(La chasse au désert) محاربة الرمال ,,,/ الكاتبة والأديبة عيشة أحمدو

(قصة لتربية الأطفال “تربية خضراء”)

   ينظر جاكيتي بحسرة إلى اديم الارض الاحمر الذي يحيط به من كل الجهات.
     وكان جده قد ذكر له ان الامر لم يكن دائما على هذا الحال، فمنذ فترة قصيرة، اي منذ 2015 فقط كانت توجد أشجار تقطنها طيور كثيرة وكأنها فواكه صاخبة قبل ان تبتلعها الرمال خلال تقدمها وقبل ان يغطي البحر ما تبقى منها.
      أما الان فلم نعد نرى سوى كثبان الرمال الحمراء من الشرق، من ناحية الصحراء، والكثبان البيضاء من الغرب، ناحية المحيط.
      لقد كان شاهدا على هذا التحول ولن ينسى حزن ساكنة نواكشوط ويأسهم، عاجزين امام تحول مدينتهم الجميلة الى قبر متحرك.
      يذهب جاكيتي الى اصدقائه ويقول لهم بحزم وصرامة:
-لا يمكن ان نترك الامور تسير بهذا الشكل.
-ماذا بوسعنا أن نعمل؟ يجيب الاصدقاء بصوت واحد.
-يجب ان نتحرك، فمن غير المعقول ان نتغدى على السمك وحده.
       -وفي الحقيقة لا تصلنا الخضار واللحوم الا بعد ان تتعفن وتذبل بفعل المسافات الطويلة التي تقطع، لدرجة انها لم تعد صالحة للأكل.
       -فمنذ ان ابتلعت الرمال كل الطرق لم يعد ثمة غذاء طازج غير السمك.
      -ثم ان السمك نفسه أصبح نادرا نتيجة اعمال التنقيب عن النفط التي تجتاح وسطنا البحري.
       قرر جاكيتي واقرانه ان يوحدوا الجهود من اجل ايجاد  حل لمشكل التصحر الذي التهم بلادهم واشجارها وفواكهها وخضرواتها – وحتى الطيور هجرت هذه المناطق القاحلة حيث لا يمكنها بناء اعشاشها وحيث لا وجود للحبوب.
      -يجب على كل طفل ان يغرس عشر شجرات في اليوم وسيتم نقل الاشجار عن طريق الشاحنات التي تمون نواكشوط باللحوم والفواكه والخضروات. اما الشجيرات فسيتم استجلابها من مناطق الضفة والتي، ولحسن الحظ، نجت من زحف رمال الصحراء. وقد تم التنفيذ في الحال.
     كل سكان نواكشوط أعجبوا بهم وهبوا لمد يد العون للجهود المبذولة من طرف الاطفال من اجل انقاذ بلادهم. أصبحوا حديث كل أحد: التلفزيون والاذاعة حتى عم الخبر خلال ثلاثة ايام، حيث أصبح كل الموريتانيين على علم بالمبادرة الشجاعة لجاكيتي وزملاءه حتى أصبحوا نجوما وطنيين.
     الكل قدم من كافة انحاء البلاد لمد يد العون. وخلال شهر واحد تم غرس مليون شجرة حول محيط نواكشوط، على طول الشوارع وحتى بين البيوت والمباني العمومية.
     بعدها بشهر تساقطت امطار غزيرة وخرج سكان نواكشوط الى الشارع تغمرهم الفرحة ودموع السعادة على وجناتهم تمتزج بقطرات المطر فقد نسوا كم هي رائعة ومنعشة رائحة المطر.
بعدها بشهرين اكتسبت المدينة من جديد حلة خضراء سندسية وعادت الطيور الى اوكارها، وبأعداد كبيرة وعادت البساتين الى سابق عهدها وهي مثقلة بالفواكه والخضار.
      وفي تناسق رائع من صنع الطبيعة كونت الرمال الصحراوية حاجزا ساحليا أكثر نجاعة من سابقه حيث لم يعد بود البحر سوى الهدوء.
      ووفاء للأطفال الذين أنقذوا المدينة من التصحر والموت البطيء، اقام سكان نواكشوط نصبا تذكاريا لتخليد ذاكرة جاكيتي وزملاءه حيث حملت الشوارع الاكثر اخضرارا اسماءهم، وهكذا دخلوا التاريخ من اوسع ابوابه

العنوان الاصلي للقصة La chasse au désert
محاربة الرمال ,,,

    ترجمها إلى العربيه الأستاذ و الأديب Ahmed Ely

    جرت العادة في موقع آفاق فكرية أن نلخص المقال أو البحث لتسهل القراءة؛

ملخص القصة:

يحزن الطفل جاكيتي على مدينته نواكشوط التي تحولت إلى صحراء قاحلة، بعدما غطت الرمال الأشجار والحياة النباتية. لم يعد هناك طعام طازج سوى السمك، الذي  أصبح بدوره نادرًا بسبب التنقيب عن النفط.

      أمام هذا الوضع، يقترح جاكيتي على أصدقائه خطة لإنقاذ مدينتهم من التصحر، تتضمن غرس عشر شجيرات يوميًا من قبل كل طفل، واستيراد الشتلات من المناطق الخصبة قرب النهر.

    تحمس سكان نواكشوط للمبادرة، وساهموا في غرس مليون شجرة خلال شهر واحد. وبعدها هطلت أمطار غزيرة أعادت للمدينة الحياة، حيث عادت الخضرة والطبيعة لتزدهر مجددًا، وعادت الطيور لتبني أوكارها.

    تكريمًا لجاكيتي وأصدقائه، أقام السكان نصبًا تذكاريًا وأطلقوا أسماءهم على الشوارع الأكثر اخضرارًا، ليصبحوا أبطالاً في تاريخ نواكشوط.

 

شاهد أيضاً

توشيح ايقونة موريتاتيا وشاعرها الفخر./المرابط ولد محمد لخديم

كتب حبيب الله احمد كرمت موريتانيا نفسها بتكريم وتوشيح الشاعر الرمز أحمدو ولد عبد القادر. …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *