاسدة التي تجعل الناس منذ الطفولة يعتقدون باله على صورة الإنسان بدلا من الاعتقاد بان الإنسان قد خلق خليفة الله على الأرض، وعندما تنمو العقول بعد ذلك وتتدرب على استخدام الطريقة العلمية فإن تلك الصورة التي تعلموها منذ الصغر لا يمكن أن تنسجم مع أسلوبهم في التفكير أو مع أي منطق معقول»(17)..
يقول كانت الفيلسوف الألماني في هذا الصدد:
«وعلى الرغم من أن كل ما نصادف من تجارب لا يمكن فهمه وتفسيره إلا إذا صغناه بعبارات الزمان والمكان والسببية فلن تكون فلسفة صحيحة إذا فاتنا أن هذه ليست أشياء واقعة ولكنها وسائل لتفسير التجارب وفهمها فقط».
ويقول العالم البريطاني سير جيمس جينز في كتابه (عالم الأسرار):
«إن في عقولنا الجديدة تعصبا يرجح التفسير المادي للحقائق»(18).
ويرى عالم أمريكي آخر أن العقيدة الإلهية ليست ضد الحرية الفكرية وذلك يقوله «إن كون العقيدة الإلهية معقولة وكون إنكار الإله سفسطة لا يكفي ليختار الإنسان جانب العقيدة الإلهية، فالناس يظنون أن الإيمان بالله سوف يقضي على حريتهم، تلك الحرية العقلية التي استعبدت عقول العلماء، واستهوت قلوبهم، فأية فكرة عن تجديد هذه الحرية مثيرة للوحشة عندهم»(19).
ويتفق العالم الأمريكي سيسيل مع كانت في هذا الاتجاه حيث يقول «إن الطبيعة لا تفسر شيئا (من الكون)، وإنما هي نفسها بحاجة إلى تفسير». كان ذالك رأي طائفة من علماء الغرب.
أما الطائفة الأخرى المادية المحكومة بالرؤية الكمية فإنها تقول بالخلق والتخلق وتنكر وجود الله ونذكر منها على سبيل المثال: الفيلسوف الشيوعي إنجلز الذي ينظر إلى الإنسان كحيوان اقتصادي وهذا ما يدعم ما تقدم ذكره( 20) وذلك بقوله:
«إن كل القيم الأخلاقية هي في تحليلها الأخير من خلق الظروف الاقتصادية»(21).
وقد أكد (لابلاس) بفكرته الشهيرة أن النظام الفلكي لا يحتاج إلى أسطورة لاهوتية وقام بهذا العالمان (دارون) و (باستور) في ميدان لبيولوجيا. وقد ذهب كل من علم النفس والمعلوماتية التاريخية التي حصلناها في هذا القرن بمكان الإله الذي كان مفروضا أنه هو مدير شؤون الحياة الإنسانية والتاريخ»(21).
وهذا راسل يقول في هذا الصدد :
«درسنا العالم الطبيعي فوجدنا المادة عند العلم الحديث قد فقدت صلابتها وعفويتها، إذ حللها العلماء إلى مجموعات ذرية، كل مجموعة منها تنحل إلى ذرات، وكل ذرة تعود بدورها فتنحل إلى كهارب موجبة وأخرى سالبة، ثم مضى العلماء في التحليل، فإذا هذه الكهارب نفسها تتحول إلى إشعاعات !!
وختم (راسل) كلامه بهذه العبارة : «ليس في عالم الطبيعة ما يبرهن على أن الخصائص الذاتية للعالم الطبيعي تختلف عن خصائص العالم العقلي»(22).
وهنا لابد من الاقتراب من محاورة ومناظرة بين العالم الفيزيائي اينشتين وصحفي أمريكي يدعى (فيرك) في هذا الموضوع قال فيه الرجل : إنني لست ملحدا !!
ولا أدري : هل يصح القول بأني من أنصار وحدة الوجود(23). إن المسألة أوسع نطاقا من أن تحيط بها عقولنا المحدودة !!
وعاد الصحفي إلى سؤاله بطريقة أخرى فقال: إن الرجل الذي يكشف أن الزمان والمكان منحنيان، ويحبس الطاقة في معادلة واحدة( 24) جدير به ألا يهوله الوقوف في وجه غير المحدود !!
فيرد اينشتين ….يتواصل,,,

شاهد أيضاً

دين الفطرة في منهج الفطرة؛ ماذا قيل فيه؟!(الجزء الأخير) المرابط ولد محمد لخديم

يقول الأستاذ الدكتور: محمد سيديا ولد خباز المدير العام للمدرسة العليا للتعليم رئيس جامعة أنواكشوط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *