المختصر المفيد في رحلات الشيخ الشنقيطي ابن التلاميد/أ.د محمد سيديا ولدخباز

اصدار جديد؛
    يبدأ آفاق فكرية بعون الله تعالى نشرالكتاب القيم: (المختصر المفيد في رحلات الشيخ الشنقيطي ابن التلاميد الذي الفه معالي الدكتور: محمد ولد سيديا ولد خباز رئيس جامعة انواطشوط العصرية سابقا ومدير المدرسة العليا للتعليم سابقا والمستشار المكلف بمهمة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهو غني عن التعريف فهو شخصية وطنية وازنة ومرجعية قانونية دستورية وفكرية وثقافية واجتماعية وسياسية كبيرة ومؤلفاته تجمع بين صرامة القانون الدستور وجمال الأسلوب الادبي الماتع للطباع والمشنف الأسماع…
ينشر كتابه هذا تباعا في حلقات يشرفنا إتحاف القراء بها. 
إدارة التحرير في الموقع..
والله وحده الموفق للصواب وعليه الاعتماد وحده.
الحلقة الاولى.
تقديم؛ بقلم/د. أحمد ولد حبيب الله 
رئيس قسم اللغة العربية وآدابها (سابقا)
رئيس وحدة المنارة للدراسات والبحوث والتحقيق
الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب الموريتانيين (سابقا)
أمين التكوين والبحث في النقابة الوطنية للتعليم العالي (سابقا)
أستاذ الأدب الموريتاني وتقنيات البحث الجامعي بجامعة انواكشوط العصرية
رئيس تحرير آفاق فكرية.
ومن يسع للعلياء مثلي دائبا
         تجوب بي الأقطار شرقا ومغربا
   في مسعاته الجن لا الإنس
         خفاف الخطى لا حجر فيها ولا عنس
[ابن التلاميد الحماسة م1 ص24]
إن من يختار الراحة .. لن يشاهد الحقيقة، ومن يختار الحقيقة
يقضي العمر جوّابا، سابحا، بعيدا عن كل مرفأ ..، [أحد الحكماء.]
صورة العلامة ابن التلاميد في عيون المغاربة والمشارقة .. قراءة أخرى.
إن الشعب الموريتاني كان ومازال عاشقا للعلوم والمعارف العربية الإسلامية ينفق نفسه قبل نفيسة في سبيل تعليمها وتعلمها ويجوع ويعرى ويتعب ويغترب ويعمل الرحلة وينضي الراحلة، ويفارق الوالدين والزوج والأحباب والأقارب سنوات طويلة، فلا يشبع من العلم ولا يقنع بمرابط لا يرد لوحا ولا يترك لُوَّاحا في المعرفة ولا يمل ولا يكل من “تلمذة الركبة” ولا “النقطة” ومهما طال الزمن وقست المحن لا يعبأ بالمخاوف وهو يقطع المفاوز و البراري والبحار والصحاري بحثا عن علم أو كتاب مخطوط أو مطبوع أو ينسخ أو يباع بأي ثمن.!
لقد عشق هذا الشعب لغة القرآن الكريم المتعبد بتلاوته آناء الليل وأطراف النهار في الحضر والسفر، فجد واجتهد في تعلم قواعدها واكتشاف أسرارها ودقائقها بإعجازها فاسْتَدْرَكَ وطَرَّرَ   واحمر وألف وصنف وأبدع وبرع ومهر حتى صار فيه سيبويه زمانه وابن عصفور دهره.!
ومن اللافت عناية أبناء هذه البلاد بتراث الأجداد والأحفاد : إحياء ودرسا وتحقيقا ونشرا لما فيه من  ذخائر ومفاخر ومآثر جليلة وغنية حافزهم إسلامي خالص فكانوا أمناء وأوفياء بحق وصدق علي تحمل الأمانة وتبليغ الرسالة حتي تظل حلقات العطاء العلمي الموريتاني متواصلة ومتصلة ولكي يتم ذلك علي ما يرام اعتنوا بكتب التراجم ورحلات العلماء العظام الذين أبدعوا وأمتعوا ذلك أنه لولا هذه الكتب لصارت الحقائق والوثائق الموريتانية طي النسيان بعد أن كانت طي الكتمان علي مر الزمان.
ولعل من أجل ما قام به هؤلاء هو العناية برحلات رسل المحضرة وسفرائها الدائمين وفتيانها الكاملين الذين جابوا البر والبحر وأولجوا إدلاج القمر والجوزاء وسايروا براحا حتي نهلوا وعَلُّوا من مختلف العلوم والمعارف العربية الإسلامية وأحيوا أمهاتها وحققوها ونقحوها وصححوها و تركوا البلاد “السيبة” “والفترة” “والمنكب البرزخي ذكرا معطارا وصيتا مدويا وصوتا عاليا في المغربين والمشرقين مثل الشيخ ابن التلاميد في علمه و تعلمه ورحلاته وجولاته وأسفاره وشعره ونثره ونقاشاته و معاركه التي كانت حافلة بدرر الفوائد وغرر الفرائض التي بهر بها الناس فلا غرو إذن إذا أّذهل المشارقة والمغاربة لأنه كان رجلا قُحًا من أعلم الناس بأسرار اللغة العربية والفقه والحديث والسيرة والأنساب ومنذ صغره كان يتحدي التلاميذ الأكبر منه ويعجزهم بالألغاز الفقهية واللغوية في محظرة والده وهو يكرر درسه من مختصر خليل في الفقه وعندما كان في محظرة أستاذه في النحو أجدود عبد الوهاب العلوي الذي أخذ النحو عن بلاه (عبدالله) بن الفاضل الشقروي (1273هـ) الذي أخذ النحو عن سيبويه زمانه المختار بن بون الجكني الزلمطي (ت 1230هـ) وقد يكون بن التلاميد أخذ الصوفية القادرية والنحو عن الشيخ سيدي الانتشائي (1284هـ) الذي أخذ النحو عن حرمه بن عبد الجليل العلوي (1243هـ).  وكان الشيخ سيدي الكبير يقول إنه  أحس بدبيب العربية في جسمه زمنه مع حرمه بن عبد الجليل العلوي (1243هـ) كما يقول هارون بن الشيخ سيدي في كتابه الأخبار(المدونة ) فإذا عرف سبب نبوغ ابن التلاميد إذن بطل العجب فقد درس علي والده العربية فهو قرشي أحمسي وقريش أفصح العرب.
لقد منَ الله تعالي علينا ووفقنا ، إذ أعاننا علي كتابة هذا التقديم غير القويم.
لهذا السفر الجليل والجديد المختصر المفيد في رحلات الشيخ العلامة الشيخ محمد محمود بن التلاميد تأليف خبير القانون الدستوري الموريتاني والباحث الأدبي اللغوي معالي الأستاذ الدكتور محمد ولد سيديا ولد خباز الذي بذل الجهد الجهيد في الوقت المديد حتي جمع هذا العلم النفيس من دُرر الرحلات العلمية والأدبية والحجية والدبلوماسية التي قام بها الفتي الكامل والسفير الموريتاني الفاضل ( الثقة الحجة) مجدد ما درس من علوم العرب العرباء. 
العاربة وفنون العربية الطامسة الغاربة ثقة الثقات وصفوة المحققين إمام العلم بالحرمين الشريفين  وخادمة في المشرقين والمغربين  الذي فاق السابقين وبز اللاحقين بعلمه وحفظه وسعة إطلاعه وطول باعه” إن هذا العربي الذي أخره الله  وإن شطت به الدار عن مضارب العرب العاربة مُضَّغِ الشيخ والقيصوم إلا أنه رضع الفصاحة والبلاغة من ثدى الجدات والأمهات ونزعه العرف الفهري القرشي فصارت لغة الضاد تجري فيه مجري الدم في الأجساد ولا عجب ولا غرو إذا عرف النسب بطل العجب.
لقد اتخذ هذا العربي الفهري ظهور الكتاب واللوح مدرسة علوم البيان فكان يستعين علي كل ذلك بالثلاث التي “تزيد في الحفظ وتذهب البلغم : السواك، والصوم ،وقراءة القرآن”  فصار آية رائعة من آيات الله تعالي في حفظ الفقه والحديث واللغة والأنساب والشعر والنثر والأخبار لأتند عنه من كل أولئك شاردة ولا واردة وما نسي شيئا حتى لقي ربه راضيا مرضيا.
إن ابن التلاميد التركزي…..يتواصل……

شاهد أيضاً

دين الفطرة في منهج الفطرة؛ ماذا قيل فيه؟!(الجزء الأخير) المرابط ولد محمد لخديم

يقول الأستاذ الدكتور: محمد سيديا ولد خباز المدير العام للمدرسة العليا للتعليم رئيس جامعة أنواكشوط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *